خايسته غول... يحلم بالعودة إلى أفغانستان

خايسته غول... يحلم بالعودة إلى أفغانستان

08 مايو 2021
رغم حياته المريحة يبقى حلم العودة لوطنه هاجسه الأكبر (العربي الجديد)
+ الخط -

"أسستُ حياة جيدة في باكستان، بعد عمل شاق لأكثر من خمس عشرة سنة. منذ صغري أعمل في الأسواق، وأنا راضٍ عن عملي الحالي، ولكن رغم ذلك، أنا مستعد لترك عملي وحياتي المريحة، لأعود إلى أفغانستان لكي أبدأ من نقطة الصفر هناك في حال نجاح عملية السلام وعودة الأمن إلى بلادنا". هكذا يتحدث اللاجئ الأفغاني في باكستان خايسته غول لـ"العربي الجديد" عن الوضع في بلاده، ورغبته في العودة.
وصل غول إلى باكستان مع والده محمد عمر، قبل نحو 25 عاماً، وكان عمره آنذاك ثلاثة أعوام فقط. عاش في صغره في مخيمي "كشته كري" و"ناصر باغ" في مدينة بيشاور، شمال غربي باكستان، مع باقي أبناء وطنه الأفغان. وبسبب الأوضاع الصعبة في باكستان، لم يدخل غول إلى المدرسة بتاتاً، رغم وضع أسرته المعيشي الجيد، فقد اضطر إلى العمل في سنّ المراهقة مع والده، ومارس مهناً عدة، كما يفعل معظم الأفغان في باكستان.
يشرح والده السبعيني محمد عمر غول، سبب عدم التحاق أولاده بالمدرسة، قائلاً: "الغربة هي المعضلة الأساس، لم أرسلهم للدراسة لأنّ همنا الوحيد هو كسب لقمة العيش. كنتُ أعتقد أنّ تعليمهم لن يفيدهم، ولكن اتضح لي عكس ذلك، فطلبت من أولادي إرسال أحفادي إلى المدارس كي يكون جيلنا المقبل جيلاً مثقفاً".

يملك خايسته محلاً صغيراً لبيع المثلجات (الأيس كريم) الأفغانية، المعروف باسم "شيريخ". فهو يتوجه صباحاً إلى عمله، في الأيام العادية، ويزاول مهنته حتى صلاة العشاء مساءً، ليعود بعدها إلى منزله. ساعات العمل الطويلة ومثلجاته المحببة للباكستانيين، جعلته يكسب يومياً ما بين 15 و18 دولاراً، وهو مدخول جيد بالنسبة إليه، ليصرف جزءاً منه على احتياجاته اليومية، ويدخر القسم الباقي. يصف خايسته حياته بـ"المريحة جداً، فأنا أعيش في منزل جيد مقارنةً بمنازل اللاجئين الأفغان". ورغم ذلك، يأمل العودة إلى بلده الأم وترك باكستان. يقول: "هذه البلاد ليست بلادنا. نعيش في الغربة هنا. أولادي سيبقون بلا أقارب، لأنّنا نعيش بالقرب من إسلام أباد. الجميع هنا من العرقية البنجابية (مجموعة مرتبطة بمنطقة البنجاب في جنوب آسيا)، ونحن بشتون (مجموعة عرقية من جذور أفغانية)، فأعراقنا تختلف تماماً بعضها عن بعض. ببساطة، لا أريد البقاء فترة أطول، وسأعود إلى بلدي حينما يعمّ الأمن والاستقرار في بلادنا".

يكره خايسته الطقس الحار في باكستان، إضافةً إلى أسلوب تعامل الشرطة القاسي مع اللاجئين. هذان السببان دفعاه إلى التفكير في العودة إلى وطنه مع عائلته، تحديداً إلى إقليم بغلان شمالي أفغانستان.

المساهمون