زعماء مجموعة العشرين: سعي إلى انفراج بشأن المناخ

زعماء مجموعة العشرين: سعي إلى انفراج بشأن المناخ

31 أكتوبر 2021
ناشطون بيئيون يحتجون أمام مقرّ انعقاد قمّة مجموعة العشرين (ألبرتو بيتسولي/ فرانس برس)
+ الخط -

استأنف زعماء دول مجموعة العشرين، الذين يلتقون مباشرة للمرّة الأولى منذ عامَين، اليوم الأحد، ثاني يوم من محادثاتهم في العاصمة الإيطالية روما، ويواجهون المهمّة الصعبة المتعلقة بتجاوز خلافاتهم بشأن كيفية التصدي لانبعاث الغازات المسبّبة لارتفاع درجة حرارة الأرض.

ويأتي ذلك في حين افتتحت، في غلاسكو باسكتنلدا، اليوم، الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 26)، والتي تمتدّ حتى الثاني عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وقد عمل الدبلوماسيون طوال الليلة الماضية من أجل التوصّل إلى اتفاق على صياغة البيان الختامي التقليدي. وأشار مسؤول في أحد الوفود، طالباً عدم ذكر اسمه، لوكالة "رويترز"، إلى أن "لا مؤشّرات إلى إحراز تقدّم كبير".

وفي أثناء افتتاح مناقشات اليوم، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الذي يرأس مجموعة العشرين هذا العام، أمام زملائه القادة، إنّ "مكافحة تغيّر المناخ هي التحدّي المصيري في عصرنا". أضاف: "إمّا أن نتحرّك الآن ونواجه تكلفة الانتقال وننجح في نقل اقتصادنا إلى مسار أكثر استدامة، وإمّا نتأخّر وندفع ثمناً أكبر بكثير لاحقاً، ونواجه خطر الفشل".

وكان اليوم الأوّل من قمّة روما، أمس السبت، قد ركّز بشكل أساسي على الصحة والاقتصاد، فيما يتصدّر المناخ والبيئة جدول أعمال محادثات اليوم الأحد.

ومن المرجّح أن يُصاب علماء ونشطاء المناخ بخيبة أمل إن لم يتحقّق انفراج في آخر لحظة، لأنّ مسوّدات البيان الختامي لمجموعة العشرين لا تظهر تقدّماً يُذكر في ما يتعلّق بتقديم التزامات جديدة للحدّ من التلوّث.

وتُسهم مجموعة العشرين، التي تضمّ البرازيل والصين والهند وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، بما يُقدَّر بنحو 80 في المائة من انبعاثات الكربون التي يرى العلماء وجوب خفضها بشدّة لتفادي كارثة مناخية. ولهذا السبب، يُنظر إلى اجتماعات روما كنقطة انطلاق مهمّة لمؤتمر الأطراف "كوب 26"، الذي تشارك فيه نحو 200 دولة والذي يتوجّه إليه معظم زعماء مجموعة العشرين مباشرة من روما.

يقول الناشط البيئي أوسكار سوريا، من شبكة "آفاز" للنشطاء، إنّ "أحدث التقارير مخيّبة للآمال. ومع قليل من الطابع الملحّ في مواجهة حالة طوارئ مصيرية، لم يعد ثمّة وقت لقوائم الرغبات الغامضة. نحن في حاجة إلى التزامات وإجراءات ملموسة".

ولم تشدّد مسوّدة خامسة للبيان الختامي لمجموعة العشرين، التي اطّلعت عليها وكالة "رويترز"، أمس السبت، صياغتها بشأن العمل المناخي مقارنة بالنسخ السابقة. بل إنّها أتت مخففة في ما يتعلق ببعض الأمور الرئيسية، مثل الحاجة إلى تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.

وهذا الموعد المستهدف في منتصف القرن هو هدف يقول خبراء الأمم المتحدة إنّه ضروري لوضع حدّ لارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، وهو ما يُنظر إليه كحدّ أقصى لتجنّب تغيّرات مناخية مأساوية.

ويوضح خبراء الأمم المتحدة أنّه حتى لو تمّ الالتزام الكامل بتنفيذ الخطط الوطنية الحالية بهدف الحدّ من الانبعاثات، فإنّ العالم يتّجه نحو ارتفاع في درجة الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية.

وفي سياق متصل، توصّل قادة دول مجموعة العشرين إلى اتّفاق بشأن حصر الاحتباس الاحتراري بـ1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، بحسب ما أفادت ثلاثة مصادر مطّلعة على مفاوضات القمة وكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد. وأوضحت المصادر أنّ القادة وافقوا على تجاوز الهدف المناخي الذي اتُّفق عليه في قمة باريس للمناخ في عام 2015، والقاضي بحصر الاحتباس الحراري بأقلّ من درجتَين مئويتَين، وحدّدوه بـ1.5 درجة مئوية. وقد أتت مسوّدة البيان الختامي الذي اطّلعت عليه "فرانس برس" لتؤكّد كلام المصادر.

ويبقى أنّ التحدي الرئيسي يكمن في معرفة الوسائل الملموسة التي سوف تستخدمها الدول لاحترام ذلك الهدف، والتي غالباً ما تتردّد البلدان في الإفصاح عنها، وفق منظمات غير حكومية. ووفقاً لآخر تقييم للأمم المتحدة يأخذ في الاعتبار الالتزامات الجديدة لغالبية الدول الموقعة، فإنّ العالم ما زال يتّجه نحو "ارتفاع كارثي" في درجة الحرارة يبلغ 2.7 درجة مئوية، وفي أفضل الأحوال 2.2 درجة مئوية إذا أُخذت في الاعتبار الوعود التي تكون "مبهمة" في أحيان كثيرة بشأن الحياد الكربوني، بحلول منتصف القرن. وبضغط من الأمم المتحدة، تلتزم مزيد من الدول الحياد الكربوني، معظمها بحلول عام 2050 وبعضها بحلول عام 2060 أو عام 2045. فالصين وروسيا على سبيل المثال حدّدتا أنهما سوف تصلان إلى الحياد الكربوني في عام 2060 وأستراليا وفرنسا في عام 2050. 

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون