دعوات في المغرب للتبرع بالدم لمواجهة نقص المخزون

دعوات في المغرب للتبرع بالدم لمواجهة نقص المخزون

05 ديسمبر 2020
يواجه المغرب أزمة في مخزون الدم بسبب تفشي فيروس كورونا (Getty)
+ الخط -

أطلق المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم في المغرب، السبت، برنامجاً خاصاً من أجل استقطاب أكبر عدد من المتبرعين، نظراً للنقص الحاصل في مخزون الدم وانعكاسات ذلك السلبية على صحة المرضى الذين يحتاجون يومياً إلى هذه المادة الحيوية.

وتروم هذه المبادرة، التي تنظم تحت شعار "التبرع بالدم مسؤولية الجميع" في المراكز الجهوية لتحاقن الدم على امتداد التراب المغربي والوحدات المتنقلة إلى غاية نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، تحسيس المجتمع المدني بأهمية التبرع بالدم، وتحصيل مخزون يوازي حاجيات مراكز تحاقن الدم.

وتشهد مراكز تحاقن الدم بالمغرب تزايداً مستمراً وملحوظاً في حاجاتها من المشتقات الدموية، نظراً لارتفاع عدد المرضى المحتاجين لنقل الدم، وكذلك ارتفاع نسبة انتشار الأمراض المزمنة والمرتبطة بارتفاع متوسط العمر.

وتبلغ الحاجات اليومية للمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم من المشتقات الدموية ما بين 1200 و1500 كيس، بينما تصل حاجيات الدم اليومية من التبرعات إلى ما بين 900 و1000 متبرع.

وفيما يعزو مراقبون ضعف التبرع بالدم في المغرب إلى ما يروج بخصوص بيع أكياس الدم وعدم استفادة المستحقين منها، يؤكد مركز التحاقن أنها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، وأن أكياس الدم التي تجمع عن طريق التبرع تذهب إلى المستشفيات لفائدة من يحتاجها من المرضى والجرحى.

وفي وقت ألقى فيه تقشي فيروس كورونا الجديد، منذ  2 مارس/ آذار الماضي، بظلاله على أعداد المتبرعين بالدم، كشفت مسؤولة التواصل والتحسيس بالمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، نجية العمراوي، أن "احتياطي مخزون الدم على الصعيد الوطني يغطي حاجيات المرضى فقط لأربعة أيام"، مشيرة، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنه "لسد الخصاص الحاصل على مستوى الدم، يحتاج المركز إلى 900 متبرع يومياً".

وأوضحت العمراوي أن العجز المسجل في الدم يسجل أساساً على مستوى المدن الكبرى، خاصة مدينة الدار البيضاء بالدرجة الأولى، ثم مدن الرباط ومراكش وفاس وطنجة، بالنظر إلى توفرها على مستشفيات جامعية تفرض التوفر على كميات كبيرة من الدم، مضيفة "يتعين أن يصبح التبرع بالدم عادة من عاداتنا وبشكل منتظم، وذلك لإنقاذ حياة المرضى، خاصة في الفترات الحرجة".

ولا يغطي عدد عمليات التبرّع المسجلّة سنوياً الطلب على هذه المادة الحيوية في المغرب، لأنّ ميزان استهلاك الدم وعدد عمليات التبرّع يميل دائماً لمصلحة الأول، فيما شهد استهلاك الدم، خلال السنوات الأربع الأخيرة، ارتفاعاً سنوياً ناهز الـ28%..

 وعلى الرغم من حملات التوعية التي يطلقها "المركز الوطني لتحاقن الدم" أو جمعيات المجتمع المدني للتوعية بأهمية هذا العمل الإنساني، إلا أن إقبال المغاربة على التبرّع بالدم يبقى خجولاً بعض الشيء.

ويراهن المغرب على بلوغ نسبة 1% من إجمالي السكان من المتبرعين بالدم معدّلا أدنى توصي به منظمة الصحة العالمية، للاستجابة للاحتياجات اللازمة لهذه المادة.

وفيما كان لافتاً خلال سنة 2019 بلوغ عدد المتبرعين بالدم 334 ألفاً و510 متبرعين، أي ما يعادل نسبة 0.99% من السكان، ما يناهز 334510  متبرعين، إلا أن انعكاسات الأزمة الصحية، التي فرضها تفشي فيروس كورونا، جعل التوقعات تذهب في اتجاه تراجع هذه النسبة خلال السنة الجارية، حيث بلغ عدد المتبرعين، حدود شهر يونيو/ حزيران الماضي، 148.467 مقابل 167290 سنة 2019 بانخفاض بلغ 18833 متبرعاً.

المساهمون