حملة مساعدات عالمية لكبح نزيف كورونا في الهند

حملة مساعدات عالمية لكبح نزيف كورونا في الهند

25 ابريل 2021
لا مكان لاستقبال مصابي كورونا في الهند (سونو ميهتا/Getty)
+ الخط -

أعلنت الهند، الأحد، تسجيل نحو 350 ألف إصابة جديدة، و2767 وفاة بفيروس كورونا في أرقام هي الأعلى منذ بدء تفشي الوباء في البلد المنكوب صحياً، وحثّ رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، المواطنين على التطعيم، وتوخي الحذر، قائلاَ إن "عاصفة" الإصابات هزت البلاد.

ويرزح النظام الطبي في البلد الذي يعدّ نحو 1.3 مليار نسمة، تحت ضغط هائل، وبدأت المستشفيات رفض استقبال المرضى بعدما نفد مخزونها من الأوكسجين والأسرّة.

وسارعت المفوضية الأوروبية والعديد من الدول لإعلان تقديم المساعدات الطارئة للهند، فأعلنت رئيسة المفوضية، أورسولا فون ديرلاين، أن الاتحاد الأوروبي يستعد لتقديم المساعدة للهند لمكافحة تسارع انتشار "كوفيد-19"، وقالت الحكومة البريطانية إنها سترسل معدات طبية، تتضمن أجهزة تنفس صناعي، إلى الهند لمساعدتها في كبح الجائحة، وأعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن حكومتها تستعد لتقديم مساعدة عاجلة للهند.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، الأحد، إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات لنيودلهي، تشمل مكونات لإنتاج لقاحات، ومعدات طبية "على الفور"، وقال المستشار الطبي للبيت الأبيض، أنتوني فاوتشي، الأحد، إن الولايات المتحدة ستدرس إمكان إرسال فائض من لقاحات أسترازينيكا إلى الهند.

كما أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أنها في بادرة تضامن مع شعب الهند، عرضت تقديم دعم إغاثي، بما في ذلك أجهزة تنفس، ومجموعات إمداد الأوكسجين، وأجهزة أشعة رقمية، ومعدات وقاية شخصية، ومواد ذات صلة.

الصورة
(Getty)

وأعلنت الرئاسة الفرنسية، الأحد، أن باريس ستوفّر خلال الأيام المقبلة "دعما كبيرا بالأوكسجين" للهند، وأوضح مصدر مقرب من الحكومة، أنّ المساعدة ستترجم بإرسال أجهزة الأوكسجين التي تفتقر إليها الهند بشدة.

وسجّل العالم نحو 900 ألف إصابة بفيروس كورونا خلال اليوم الأخير، أكثر من ثلثها في الهند، وأبلغت وزارة الصحة الهندية عن 2767 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، مما رفع حصيلة الوفيات إلى 192311، ويقول الخبراء إن عدد الضحايا قد يكون أكثر بكثير، حيث لم يتم تضمين الحالات المشتبه بها.

والأزمة التي تتكشف في الهند هي أكثر عمقًا في المقابر ومحارق الجثث، وفي الصور المفجعة لمرضى يلهثون، ويموتون في طريقهم إلى المستشفيات بسبب نقص الأوكسجين، والوضع قاتم بنفس القدر في المستشفيات، حيث يموت الأشخاص اليائسون في طابور، وأحيانًا في انتظار رؤية الأطباء.
ويتدافع مسؤولو الصحة لتوسيع وحدات الرعاية الحرجة، وتخزين الإمدادات المتضائلة من الأوكسجين، والمستشفيات والمرضى على حد سواء يكافحون لشراء المعدات الطبية التي بات يتم بيعها بأسعار باهظة.

الصورة
(Getty)

وتتناقض الأزمة مع مزاعم الحكومة بأنه "لم يُترك أي شخص في البلاد بدون أوكسجين"، كما ورد في بيان أدلى به، أمس السبت، المدعي العام الهندي، توشار ميهتا، أمام محكمة دلهي العليا، ويمثل الانهيار فشلًا صارخًا لبلد أعلن رئيس وزرائه في يناير/كانون الثاني، الانتصار على "كوفيد-19"، وتفاخر بكونه "صيدلية العالم"، منتجًا عالميًا للقاحات، ونموذجًا للدول النامية.
وطلبت الحكومة الفيدرالية، التي فوجئت بأحدث طفرة قاتلة، من الصناعيين زيادة إنتاج الأوكسجين، والأدوية الأخرى المنقذة للحياة، والتي يوجد نقص في المعروض منها. لكن خبراء الصحة يقولون إن الهند كان لديها عام كامل للاستعداد، ولم تفعل ذلك.
(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون