استمع إلى الملخص
- رد رئيس القضاة جون روبرتس على تصريحات ترامب، مؤكدًا أن العزل ليس الحل المناسب وأن هناك عملية استئناف مخصصة، مشددًا على أهمية القضاء المستقل.
- استخدم ترامب "قانون الأعداء الأجانب" لتسريع ترحيل المهاجرين، مما أثار جدلاً قانونيًا حول استخدام هذا القانون في السياق الحالي.
بعد ساعات من بيان للرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصته "تروث سوشال"، والذي دعا فيه إلى عزل أحد القضاة الفيدراليين لأمره بوقف ترحيل نحو 200 مهاجر من السلفادور، ووصفه بأنه يساري مجنون متطرف، أصدر رئيس القضاة جون روبرتس بياناً عاماً على غير العادة رداً على ترامب، قال فيه: "منذ أكثر من قرنين، ثبت أن العزل ليس رداً مناسباً على قرارات القضاة"، مضيفاً أن عملية الاستئناف المعتادة موجودة لهذا الغرض.
ووصف ترامب القاضي بأنه "اليساري المتطرف المجنون مثير الشغب المحرض"، مضيفاً أن من عينه "باراك حسين أوباما للأسف"، وقارن بين فوزه بالرئاسة والقاضي المعين قائلاً: "لم يفز بالتصويت الشعبي ولم ينتخب رئيساً ولم يفز بجميع الولايات المتأرجحة. لم يفز بأي شيء تقريباً ولقد فزت بتفويض شامل لأسباب عديدة لكن السبب الأول لهذا النصر التاريخي ربما هو مكافحة الهجرة غير الشرعية، وأنا فقط أفعل ما أراده الناخبون مني". أضاف أن هذا القاضي مثله مثل العديد من "القضاة الفاسدين الذين أجبرت على المثول أمامهم، ويجب عزله. لا نريد مجرمين عنيفين مختلين عقلياً في بلدنا".
وهذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها رئيس القضاة ورئيس المحكمة العليا الأميركية جون روبرتس (أحد القضاة المحافظين) بياناً عاماً للدفاع عن القضاة، إذ أصدر بياناً في 2018، بعدما وصف ترامب قاضياً حكم ضد سياسات إدارته بشأن اللجوء بأنه "قاضٍ من عهد أوباما"، ورد عليه آنذاك إنه "ليس لدينا قضاة أوباما أو ترامب أو بوش أو كلينتون. لدينا مجموعة استثنائية من القضاة الذين يبذلون جهدهم لضمان حقوق متساوية لمن يمثل أمامهم، ويجب أن نكون شاكرين لهذا القضاء المستقل". ووصف ترامب هذا القاضي في 2016 بأنه "كارثة مخزية".
والمعني بتصريحات الرئيس هو جيمس بوسبرغ، القاضي الفيدرالي في واشنطن، الذي أمر السبت الماضي بإجراءات معجّلة لتعليق عمليات ترحيل المهاجرين لمدّة 14 يوماً. وطالب بوقف عملية خاصة لطرد نحو 200 عضو مفترض في عصابة فنزويلية إلى السلفادور.
ورغم قرار التجميد، نفّذت عملية الطرد التي استندت إلى قانون يعود للعام 1798 يسمح بتوقيف "أعداء أجانب" في أوقات الحرب، بحسب وكالة "فرانس برس". وأشارت إدارة ترامب إلى أن الطائرات كانت قد أقلعت عندما صدر القرار. وشكّلت هذه الحجّة موضع جلسة الاثنين الماضي، التي ترأسها القاضي بوسبرغ، ولم يخف شكوكه وطلب من الحكومة الأميركية أن تقدّم إليه أجوبة بحلول ظهر الثلاثاء وفق وسائل إعلام أميركية.
وكان ترامب قد أدى القسم خلال حفل التنصيب أمام القاضي روبرتس. وكانت المحكمة العليا تحت رئاسته قد أصدرت حكماً بالإجماع مهد الطريق أمام ترامب للاستمرار في الترشح للرئاسة، من خلال منع جهود بعض الولايات التي حاولت إبعاده، بزعم أن الدستور يحظر على "المتمردين على الحكومة" تولي المناصب العامة.
وكثيرة هي المراسيم التي وقّعها دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير والتي طعن بها أمام القضاء أو علّقت أحياناً بعدما اعتبر قضاة أن الرئيس تخطّى الصلاحيات المنوطة به.
يشار إلى أن ترامب أعاد تفعيل تفويض يُستخدم فقط في أوقات الحرب لتسريع ترحيل المهاجرين المرتبطين بالعصابة الفنزويلية. ويُعطي "قانون الأعداء الأجانب" الصادر عام 1798، والذي أعاد ترامب تفعيله، الرئيس صلاحيات استثنائية لاستهداف وترحيل المهاجرين غير المسجلين.
وتم استخدام هذا القانون خلال حرب 1812، والحرب العالمية الأولى (1914-1918)، والحرب العالمية الثانية (1939-1945) لترحيل "الأعداء الأجانب النشطين".