رحلات الدراجات... مغامرات "ملتزمة" تستهوي الجزائريين

رحلات الدراجات... مغامرات "ملتزمة" تستهوي الجزائريين

17 مايو 2022
رياضة ورحلات مغامرة على الدراجات الهوائية (العربي الجديد)
+ الخط -

كلّ شيء بدأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذ أنشأ شبان من عشاق المغامرات والسفر باستخدام الدراجات الهوائية في الجزائر صفحات ومجموعات على "فيسبوك" وقنوات على "يوتيوب" من أجل تجميع أكبر قدر من محبي هذه الهواية والتنسيق لتنفيذ رحلات مشتركة تضمن متعة السياحة والمغامرة والتحدي. وبين عشاق ركوب الدراجات النارية نسيم كريبازة، الثلاثيني المتحدر من مدينة العفرون قرب العاصمة الجزائرية، ومجموعة من الأصدقاء من محافظة البليدة الذين شكلوا مجموعة على "فيسبوك" عام 2019، وروّجوا لفكرة السياحة والمغامرة باستخدام الدراجات الهوائية واستقطاب المواطنين الراغبين في المشاركة.

يقول نسيم لـ"العربي الجديد: "في البداية كانت الاستجابة بطيئة نوعاً ما، ثم بدأ دراجو منطقتنا وبلديات مجاورة في التواصل فتوسعت الشبكة إلى محافظات مجاورة بالتزامن مع نشر صور لمغامرات ورحلات مع مرور الوقت، وانهالت الطلبات حتى وصل عدد أفراد المجموعة إلى 54 يلتزمون بكل التعليمات والقواعد التي نضعها قبل الرحلات، إلى جانب البرامج والمواعيد، علماً أن كل مغامرة أو رحلة ناجحة تتطلب الجدية في تطبيق البرنامج".

ويتضمن برنامج كل رحلة العديد من التفاصيل التي تضمن نجاحها، خصوصاً تلك التي تسلك مسارات عبر البرية في طرقات لا تكون معبدة ومسالكها غير آمنة، وبينها تحديد وجهات ومسارات القوافل، وعدد المشاركين، ومواعيد الانطلاق والعودة، وشروط السلامة على الطرق، والاتفاق على برنامج خاص في حال قررت المجموعة المبيت في الخلاء. كما يحرص الدراجون الهواة على التزام معايير الأمن والسلامة من خلال ارتداء خوذات الرأس والسترات التي تميزهم والملابس الرياضية الخاصة بالدراجات، والتزود بتجهيزات مثل الأضواء التي تستخدم في بعض الظروف أو مع حلول الظلام، والتقيّد بتعليمات لتجنب التهور، والبقاء ضمن المسارات المخصصة للوقاية من حوادث المرور.

الصورة
يستقطب ركوب الدراجات الهوائية كل الأعمار (العربي الجديد)
يستقطب ركوب الدراجات الهوائية كل الأعمار (العربي الجديد)

مبادرات إيجابية
وتحوّلت تجمعات أسبوعية كثيرة للدراجين إلى مبادرات إيجابية تمثلت في تنفيذ عمليات لغرس أشجار ونشاطات للتعريف بكنوز سياحية في المناطق، وحملات هدفت إلى إنقاذ الشبان من الآفات الاجتماعية السيئة. وسبق أن نسقت بعض المجموعات مع مسؤولي الأحراش والغابات ومديرية البيئة مهمات تنظيف شملت مناطق جبلية تقصدها عائلات للاستجمام، إلى جانب تنفيذ عمليات التشجير.
 ولم تقتصر مغامرات ركوب الدراجة الهوائية لمسافات طويلة واستعمالها في الرحلات السياحية على فئة معينة رغم أن الشباب شكلوا الفئة البارزة في هذه النشاطات، إذ استقطبت أشخاصاً من كل الأعمار وجدوا في هذه الرحلات فرصاً كبيرة للترويح عن النفس، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن الضغط وكسر الروتين اليومي، والمساهمة في تقليل التلوث وتجنب استعمال السيارات، وتشكيل شبكة علاقات اجتماعية مع مشاركين من مناطق عديدة.

الصورة
انتشار رحلات الدراجات النارية مؤشر للاستقرار في الجزائر (العربي الجديد)
انتشار رحلات الدراجات النارية مؤشر للاستقرار في الجزائر (العربي الجديد)

وتحرص مجموعات تنشط في سياحة الدراجات على استقطاب مجموعات من ولايات ومناطق أخرى. وزار دراجون من محافظة بجاية (شرق) وعين الدفلى (غرب) المنطقة السياحية والمحمية العالمية في أعالي محافظة البليدة التي تعد بين أبرز محميات الغابات في الجزائر. 
ويقول رابح عربوش، وهو عامل حر من مجموعة "متعة الدراجات" في محافظة بجاية (شرق): "تنشط مجموعتنا منذ سنوات في هذا المجال. انتشار الرحلات والمبادرات الشبابية يعتبر مؤشراً إيجابياً للأمن والاستقرار في الجزائر. وقد سمحت هذه النشاطات بتنفيذ زيارات جماعية للكثير من المناطق السياحية والبحيرات والمحميات الطبيعية التي لم نعرفها سابقاً، ونشر صورها لاحقاً في مواقع التواصل الاجتماعي لترويج السياحة الداخلية".
ومع توسع النشاط السياحي والترفيهي للدراجات الهوائية، تتطلع مجموعات إلى إنشاء جمعية وطنية قانونية تساهم في إنهاء بعض الصعوبات والمشاكل التي يواجهها الدراجون في رحلاتهم.

ويقول وحيد، وهو تاجر من منطقة العفرون يتولى أيضاً توثيق كل الرحلات بالصور، لـ"العربي الجديد": "نتطلع حالياً إلى إنشاء جمعية محلية، وتأمين الإطار القانوني لها من أجل تسهيل الحصول على التراخيص والمرافقة من الهيئات الإدارية والأمنية المختصة، إضافة الى السعي مع باقي المجموعات إلى إنشاء جمعية وطنية لدراجي كل المحافظات".

المساهمون