دراسة أميركية: الحوامل أكثر عرضة للإصابة بكورونا والوفاة به

دراسة أميركية: الحوامل أكثر عرضة للإصابة بكورونا والوفاة به

04 نوفمبر 2020
تواجه الحوامل خطر الوفاة بكورونا بنسبة 70% أكثر من غير الحوامل (أنطوني والاس/فرانس برس)
+ الخط -

 

أضاف مسؤولو الصحة الأميركيون، الحمل، إلى قائمة الحالات التي تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا. وأظهرت بيانات صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنّ العديد من النساء اللواتي تعرّضن لفيروس كورونا، كنّ أكثر عرضةً لخطر الوفاة.

ووجدت الدراسة الأميركية، أنّ النساء الحوامل هنّ أيضاً أكثر عرضة لدخول العناية المركّزة، كذلك جرى وصلهنّ بجهاز مخصّص لتجاوز مجازة القلب والرئة، وكنّ بحاجة إلى تهوية ميكانيكية أكثر من النساء غير الحوامل، في الفئة العمرية نفسها، اللواتي ظهرت عليهن أعراض كوفيد-19.

وأظهرت الدراسة أيضاً أنّ النساء الحوامل واجهن خطر الوفاة بنسبة 70% أكثر من النساء غير الحوامل اللواتي ظهرت عليهن أعراض المرض.

وأظهرت البيانات أنّ النساء الحوامل أكثر عرضة بثلاث مرات تقريباً لدخول وحدات العناية المركّزة، كما إمكانية وضعهن على جهاز التنفس الصناعي. وتؤكّد النتائج الدراسات السابقة التي تربط الحمل بزيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة.

إصابات مؤكدة

فحصت الدراسة التي أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وهي أكبر دراسة من نوعها حتى الآن، نتائج 409462 من النساء المصابات بأعراض كوفيد-19، تراوح أعمارهن بين 15 و 44 عاماً، ثبتت إصابتهن بفيروس كورونا، وكان 23434 منهن حاملات.

وفي أول تعليق لها على الدراسة، قالت ساشا إلينجتون، عالمة الصحة في مركز السيطرة على الأمراض وأحد مؤلفي الدراسة الجديدة: "نحن الآن نؤكّد أنّ النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطرة". ومع ذلك، أكدت إلينجتون أنّ المخاطر الإجمالية لكلّ من المضاعفات والوفيات كانت منخفضة.

وقالت: "الخطر المطلق لهذه النتائج الشديدة يُعَدّ منخفضاً بين النساء التي تراوح أعمارهن بين 15 إلى 44 عاماً، بغضّ النظر عن حالة الحمل. لكن ما نلاحظه زيادة المخاطر المرتبطة بالحمل"، بحسب ما جاء في تصريح لها لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وعزّزت دراسة مركز السيطرة على الأمراض النتائج، حول المسار المتباين للوباء في الولايات المتحدة، وقال الخبراء: "إنّ الخطر المتزايد على النساء الحوامل يجب أن يكون بمثابة تحذير لأولئك الذين يتوقعون أن يكون الطفل متيقظًا بشكل خاص ضد العدوى".

يقول، ديفيد جاسبان، رئيس قسم أمراض النساء والتوليد في شبكة أينشتاين للرعاية الصحية في فيلادلفيا، وهو لم يشارك في الدراسة: "إنّ فيروس كورونا يؤثّر في الأم والولادة والطفل".

ويضيف جاسبان: "ليس لدينا قدرة تنبؤية بشأن كيفية تأثير ذلك في النساء. لذا، أفضل نصيحة يمكننا تقديمها لهنّ هي الوقاية". ووفق جاسبان، قد لا يتمّ تشخيص بعض النساء الحوامل إلّا في وقت لاحق من المرض، لأنّ الفيروس يشترك في بعض الأعراض الشائعة مع الحمل، كالتعب والغثيان والقيء.

أرقام جديدة

وبحسب صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأميركية، فقد اعتمد التقرير على البيانات التي جمعها مركز السيطرة على الأمراض من المستشفيات في جميع أنحاء البلاد. ووجدت الدراسة أنّ 1.1% من النساء الحوامل، أدخلن إلى وحدة العناية المركزة بعد تشخيص إصابتهن بكوفيد-19، مقارنة بـ 0.4% من النساء غير الحوامل. كذلك كان معدل اللواتي احتجن إلى  تهوية، 0.3% للنساء الحوامل و 0.1% للنساء الأخريات.

يعتقد الباحثون أنّ الخطر المتزايد قد يُعزى إلى التغيرات الفيزيولوجية التي تحدث في أثناء الحمل، مثل زيادة معدّل ضربات القلب واستهلاك الأوكسجين، وانخفاض سعة الرئة وتحولات في جهاز المناعة في الجسم.

وترى دينيس جاميسون، رئيسة قسم أمراض النساء والتوليد في جامعة إيموري، أنّ النتائج مجتمعة، يمكن أن يكون لها آثار على ما إذا كانت النساء الحوامل سيتلقين لقاحاً عندما يصبح متاحاً على نطاق واسع. وأضافت أنه يجب أن يأخذ أي قرار بشأن اللقاح في الاعتبار مخاوف السلامة على الجنين والأم.

وتضيف جاميسون: "لكن بالنظر إلى ما يظهره الموضوع بشأن زيادة المخاطر التي تتعرّض لها النساء الحوامل، فإنك قد لا ترغب في حرمانهنّ فرصة تلقي اللقاح".

وتقول: "كانت لدي مريضات تركن وظائفهنّ لعزل أنفسهنّ بشكل أفضل، لكن لا يزال يتعيّن على شريكهنّ العمل خارج المنزل لكسب الأجر، وهذا يظهر مدى صعوبة الحماية من الفيروس".

ولادة مبكرة

إلى ذلك، يشير تقرير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أنّ هناك علاقة ما بين الإصابة بفيروس كورونا، وما بين الولادة المبكرة، حيث أظهرت البيانات أنّ من حوالى 4500 امرأة تمّ تشخيصهن بفيروس كورونا في أثناء الحمل، وُلد ما يقرب من 13 بالمائة من الأطفال قبل الأوان، وهو أعلى بكثير من المعدل الوطني لعام 2019 البالغ حوالى 10%.

شهدت الولادة المبكرة، وهي الولادة التي تحدث قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، ارتفاعاً في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، على الرغم من أنّ الباحثين ليسوا متأكدين تماماً من السبب. وتعدّ الولادة المبكرة السبب الرئيسي لوفاة الأطفال دون سن الخامسة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. إذ يمكن أن يعاني الأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم من مشاكل صحية قصيرة وطويلة الأمد.

وبحسب صحيفة "ذا تايم" الأميركية، "تعاني النساء السّود أيضاً من معدلات أعلى من المتوسط، للولادة المبكرة وعدوى كوفيد-19".

ووجد التقرير أنّ من غير المحتمل تقريباً إصابة الأطفال بـفيروس كورونا في الرحم. إذ لم تكن نتائج الاختبار متاحة لمعظم الأطفال الذين شملتهم الدراسة، ولكن من بين 610 إصابات، كانت نتائج الاختبار إيجابية لنحو 2.6% فقط، في غضون أسبوع من الولادة. إذ يبدو أنّ النساء المصابات بكوفيد-19 قبل أسبوع أو أقل من الولادة، هنّ الأكثر عرضة لنقل الفيروس إلى أطفالهن.

المساهمون