دراسة تطالب بإجراءات عاجلة لمواجهة البدانة

04 مارس 2025
رجلان يعانيان من البدانة في بولندا، 25 يونيو 2024 (جاب آريينز/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتوقع دراسة في مجلة "ذا لانسيت" زيادة كبيرة في معدلات البدانة العالمية بحلول 2050، حيث سيعاني 60% من البالغين وثلث الأطفال والمراهقين من زيادة الوزن أو البدانة، مع تضاعف الأعداد منذ 1990 بسبب تقاعس الحكومات.
- توصي الدراسة بخطط خمسية تشمل تنظيم الإعلانات الغذائية، وتعزيز البنية التحتية الرياضية، وتشجيع الرضاعة الطبيعية، وتطوير سياسات تغذية محلية، مع توقعات بارتفاع معدلات البدانة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.
- تشير الدراسة إلى زيادة بنسبة 121% في بدانة الشباب عالمياً بحلول 2050، مما يضغط على النظم الصحية، وتؤكد على أهمية الوقاية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

كشفت دراسة نشرت، اليوم الثلاثاء، في مجلة "ذا لانسيت" الطبية البريطانية، أن تفشياً عالمياً غير مسبوق لزيادة الوزن والبدانة سيطاول ستة من كل عشرة بالغين وطفلاً أو مراهقاً واحداً من كل ثلاثة بحلول عام 2050، في حال لم تتخذ الحكومات إجراءات مهمة وفورية.

وتتضمّن هذه الدراسة بيانات من 204 دول ومناطق في العالم، وتستند إلى أرقام من "غلوبال بوردن أوف ديسيس"، وهو برنامج كبير تموّله مؤسسة "بيل وميليندا غيتس"، يهدف إلى تجميع البيانات الصحية من معظم البلدان. ويشير معدو الدراسة إلى أنّ تقاعس الحكومات عن معالجة أزمة البدانة وزيادة الوزن المتزايدة خلال السنوات الثلاثين الماضية أدى إلى ارتفاع مثير للقلق في أعداد الأشخاص المتضررين.

وبين عامي 1990 و2021، زاد هذا العدد ثلاث مرات تقريباً لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 25 عاماً، وأصبح 2.11 مليار بعدما كان 731 مليوناً، وارتفع أكثر من الضعف لدى الأطفال والمراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و24 عاماً، وانتقل من 198 إلى 493 مليوناً. تضيف الدراسة: "من دون إصلاح عاجل للسياسات وإجراءات ملموسة، من المتوقع أن يعاني 60% من البالغين أو 3.8 مليارات شخص، ونحو ثلث (31%) الأطفال والمراهقين أو 746 مليوناً، من زيادة في الوزن أو بدانة بحلول عام 2050".

ولمواجهة "أحد أكبر التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين"، ينبغي اعتماد خطط عمل خمسية (2025 - 2030) مع تدابير رئيسية: تنظيم الإعلانات المتعلقة بالأطعمة الفائقة المعالجة، ودمج بنية تحتية رياضية وملاعب في المدارس، وتشجيع الرضاعة الطبيعية والوجبات الغذائية المتوازنة بدءاً من الحمل، ووضع سياسات تغذية متكيفة مع كل بلد"، بحسب معدي الدراسة.

ويقول معدو الدراسة: "عام 2050، سيكون شخص من الفئات العمرية الصغيرة من كل ثلاثة يعانون من البدانة أو 130 مليوناً، يعيشون في منطقتين: شمال أفريقيا والشرق الأوسط، تليهما أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مع عواقب صحية واقتصادية واجتماعية خطرة".

ومن المتوقع أن تزيد البدانة لدى الشباب بنسبة 121% على مستوى العالم، مع ما مجموعه 360 مليون طفل ومراهق يعانون من البدانة المفرطة بحلول عام 2050. وأول المتضررين، مع زيادة حادة متوقعة من 2022 إلى 2030 على مستوى العالم، هم الصبيان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و14 سنة؛ في عام 2030، يُتوقّع أن يكون عدد الأشخاص الذين يعانون من البدانة المفرطة في هذه الفئة (16.5%) أكبر من معدل صغار السن الذين يعانون وزناً زائداً (12.9%). وسيؤدي تفشي البدانة إلى زيادة الضغط على النظم الصحية التي تواجه صعوبات أصلاً، وتحديدا في البلدان المنخفضة الموارد. ويُفترض في عام 2050 أن يصبح عمر نحو ربع البالغين الذين يعانون من البدانة المفرطة في مختلف أنحاء العالم 65 عاماً أو أكثر.

وتقول جيسيكا كير من معهد مردوخ للأبحاث المتعلقة بالأطفال في أستراليا، وأحد المعدين الرئيسيين للدراسة: "ينبغي أن تكون الوقاية من البدانة إحدى أبرز السياسات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل". وتدعو إلى "التزام سياسي أقوى بكثير لصالح "استراتيجيات عالمية تعمل على تحسين تغذية الناس ونشاطهم البدني وبيئة عيشهم"، معتبرة أن نافذة العمل ضيقة.

ويحتاج الأطفال والمراهقون الذين يعانون من زيادة في الوزن في معظم أنحاء أوروبا وجنوب آسيا إلى استراتيجيات وقائية، في حين أن هناك حاجة إلى تدخل عاجل لعدد كبير من الفتيات المراهقات اللواتي يقتربن من البدانة في أميركا الشمالية وأستراليا وأوقيانوسيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. ويعيش أكثر من نصف البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن أو بدانة راهنا في ثماني دول فقط: الصين (402 مليون)، والهند (180 مليونا)، والولايات المتحدة (172 مليوناً)، والبرازيل (88 مليوناً)، وروسيا (71 مليوناً)، والمكسيك (58 مليوناً)، وإندونيسيا (52 مليوناً)، ومصر (41 مليونا)، وفق بيانات عام 2021.

المساهمون