رسائل تكشف إخفاء الصحة العالمية تقريراً تحذيرياً حول كورونا بإيطاليا

رسائل تكشف إخفاء الصحة العالمية تقريراً تحذيرياً حول تفشي كورونا في إيطاليا

19 ديسمبر 2020
سحب التقرير حرم البلدان من تجنّب مواجهة مصير إيطاليا (ألبرتو بيزولي/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت وكالة "أسوشييتد برس"، اليوم السبت أنّ كبير المنسّقين الميدانيين لمنظمة الصحة العالمية لإيطاليا وأقاليمها أثناء الوباء، في تقرير له إلى منظمة الصحة العالمية، تمّ سحبه من موقع المنظمة بعد يوم واحد من نشره، رؤساءه من استجابة إيطاليا لفيروس كورونا، في مايو/ أيار الماضي. وحذّر فرانشيسكو زامبون، في تقريره من أنّ الناس قد يموتون وأنّ الوكالة التابعة للأمم المتحدة قد تعاني من ضرر "كارثي" بسمعتها إذا سمحت للمخاوف السياسية بطمس الوثيقة، وفقاً لرسائل بالبريد الإلكتروني اطّلعت عليها "أسوشييتد برس".

وبحث التقرير الشامل، كيف تصرّفت الحكومة الإيطالية والنظام الصحي، بعد أن أصبحت البلاد بؤرة تفشي المرض في أوروبا في أواخر فبراير/ شباط الماضي، في ظلّ بيانات في الوقت الفعلي ودراسات حالة لما نجح، وكان يهدف إلى مساعدة البلدان الأخرى على الاستعداد مع انتشار الفيروس.
قامت الوكالة بإزالة التقرير، بعد يوم من نشره على موقعها على الإنترنت، ما دفع المسؤول الذي نسّق العمل إلى مناشدة رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مباشرة في الثامن والعشرين من مايو/ أيار الماضي، والتحذير من أنّ اختفاء التقرير يقوّض مصداقية منظمة الصحة العالمية. وحذّر من أنّ أي محاولات أخرى للرقابة من شأنها أن تقوّض استقلالية الوكالة وعلاقاتها مع الدول المانحة التي موّلت البحث.
وكتب، فرانشيسكو زامبون، قائلاً إنّ التعامل مع التقرير يمكن أن يتسبّب في "فضيحة كبيرة، في لحظة حساسة بالنسبة لوكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة مع التحقيق المقبل حول كوفيد – 19". ولم ترد منظمة الصحة العالمية على الفور على طلب أُرسل في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، للتعليق على البريد الإلكتروني الذي أرسله زامبون إلى رئاسة المنظمة.
نُشر التقرير، الذي كتبه زامبون وفريق من خبراء ومستشاري الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية، في الثالث عشر من مايو/ أيار بعد أن حصل على الموافقات اللازمة داخل نظام الأمم المتحدة، وفقاً لوثائق منظمة الصحة العالمية الداخلية التي اطلعت عليها أسوشييتد برس.

وقالت الوكالة في وقت لاحق، إنّها سحبت التقرير بسبب "أخطاء واقعية"، لم تذكرها بالتفصيل ونفت أنها تعرّضت لأي ضغوط من الحكومة الإيطالية لإزالته.
في مواجهة الانتقادات التي مفادها أنّ سحب التقرير حرم البلدان من البيانات التي كان من الممكن أن تساعدها في تجنّب مصير إيطاليا، قالت منظمة الصحة العالمية، الاثنين الماضي، إنّها عرضت "آلية" أخرى لتقييم الاستجابات للوباء. لكن لم يتم طرح ذلك إلاّ بعد شهرين من سحب التقرير. وتزايدت المخاوف بشأن التقرير المفقود في الأسابيع الأخيرة، ما أثار انتقادات لقيادة منظمة الصحة العالمية للاستجابة العالمية للوباء، الذي دفع الوكالة إلى الموافقة على تحقيق مستقلّ في أدائها.
(أسوشييتد برس)

المساهمون