دراسة قطرية: إصابة 29% من الأطفال بالكآبة جراء العزل والتباعد

دراسة قطرية: إصابة 29% من الأطفال بالكآبة جراء العزل والتباعد

23 ديسمبر 2020
الأجهزة الإلكترونية خفضت مستوى القلق في بعض الحالات (أندرو ليشتنستاين/Getty)
+ الخط -

 كشفت دراسة علمية، أُجريت في قطر لمعرفة مدى تأثير العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي على الحالة النفسية والسلوكية عند الأطفال والمراهقين الذين تراوح أعمارهم ما بين 7 و18 عاماً،  أنّ نحو 29 بالمائة من الأطفال والمراهقين المشاركين بالدراسة، أظهروا إصابتهم بكآبة خفيفة، مقابل 10 بالمائة أصيبوا بكآبة متوسطة، و4 بالمائة أصيبوا بكآبة شديدة. كما أظهرت الدراسة أنّ 50 بالمائة من المشاركين كانت لديهم حالات من القلق العام الخفيف، و23 بالمائة مصابون بما يُعرف باضطراب قلق الانفصال.
وشارك في الدراسة، التي أجرتها مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وهي مؤسسة حكومية في قطر، بالتعاون مع معهد الدوحة للدراسات العليا، 6608 من الأطفال والمراهقين، نصفهم تقريباً من الفتيات. وخلُصت الدراسة إلى ضرورة فحص الاضطرابات النفسية والاجتماعية لدى الأطفال والمراهقين لتطوير استراتيجيات إعادة الإدماج في المدارس، ولتقييم ورصد التغييرات السلوكية والآثار النفسية السلبية لجائحة كورونا لدى هذه الشريحة من المجتمع.
وشدّدت الدراسة على وجوب إعطاء الأطفال والمراهقين الذين يعانون من مستويات عالية من القلق، مزيداً من الاهتمام أثناء إعادة الإدماج والمراحل الانتقالية في المدارس، لتجنّب التأثير السلبي على مستوى أدائهم في المدرسة وأنماط تفاعلهم مع أقرانهم.
كما أظهرت الدراسة أنّ الأجهزة الإلكترونية ومنصّات التواصل الاجتماعي ربما تكون قد خفضت مستوى القلق في بعض الحالات، وعزّزت المزيد من الترابط أثناء الجائحة بين الناس على مستوى المجتمع، لكن من المهم معالجة كيفية استخدام هذه المنصّات ومراجعة المحتوى الذي يتم الوصول إليه عبر الإنترنت، ولفتت إلى أهمية الحفاظ على نمط حياة نشط للأطفال والشباب، وعدم إهمال صحتهم الجسدية.
وحول الآثار النفسية للعزل المنزلي والتباعد الاجتماعي بين الأطفال والمراهقين المشاركين في الدراسة خلال الجائحة، أظهرت الدراسة أنّ 75.4 بالمائة منهم اتبعوا التعليمات الرسمية، مثل استخدام الكمامات والمحافظة على مسافة التباعد مع الأفراد وعدم ارتياد الأماكن الممنوع عليهم ارتيادها والمحافظة على عدم الخروج في أوقات الحظر، كما جرى تشخيص نحو 26 بالمائة منهم بأنهم مصابون بحالة من الغضب المحدود، مقابل 1.3% فقط مصابون بحالة من الغضب الشديد، كما ظهر أنّ 66.5 بالمائة من 4396 مشاركاً عندهم مدى خفيفا من الاضطراب في التكيّف، و13 بالمائة عندهم مدى متوسطا إلى شديد، وتمّ تشخيص درجة الاضطراب في التكيّف من خلال سبع نقاط مختلفة، تضمّنت زيادة استخدام الأجهزة الإلكترونية وقلّة النشاط خلال فترات النهار والشعور بالاسترخاء، و الشعور بالوحدة والملل واضطراب أوقات النوم.
وعن أساليب مواجهة الفئة المستهدفة من الدراسة للآثار النفسية السلبية للعزل، أوضح 37 بالمائة من المشاركين أنهم دعموا الجانب الروحي والعاطفي لديهم، وأنّ 64 بالمائة اعتمدوا على الفهم وإدراك الحقائق، و54 بالمائة مارسوا رياضات بدنية، و34 بالمائة قاموا بنشاطات اجتماعية.

وقالت مديرة إدارة الأبحاث الإكلينيكية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، حمدة قطبة، إنّ المؤسسة أجرت هذه الدراسة بغرض تقييم الاضطرابات النفسية والاجتماعية للفئة المستهدفة، لتطوير استراتيجيات إعادة الإدماج في المدارس، ولأهميتها لمقدمي الرعاية الصحية في تقييم ورصد التغييرات السلوكية والآثار النفسية السلبية بعد "كوفيد-19". وأشارت إلى أنّ التركيز كان على الأفراد، ومعرفة الممارسات التي تمّ تبنّيها في المنزل، لتقليل الآثار السلبية الناتجة من العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي خلال فترة جائحة كورونا، وفقا لوكالة الأنباء القطرية (قنا).
وأوضحت علياء المعاضيد، من معهد الدوحة للدراسات العليا، أنّ الدراسة ركّزت على الجوانب السلوكية والنفسية والاجتماعية، وشكّلت فرصة فعلية لاستدراك وفهم أيّ تأثير سلبي من المحتمل أن يصيب الأطفال والمراهقين جرّاء معايشة أزمة كورونا، ولذلك كان الهدف الرئيسي من الدراسة هو تحرّي العوارض السلبية الناتجة عن العزل المنزلي، كالاكتئاب، وبعض أنواع القلق، واضطرابات المزاج، وصعوبات النوم، والانفصال الاجتماعي، وتأثير استخدام الأجهزة الإلكترونية وغيرها، والتي من خلال فهمها ستوضع توصيات لمختلف الجهات التي ترعى الأطفال والمراهقين، سعياً لإعادة دمجهم في المجتمع بطريقة آمنة.

المساهمون