خريجو الجامعات في تونس: احتجاجات ضد استمرار البطالة

06 فبراير 2025
احتجاج لخريجي الجامعات في تونس، 6 فبراير 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تجمع مئات العاطلين عن العمل من حاملي الشهادات الجامعية في تونس للاحتجاج في ساحة القصبة، مطالبين بحلول عاجلة لتوظيفهم بعد تمرير قانون الموازنة الجديد دون بنود لتشغيلهم، حيث يقدر عددهم بنحو 15 ألفاً.
- ألغت السلطات التونسية قانون الانتداب المباشر الذي أقره البرلمان في أغسطس 2020، مما زاد من تعقيد الوضع دون تقديم بدائل، مما دفع الجمعية الوطنية لخريجي الجامعات المعطلين عن العمل لتنظيم الاحتجاجات.
- تطالب الجمعية بإصدار مرسوم رئاسي لتوظيف العاطلين في الوظيفة العمومية والقطاع العام، وإنشاء منصة إلكترونية لجرد العاطلين وتحديد الشغورات، بهدف وضع خطة زمنية واضحة لتوظيفهم.

نفّذ مئات من العاطلين عن العمل من حاملي الشهادات الجامعية في تونس، اليوم الخميس، احتجاجاً للمطالبة بحلول عاجلة لتوظيف الآلاف من خريجي الجامعات. وتجمع المحتجون في ساحة القصبة، مقر رئاسة الحكومة بالعاصمة تونس، رافعين شعارات "الشغل، الحرية، الكرامة" التي تعود لثورة يناير/كانون الثاني 2011.

وأعلنت الجمعية الوطنية لخريجي الجامعات المعطلين عن العمل أن قرار الاحتجاج جاء بعد المصادقة على قانون الموازنة للعام الجديد من دون تضمين أي فصل يعنى بتشغيل أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل، ما يطيل أمد بطالة طالبي العمل ويمدد انسداد أفق التشغيل أمامهم. ويقدر عدد العاطلين عن العمل من حاملي الشهادات العليا ممن طالت بطالتهم بنحو 15 ألفاً، وهم من خريجي جميع الاختصاصات الجامعية، بحسب رئيس الجمعية كريم ترعة.

الصورة
خريجو الجامعات يحتجون على طول طوابير البطالة في تونس، مجتمع، العربي الجديد
مئات من العاطلين عن العمل من حاملي الشهادات الجامعية (العربي الجديد)

ويعتبر ترعة أن "عدد حاملي الشهادات العليا في وضع البطالة يتصاعد سنوياً مع استمرار غلق أبواب التوظيف في القطاع الحكومي وإلغاء القانون الذي أقره البرلمان السابق في أغسطس/آب 2020، والذي يتعلق بالانتداب المباشر على دفعات سنوية متتالية للعاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا الذين قضوا فترة بطالة لمدة عشر سنوات أو أكثر، والمسجلين بمكاتب التشغيل". وقال ترعة في تصريح لـ"العربي الجديد": "لم تقدم السلطات التي ألغت قانون انتداب أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل أي بدائل لتوظيفهم واستيعاب أفواج من خريجي الجامعات يواجهون شبح البطالة وتقدم السن".

واعتبر أن "التحرك الاحتجاجي الذي يُنفّذ اليوم هو دعوة صريحة للسلطات للتدخل العاجل من أجل إيجاد صيغ توظيف لاستيعاب العاطلين في القطاع الحكومي على دفعات، يُؤخذ فيها بعين الاعتبار الأقدمية في مدة البطالة وسن المعطل". وأشار رئيس الجمعية إلى أن "العديد من العاطلين عن العمل من حاملي الشهادات الجامعية في اختصاصات مختلفة تجاوزوا سن الأربعين عاماً ويعيشون ظروفاً اجتماعية صعبة".

وكان البرلمان التونسي قد صدّق بتاريخ 29 يوليو/تموز 2020، بأغلبية 159 نائباً، على فصل إضافي في مشروع قانون المالية لسنة 2021 يقضي بتخصيص اعتمادات لتمويل انتداب 10 آلاف عاطل عن العمل من أصحاب الشهادات العليا ممن بلغت فترة بطالتهم 10 سنوات، قبل أن يقرر الرئيس قيس سعيد عدم تفعيله سنة 2021 معتبراً إياه "بيعاً للأحلام". وعلق كثير من العاطلين حينها بآمال كبيرة على هذا القانون لإنهاء معاناتهم وإدماجهم في الوظيفة العمومية بشكل تدريجي وعلى مراحل.

وبحسب بيانات رسمية لمعهد الإحصاء الحكومي، تصل نسبة البطالة في صفوف خريجي الجامعات من الذكور إلى 23.4% وتصل هذه النسبة إلى 31% في صفوف الإناث. ويرى كريم ترعة أن غلق باب التوظيف الحكومي يضرب حقاً مشروعية خريجي الجامعات في الحصول على فرصة للتشغيل والعيش الكريم.

وقال: "تطالب الجمعية بإصدار مرسوم رئاسي ينصف أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل بالانتداب المباشر في الوظيفة العمومية والقطاع العام على أساس سنة التخرج وسن المتخرج دون سواهما". كما تطالب الجمعية بجرد شامل ودقيق لعدد أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل، والإسراع بإحداث منصة إلكترونية لهذا الغرض مع تحديد الشغورات في مختلف المؤسسات العمومية، وتحديد الحاجيات على المستوى القريب والمتوسط والبعيد، مع الالتزام بتسقيف زمني يضبط تواريخ الانطلاق الفعلي في الإجراءات.

المساهمون