رياح خماسينية تفاقم معاناة نازحي غزة.. رمال تغزو الخيام وعطش لا ينتهي

30 ابريل 2025
عاصفة ترابية تضرب مخيمات النازحين في خانيونس، غزة، 30 إبريل 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تفاقمت معاناة النازحين الفلسطينيين في غزة بسبب الرياح الخماسينية المغبرة، مما أدى إلى تطاير الخيام وتراكم الغبار، وسط أزمة حادة في توفر مياه الشرب، مما يشكل خطراً صحياً على السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.

- حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من "كارثة إنسانية غير مسبوقة" بسبب تدمير البنى التحتية المائية ووقف تزويد الكهرباء، مما أدى إلى نقص حاد في المياه النظيفة، حيث انخفضت حصة الفرد اليومية إلى 3-12 لتراً فقط.

- منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة على غزة، مدعومة أمريكياً، مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، وتدمير 85% من مرافق المياه والصرف الصحي.

فاقمت رياح خماسينية مشبعة بالغبار ضربت قطاع غزة، معاناة النازحين الفلسطينيين في خيامهم المؤقتة، حيث دمر الاحتلال الإسرائيلي منازلهم خلال حرب الإبادة المتواصلة منذ 19 شهراً، وقال الراصد الجوي ليث العلامي في منشور على "فيس بوك"، إن الأجواء الخماسينية الحارة التي ضربت الأراضي الفلسطينية تستمر لساعات، فيما قالت دائرة الأرصاد الجوية إنها أجواء مغبرة.

وأفاد شهود عيان بأن الرياح الخماسينية تسببت بتطاير خيام بعض النازحين، ما أوقع بهم أضراراً على المستوى الإنساني حيث يعيشون ظروفاً قاسية. وقال الشهود إن الرياح تسببت أيضاً بتراكم الغبار والرمال الناعمة على مقتنياتهم داخل الخيام، وخصوصاً على الأغطية والفُرُش والملابس، الأمر الذي يضاعف معاناتهم. وأوضحوا أن الأجواء الحارة تتزامن مع أزمة حادة في توفر مياه الشرب، ما يشكل خطراً صحياً، وخصوصاً على الكبار في السن من المرضى والأطفال.

الصورة
عاصفة ترابية تضرب مخيمات النازحين في خانيونس، غزة، 30 أبريل 2025 (الأناضول)
الرياح تسببت بتراكم الغبار والرمال الناعمة على الخيام وداخلها، خانيونس، غزة، 30 إبريل 2025 (الأناضول)

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان نشره في 22 مارس/ آذار الماضي، إن إسرائيل تستخدم "التعطيش" سلاحاً لتحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة، محذراً من "كارثة إنسانية غير مسبوقة" تهدد حياة الفلسطينيين عبر حرمانهم مصادر المياه النظيفة والآمنة. وأوضح أن "البنى التحتية المائية بغزة ومرافق تحلية المياه ومعالجة الصرف الصحي تعرضت لتدمير هائل نتيجة الهجوم العسكري الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023". وإلى جانب التدمير، قال المركز إن القرار الإسرائيلي بفصل الكهرباء المحدودة التي كانت تصل إلى محطة تحلية المياه المركزية وسط القطاع فاقم من تردي الأوضاع الإنسانية وأزمة المياه.

وفي 9 مارس/ آذار الجاري، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، قرر وقف تزويد غزة بالكهرباء "فوراً"، حيث كانت إسرائيل تزود القطاع بقدرة محدودة من التيار لتشغيل محطة المياه وسط القطاع. 

وفي تعقيبه على ذلك، قال مدير الإعلام في شركة توزيع كهرباء غزة، محمد ثابت، في تصريح سابق لـ"الأناضول"، إن إسرائيل زودت القطاع بخمسة ميغاوات من الطاقة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، استخدمت فقط لتشغيل محطة تحلية المياه، إثر تدخل مؤسسات دولية وأممية، وذلك حتى 9 مارس. وأكد أن مناطق واسعة في قطاع غزة باتت "تخلو من المياه الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي" بفعل الدمار الهائل جراء حرب الإبادة". وأشار إلى أن الفلسطينيين باتوا يعتمدون على حصص "شحيحة جداً وملوثة من المياه"، لافتاً إلى أن حصة الفرد الواحد انخفضت من 86 ليتراً يومياً قبل أكتوبر 2023، إلى 3-12 ليتراً فقط. 

ونقل المركز عن بيان مشترك لسلطة المياه والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، قوله إن إسرائيل دمرت ما يزيد على 85 بالمئة من مرافق خدمات المياه والصرف الصحي، كلياً أو جزئياً، وأخرجتها عن الخدمة. 

ومنذ 7 أكتوبر 2023، وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل حرب إبادة ممنهجة ضد سكان قطاع غزة، أودت بحياة أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، كذلك أُعلن فقدان أكثر من 11 ألف شخص.

 

(الأناضول)

المساهمون