زلزال جديد يضرب إزمير... وعمال الإغاثة يبحثون عن أحياء بين الركام

زلزال جديد يضرب إزمير التركية... وعمال الإغاثة يبحثون عن أحياء بين الركام

31 أكتوبر 2020
انتُشل نحو مائة شخص على قيد الحياة من بين الأنقاض (هالوك ساتر/الأناضول)
+ الخط -

وقع، صباح اليوم السبت، زلزال جديد في قضاء سفري حصار التابع لولاية إزمير غربي تركيا.

وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، أن الزلزال وقع الساعة 8.31 بتوقيت تركيا (5.31 توقيت غرينتش)، قبالة سواحل سفري حصار ببحر إيجه.

وأظهرت معطيات نشرتها "آفاد" على موقعها الإلكتروني أنّ عمق الزلزال بلغ 7.33 كيلومترات.

وفي وقت سابق، أعلنت "آفاد" ارتفاع عدد ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب الولاية، الجمعة، إلى 26 قتيلاً و804 مصابين.

وقالت "آفاد" في بيان، فجر السبت، إنّ المنطقة بعد الزلزال الذي ضرب بحر إيجه قبالة الولاية المذكورة شهدت حتى الساعة 04.00 بالتوقيت المحلي (01.00 توقيت غرينتش) 341 هزة ارتدادية، 31 منها شدتها فوق 4 درجات.

وما زال عمّال الإغاثة يبذلون قصارى جهدهم، اليوم السبت، للعثور على ناجين بين أنقاض الأبنية المنهارة في غرب تركيا، غداة الزلزال العنيف الذي أسفر عن مقتل 28 شخصاً في هذا البلد وفي اليونان المجاورة.

في بايرقلي في محافظة إزمير التركية، حاول عمّال إغاثة مجهّزون بحفّارات طوال الليل، شقّ طريقهم بين الركام الهائل لمبنى من سبعة طوابق، على ما أفادت به مراسلة وكالة "فرانس برس". وعلى مسافة قريبة، تعالت أصوات جموع محتشدة عندما أخرج عمّال الإغاثة جثة من بين الأنقاض.

ووقع الزلزال الذي قدّر معهد الجيوفيزياء الأميركي قوته بسبع درجات على مقياس ريختر، والسلطات التركية بـ6,6 درجات، بعد ظهر أمس الجمعة، في بحر إيجه، جنوب غرب إزمير، ثالث أكبر مدينة في تركيا وقرب جزيرة ساموس اليونانية.

جرّاء قوة الزلزال، شعر سكّان إسطنبول وأثينا به. وتسبّب بتسونامي محدود في جزيرة ساموس ببحر إيجه، وبمدّ بحري أغرق شوارع في إحدى بلدات ساحل تركيا الغربي.

وأمام هذه الكارثة، وضعت كلّ من تركيا واليونان خلافاتهما الدبلوماسية جانباً وأعربتا عن استعدادهما لتبادل المساعدة. وأعلنت اليونان عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين، فيما كان الساحل التركي على بحر إيجه الأكثر تضرراً. فقد قتل 26 شخصاً في تركيا وجرح 804، على ما قالت الهيئة الحكومية لحالات الطوارئ.

خيم للمتضررين

في بايرقلي التي يبلغ عدد سكّانها 300 ألف نسمة، نصبت السلطات خياماً للسماح لأبناء المنطقة بتمضية ليلتهم ووزّعت عليهم الحساء.كانت نرمين يني (56 عاماً)، في مطبخ منزلها عندما بدأت الهزة. وتروي قائلة أمام خيمة أمضت فيها ليلتها: "هرعت إلى الخارج ومن ثم انهرت".

وعلى مسافة قريبة تجمّعت عائلة حول موقد نار للاتقاء من البرد الخريفي. وقد نام أشخاص في سياراتهم أو في أكياس نوم في الشارع. في الحيّ تعلو أصوات المطارق والحفارات وأحياناً يطلب المسعفون لزوم الصمت التام أملاً بسماع ناجين محتملين قبل استئناف عملهم الدؤوب.

ومنذ الزلزال انتُشل نحو مئة شخص على قيد الحياة من بين الأنقاض، على ما قال السبت وزير البيئة مراد كوروم.

 هزات ارتدادية 

اختار الكثير من أبناء المنطقة الذين صمدت منازلهم البقاء في الخارج. والخوف من الهزات الارتدادية كبير. فمنذ الزلزال الرئيسي الجمعة، حصلت هزات ارتدادية يزيد عددها عن الخمسمائة بحسب السلطات.

وأمضت، عزيزة أكيون، ليلتها وهي تراقب المسعفين يحاولون شقّ طريق بين أنقاض مبنيين سكنيين متجاورين انهارا كلياً. وقالت لوكالة "فرانس برس"، "هذه الستائر تعود إلى عائلة صهري" مشيرة إلى قماش يظهر من بين الركام.

حوالي 180 شخصاً ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض

وتابعت هامسة "بإذن الله سيخرجون على قيد الحياة. هي المرة الأولى التي اختبر فيها شيئاً كهذا".

وأعرب جمال الدين اينغينيورت، وهو عسكري متقاعد في الحادية والخمسين من عمره، عن يأسه بعدما تصدّعت جدران منزله ولا يعرف إن كان لا يزال قابلاً للسكن. وأوضح: "اعتبرنا أنه من الأفضل البقاء في الخارج. المناخ في إزمير معتدل ويمكننا الاستمرار على الأمد القصير. لكن إلى متى"؟

18 ساعة 

وبينما قال رئيس المدينة الساحلية المطلة على بحر إيجه إنّ حوالي 180 شخصاً ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض، نجح رجال الإنقاذ، اليوم السبت، في انتشال أم وثلاثة من أطفالها من تحت أنقاض مبنى تهدم، بعد قرابة 18 ساعة. وتتواصل جهود الإنقاذ لتحرير الطفل الرابع. كما تمّ إنقاذ امرأتين بعد 17 ساعة على الزلزال، على ما أكّدت الحكومة.

ونُشر أكثر من ستة آلاف عامل إنقاذ في المنطقة المتضرّرة، على ما أوضحت الرئاسة التركية. وأحيت الهزة الأرضية القوية المخاوف من حدوث زلزال هائل يتوقّعه الخبراء في عاصمة البلاد الاقتصادية. ففي العام 1999 ضرب زلزال قوته 7,4 درجات، شمال غرب تركيا، قضى فيه 17 ألف شخص بينهم نحو الألف في إسطنبول. 

(فرانس برس، الأناضول، رويترز)

دلالات

المساهمون