استمع إلى الملخص
- أشار المدرس حسام السوادي إلى نجاح المنظمات الدولية في ترميم المدارس في مناطق مثل الحسكة ودير الزور والرقة، مع تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية، مؤكداً على ضرورة مشاركة الدولة.
- أوضح محمد السعيد أن المدارس في ريف حمص الشمالي بحاجة إلى صيانة شاملة، مشيراً إلى أهمية التنسيق مع منظمات دولية مثل "يونيسف" لضمان نجاح عمليات الترميم.
كشف وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال السورية، نذير القادري، عن عدد المدارس المتضررة في البلاد، والتي تحتاج إلى إعادة ترميم حتى تكون قادرة على استقبال الطلاب واستئناف عملها من جديد. وأوضح الوزير وفق ما نقلت وكالة "سانا" في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، أن عدد المدارس المتضررة يبلغ 10 آلاف مدرسة، داعياً المنظمات المعنية إلى توحيد الجهود مع وزارة التربية والتعليم في سبيل الارتقاء بالعملية التعليمية وآليات الدعم مستقبلاً للكوادر والطلبة والمدرسين، وجاء ذلك خلال اجتماع عُقد في دمشق مع ممثلي المنظمات الدولية.
وبخصوص خطوة إعادة تأهيل المدارس، أوضح المدرس حسام السوادي، المنحدر من مدينة الحسكة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه من خلال تجربة مناطق محافظة الحسكة ودير الزور والرقة، كان من اللافت أن المنظمات التي اهتمت بإعادة ترميم المدارس قد حققت نجاحًا ملحوظًا. حيث رُمِّمَت العشرات من المؤسسات، ووُفِّرَت الخدمات الأساسية لها من مياه وصرف صحي، ودُعِّم البناء، وأُعيد تسوير المدارس. كذلك كان من اللافت طلاؤها بألوان غير تلك القاتمة ذات الطابع العسكري الذي اعتمده النظام، فضلًا عن إقامة حدائق وملاعب ملحقة بالمدارس. وأضاف السوادي أن تجربة المنظمات الدولية في هذا الشأن كانت ناجحة، وهي من التجارب القليلة التي لمسنا فيها تغييرًا فعليًا، بعكس العديد من المشاريع الأخرى التي تقوم بها المنظمات، والتي عادة ما يشوبها الفساد.
وفد من وزارة التربية برفقة عدد من ممثلي المنظمات الدولية يطلع على واقع المدارس المدمرة والخارجة عن الخدمة في مدينة حماة وريفها الشمالي، بهدف تحديد احتياجاتها ومتطلبات إعادة تأهيلها.#سانا #سورية #حماه pic.twitter.com/NKqtLoMS6m
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) January 14, 2025
وتابع السوادي: "أعتقد أن المنظمات الدولية يمكن أن تساهم في إعادة ترميم أو بناء بعض المدارس، لكن هذا لا يعني أن تكون الدولة غائبة عن هذه الجهود، إنما عليها لعب دور رئيسي في وضع خطط لبناء المدارس بما يتوافق مع النمو السكاني، وتوزيع المدارس بشكل صحيح من حيث المساحة وحجمها وقدرتها الاستيعابية".
في المقابل، كشف محمد السعيد، المقيم في ريف حمص الشمالي لـ"العربي الجديد" أن معظم المدارس في المنطقة وخلال السنوات ما بين 2011 و2018 تعرضت للقصف، قبل عملية التهجير التي شهدتها المنطقة. وتابع: "بحكم عملي مدرساً، فقد اطلعت بعد سقوط النظام على واقع معظم المدارس في المنطقة، منها الرستن وتلبيسة والحولة، كلها في حالة يرثى لها، وبحاجة إلى مرافق صحية ونوافذ وصيانة عامة، النظام السابق لم يقدم أي شيء بعد تهجير السكان". وتابع السعيد: "المدارس لم تشهد أي تغيير منذ حوالى 20 عاماً في المنطقة، أيضاً ألوان طلاء وشكل المدارس العامة يشبه إلى حد كبير ألوان وشكل السجون والمعتقلات، وهذا أمر بحاجة إلى التغيير".
بدوره، كشف مصدر مقرب من مديرية التربية في دمشق لـ"العربي الجديد" أن عمليات ترميم وتأهيل المدارس ستتم خلال الفترة القادمة بالتعاون ما بين المنظمات الدولية ومديرية التربية، لافتاً إلى أن المنظمات، ومنها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ومنظمة "أنقذوا الأطفال" ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية سيكون لها دور في ترميم المدارس، إضافة إلى بعض المنظمات الإقليمية والمحلية السورية، لافتاً إلى أن العملية تتطلب تنسيقاً فعلياً للجهود.
وفي عام 2022 أعلنت يونيسف إعادة تأهيل 100 مدرسة في حلب، حيث وفرت فيها خدمات المياه والصرف الصحي، وأجرت صيانة للفصول المدرسة، كذلك أجرت عملية طلاء جدران المدارس بألوان تناسب البيئة التعليمية.