دعوات في مؤتمر "ويش" لتضافر الجهود عالمياً لمواجهة جائحة كورونا

دعوات في مؤتمر "ويش" لتضافر الجهود عالمياً لمواجهة جائحة كورونا

15 نوفمبر 2020
يشارك في المؤتمر عدد من صانعي السياسات وخبراء الصحة والعاملين في مجال الرعاية الصحية (ويش)
+ الخط -

دعت الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، "إلى الارتقاء بالمسؤولية الجمعية من أجل حشد العالم ليكون واحداً، نعمل فيه معاً ونتشارك المعرفة ذات الصلة لاحتواء الوباء والتقليل من أضراره إلى أن يُتاح للعلماء والباحثين إعادة الأمن الصحي إلى حياة البشرية".

وقالت في كلمة افتتحت بها، اليوم الأحد، مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) 2020، الذي يُعقد تحت شعار "صحتنا في عالم واحد"، ويستمر لمدة 4 أيام، "من هذا المنبر، أحيّي العاملين في القطاعِ الصحي في قطر وفي العالم أجمع، وأُثمّن جهودهم الجبّارة في مكافحة الفيروس وحماية الأرواح والإسهام في بناءِ عالم ينعم بصحة أفضل".

وكان الرئيس التنفيذي لـ"ويش"، دارزي أوف دينهام، قد قال في كلمة في المؤتمر "ربما منع الفيروس المشاركين في ويش من اللقاء شخصياً في الدوحة، لكنه لم يوقف فعاليات المؤتمر. لقد كشف الوباء، من عدة نواحٍ، عن أفضل ما فينا". وأضاف: "لقد علّمنا الوباء أنه لا يمكن أن يكون هناك أمن بدون الأمن الصحي. لهذا السبب أعتقد أن الوقت قد حان لبناء درع عالمي ضدّ العوامل المسبّبة للأمراض لحمايتنا من الأمراض الجديدة، والطريقة الوحيدة لامتلاك قدرة عالمية جديدة على التطوير السريع للتشخيصات، والعلاجات، واللقاحات، هي من خلال تعاون دولي أكبر، وهذا بالضبط ما يتمحور حوله مؤتمر ويش".

وأثنت وزير الصحة العامة في قطر، حنان الكواري، على الاستجابة الوطنية لدولة قطر، التي أدّت إلى كبح جماح الوباء في الدولة، قائلة: " كلّ حالة وفاة تُعتبر مأساة في حد ذاتها، لكننا ممتنون لأنّ عدد الإصابات لدينا منخفض مقارنة بالعالم. هذا يمثّل شهادة على موهبة والتزام أطبائنا وممرّضينا والقوى العاملة في مجال الرعاية الصحية بأكملها".

وقالت "أحد العوامل الرئيسية في نجاحنا هو نظامنا للتغطية الصحية الشاملة. تمّت تغطية جميع تكاليف العلاج من قبل الحكومة، بغضّ النظر عن الجنسية أو الظروف الاجتماعية للأشخاص. وتلقّى جميع المرضى المستوى العالي نفسه من الرعاية. ويُعزى انخفاض معدل الوفيات لدينا إلى مجموعة متنوّعة من العوامل، بما في ذلك متوسط عمر السكّان، ولكن السبب الرئيس هو الجودة العالية للرعاية الطبية المقدمة على قدم المساواة للجميع. سعينا، طوال الوقت، جاهدين للحفاظ على سلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية لدينا، كما أنّ الإصابات المكتسبة في المستشفى لدينا قريبة من الصفر".

وتابعت: "نحن نعلم أننا سننتصر في هذه المعركة، فقط إذا فاز بها الجميع. وفي إطار التضامن، ساعدت قطر حتى الآن أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية بالمعدات والموارد، ولم يتمّ التغلّب على كوفيد-19 بعد. لا تزال استراتيجيتنا قائمة على اليقظة والعمل المركّز، بالتوازي مع عودة منظمة إلى الحياة الطبيعية، مع الحفاظ على سلامة شعبنا. نحن ننتظر، مع بقية العالم، تطوير لقاح آمن وفعّال، وفي غضون ذلك، يجب أن نعتمد على تدابير الصحة العامة التي نعرفها جميعاً، وتفاني القوى العاملة الصحية العالمية، واحترافيتها للحفاظ على سلامتنا".

وتلقى المشاركون في المؤتمر رسالة من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أكّد فيها على أهمية تسخير قوة الابتكار في مواجهة أزمة تحدث مرة واحدة فقط في القرن، وهي هذه الجائحة.

وكجزء من حفل افتتاح المؤتمر، أدارت المذيعة، ميشيل حسين، حلقة نقاش رفيعة المستوى بعنوان "الاستجابة العالمية لكوفيد-19: ما الذي تعلّمناه وأين نتّجه"، تمّ خلالها الاستماع إلى آراء عدد من قادة القطاع الصحي على المستوى الوطني والدولي، من بينهم المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية بشأن كوفيد-19 ديفيد نابارو، وكبير المسؤولين الطبيين السابق في إنجلترا دايم سالي ديفيس، وعالم الأوبئة في السويد أندرس تيجنيل.

ويشارك في المؤتمر عدد من صانعي السياسات، وخبراء الصحة، والعاملين في مجال الرعاية الصحية في الصفوف الأمامية. وستُعقد مجموعة كبيرة من الجلسات المباشرة التي تناقش عدداً من الموضوعات الحيوية، بما في ذلك كوفيد-19، وتأثير تغيّر المناخ على الصحة، والعلاج المناعي.

وسيكون من بين المتحدّثين الرئيسيين في "ويش"، الفائز بجائزة الأوسكار، الممثل مورغان فريمان، والأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي، وعضو فريق العمل المعني بفيروس كورونا في البيت الأبيض ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض الانتقالية أنتوني فاوتشي، وإيفا لونجوريا، الممثلة الأميركية وفاعلة الخير.

يُعد إصدار "ويش" لعام 2020، مبادرة الصحة العالمية التابعة لمؤسسة قطر، الأكثر توسعاً حتى الآن، ويمكن للمشاركين المسجّلين في حضور القمّة التسجيل مسبقاً في جلسات النقاش التفاعلي على مدار أيام القمة.

المساهمون