دعوات لتذكر المأساة السورية في اليوم العالمي للاجئين

دعوات لتذكر المأساة السورية في اليوم العالمي للاجئين

20 يونيو 2021
عائلة سورية لاجئة في مخيم الهول (دليل سليماني/ فرانس برس)
+ الخط -

في اليوم العالمي للاجئين، دعت الولايات المتحدة الأميركية ومنظمات دولية، وهيئات سورية معارضة إلى تذكر المأساة السورية التي تشكل اليوم أزمة اللاجئين الأكبر في العالم، إذ أصبح أكثر من نصف الشعب السوري مشرَّد قسرياً بين نازح ولاجئ، أو غير قادر على العودة.

ومعظم هؤلاء النازحين واللاجئين السوريين غادروا منازلهم، أو مناطقهم بسبب العمليات العسكرية المتواصلة للنظام وحلفائه، وحملات الاعتقال التي لم تتوقف بعد 10 سنوات على اندلاع الاحتجاجات السلمية.

ودعت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى مساندة الأشخاص الذين نزحوا داخل بلدانهم أو خارجها "لأنهم يستحقون الدعم والعيش بكرامة"، علماً أن تقريرها الصادر في منتصف 2020 كان أشار إلى تواجد 3.6 ملايين لاجئ سوري في تركيا، و910600 لاجئ في لبنان، و654700 في الأردن، 572800 في ألمانيا.

بدوره، دعا الائتلاف الوطني المعارض في بيان المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته تجاه الكارثة الإنسانية والاقتصادية والسياسية المستمرة في سورية، وإلا سيزداد الوضع سوءاً".

وتابع: "حذّرنا مرات من أخطار استمرار الكارثة التي يتعرض لها اللاجئون السوريون، ومن نتائجها على المديين المتوسط والبعيد، ونكرر المطالبة بضرورة احترام كل الحكومات والأطراف القوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية اللاجئين، ومنع ارتكاب أية انتهاكات في حقهم".

ورأى الائتلاف أن "الجهود الدولية المختلفة التي تهدف إلى مواجهة الأزمة لم ترقَ إلى المستوى المطلوب على صعيد تقليل نتائجها السلبية، أو تقديم المساعدة والدعم للاجئين والنازحين والمتضررين، وحتى منع استمرارها ومعاقبة المسؤول عنها".

وشكر الائتلاف "الدول الصديقة والشقيقة التي استقبلت المهجرين السوريين، وقدمت المساعدة والعون لهم بحسب ما تملك من إمكانات".

وقالت الخارجية الأميركية عبر موقع "تويتر": "لنتذكر في اليوم العالمي للاجئين ملايين السوريين الذين هم في أمس الحاجة إلى مساعدتنا، ويعتمدون علينا لتقديم دعم ينقذ حياتهم، ما يحتم السماح بإيصال الأمم المتحدة مساعدات إلى المحتاجين".

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "في اليوم العالمي للاجئين، لا يزال أكثر من نصف الشعب السوري مشرداً قسرياً بين نازح ولاجئ، وغير قادر على العودة. حوالى 13 مليون سوري هم نازحون أو لاجئون، بينهم 6 ملايين نازح داخل سورية تنقل بعضهم أكثر من مرة، و7 ملايين لاجئ في دول الجوار".

وأورد تقرير لـ "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" أنه "يستمر نزوح نحو 40 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين الذين بقوا في سورية، والذي يقدر عددهم بـ438 ألفاً، معظمهم من أبناء مخيم اليرموك. وتعيش في الشمال السوري مئات من العائلات الفلسطينية التي هجرت قسراً في خيام لا تقي برداً أو حراً، وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة".

وقال علي بيطار، اللاجئ من مدينة حلب في مدينة كلس التركية، إنه غادر منزله إبان عمليات التهجير التي رعتها روسيا في أواخر عام 2016، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنه لا ينوي العودة في ظل الظروف الحالية، ولا حتى إلى أماكن سيطرة المعارضة، بسبب استمرار الظروف التي أخرجته، واستمرار القصف على ريف حلب الشمالي، مشيرا إلى أن قريباً له عاد مطلع عام 2020، إلى منزله داخل مناطق سيطرة النظام في حلب، لكنه اختفى منذ ذلك التاريخ.

ويقول تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، إنه لا يمكن حل قضية النازحين واللاجئين السوريين من دون إنهاء النزاع المسلح، وتحقيق انتقال سياسي نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإن الانتهاكات التي مارسها النظام السوري، والتي بلغ بعضها مستوى الجرائم ضدَّ الإنسانية، كانت الدافع الأبرز وراء سعي السوريين نحو اللجوء، كما أن بقية أطراف النزاع مارست أصنافاً من الانتهاكات ضدَّ بعضها البعض، وضمن مناطق سيطرتها.

وبحسب التقرير فإنَّ سبب النزوح الرئيس هو القصف بمختلف أنواع الأسلحة، وبشكل خاص عبر سلاح الطيران الذي استخدمه النظام السوري، وكذلك حليفه الروسي بعد تدخله العسكري في سبتمبر/أيلول 2015، بشكل عشوائي أو مقصود، وعلى نحوٍ كثيف بهدف قتل وإصابة أكبر قدر ممكن من السكان، كما أن الملاحقة الأمنية والاعتقالات التعسفية التي طاولت مئات آلاف السوريين كان لها دور كبير في زيادة النزوح.

وتقدر الشبكة الحقوقية أن ما لا يقل عن 1.2 مليون مواطن سوري قد تعرضوا لتجربة الاعتقال، ولا يزال 131178 منهم قيد الاعتقال أو الإخفاء القسري لدى النظام، وقتل منهم 14338 بسبب التعذيب، وإن "هذه الثلاثية المتمثلة في الاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب، هي العامل الرئيس الثاني وراء لجوء السوريين وعدم رغبتهم في العودة".

أما العامل الثالث، حسب التقرير، فهو حصار مناطق بأكملها، ومنع دخول المساعدات إليها في شكل من أشكال العقاب الجماعي، ثم عقد اتفاقيات مصالحة إجبارية تهدف إلى تشريد أهلها، ويقول مدير الشبكة، فضل عبد الغني، لـ"العربي الجديد"، إن "السوريين أصبحوا الفئة الأكبر من اللاجئين، وما زالت أسباب لجوئهم مستمرة، ومناطق سيطرة النظام شهدت النسبة الأكبر من عمليات النزوح والتهجير، بينما كانت مناطق المعارضة الأقل".

المساهمون