حملة تفتيش تركية على مخالفي التعليمات بعد زيادة الإصابات بكورونا

تركيا تبدأ حملة تفتيش على مخالفي التعليمات بعد زيادة الإصابات بكورونا

19 أكتوبر 2020
غرامات وعقوبات بحق غير الملتزمين (Getty)
+ الخط -

 عادت الإصابات بكورونا إلى الارتفاع في تركيا، فبعد أن استقرت دون الألف إصابة خلال شهري يوليو/تموز وآب/أغسطس، ارتفعت أمس الأحد إلى 1815 إصابة جديدة، و27 حالة وفاة، ليصل العدد الإجمالي إلى 347.493 إصابة، منها 9296 وفاة.

وارتفعت اختبارات كورونا إلى 101.403، بحسب بيان وزارة الصحة، ليصل مجمل الفحوصات بتركيا، منذ انتشار الفيروس واكتشاف أول إصابة في 11 مارس/ آذار الماضي، إلى 12.408.312 فحصًا، ما دفع وزارة الداخلية التركية للبدء بحملة تفتيش ابتداء من اليوم الاثنين، للتأكد من التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية للحد من خطر الإصابة بفيروس كورونا.

وأشارت الوزارة خلال بيانها، أن عمليات تفتيش ستنظم بشكل يومي في جميع أنحاء البلاد وعلى مدار أسبوع كامل، لتغطي، اليوم الاثنين، أماكن الأكل والشرب كالمقاهي والمطاعم وأماكن الترفيه والتسلية.

وتركز غداً الثلاثاء على جميع أنواع مركبات النقل العام، بما فيها الحافلات المدرسية والمطارات ومحطات القطار والحافلات المعنية بنقل المواطنين بين المناطق والمدن.

وسيخصص يوم الأربعاء للتفتيش في المصانع والمنشآت وغيرها من المؤسسات التي توظف عمالا جماعيين، خاصة في المناطق الصناعية المنظمة، على أن تشمل الحملة الخميس الأشخاص الذين تم عزلهم بناء على تشخيص أو اتصالهم مع حالات مصابة بفيروس كورونا.

ونظراً لعودة الازدحام إلى مراكز التسوق والملاعب وأماكن العبادة، خصصت الوزارة يوم الجمعة لتفتيش مراكز التسوق والمساجد وغرف الصلاة والملاعب الرياضية، كما حددت السبت المقبل، كونه يوم عطلة، لفحص الأماكن العامة كالشوارع والمتنزهات والحدائق والشواطئ وأي مناطق تشهد ازدحاما أيضاً.

وتنتهي الحملة الأحد 25 أكتوبر/ تشرين الأول بفحص الحلاقين وصالونات تصفيف الشعر ومراكز التجميل ومقاهي الإنترنت وقاعات الزفاف.

وتهدف الحملة، بحسب بيان الوزارة الذي اطلع عليه "العربي الجديد"، لتذكير المواطنين بضرورة اتباع قواعد المسافة الاجتماعية وارتداء الكمامات وتهوية المساحات الداخلية بشكل متكرر، بغرض تقييم المرحلة التي تم بلوغها في مكافحة فيروس كورونا وتقييم الإجراءات المتخذة وحملات التدقيق المنفّذة.

وأكدت الوزارة أنها ستفرض غرامات وعقوبات بحق غير الملتزمين بقوانين التباعد الاجتماعي، و إلحاقهم بالإجراءات القضائية والمتمثلة في المادة 195 من القانون الجنائي التركي والمعني بالسلوك الإجرامي.

وتتصدر ولاية إسطنبول قائمة الأعلى إصابة، بعد تراجع عدد الإصابات بالعاصمة أنقرة التي وصفت بذروة التفشي، وحذر عضو مجلس إدارة العلوم الاجتماعية بوزارة الصحة، مصطفى نجمي إلهان، من الوضع الخطير الذي تشهده محافظة إسطنبول جراء تزايد أعداد إصابات فيروس كورونا.

وقال إلهان، إن فيروس كورونا يتأثر بشدة بالازدحام، وبقدر ما نرى، فإن الأنشطة الاجتماعية، والترفيه في عطلة نهاية الأسبوع، والحفلات المنزلية في إسطنبول، تزيد بشكل واضح من الإصابات بكورونا.

ولفت البروفسور التركي، خلال تصريحات صحافية، إلى مستوى الدخل المرتفع للمجتمع في إسطنبول وشرق مرمرة وعلاقته بزيادة تفشي الإصابات "نظرًا لوجود العديد من المنتجعات حولها، يقضي الناس عطلات نهاية الأسبوع فيها".

وفي حين ترى المعلمة التركية سهام أصلان أن ارتفاع الإصابات جاء بعد فتح المدارس، مضيفة لـ"العربي الجديد" أن عودة الدوام فيزيائياً فرض ازدحاماً بوسائل النقل بساعات محددة،كما أن ذهاب ذوي الطلاب وتجمهرهم أمام أبواب المدارس يشكل سبباً إضافياً لانتقال عدوى الفيروس. يقول محمد بايدن، العامل بموقع "بامبي" التابع لمتحف "الكرية" بإسطنبول، لـ "العربي الجديد"، إن المعالم السياحية عادت للازدحام، وقلما يلتزم السياح أو الأتراك بتعليمات الوقاية، خاصة منطقة السلطان أحمد وشارع الاستقلال بمنطقة تقسيم التي تعج بالزوار لساعات متأخرة من الليل.

وكان وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة قد نشر على صفحته الشخصية بتويتر، أمس، صورة لشارع الاستقلال، يظهر فيها ازدحام شديد للمواطنين.

وعلق الوزير التركي بأن من يدخل هذا الازدحام سليما من الفيروس سيخرج مريضا، مضيفاً لقد رأينا مشهدا غير مبشر، ولولا العدد القليل من الأشخاص المرتدين للكمامة الطبية لما علمنا أننا في زمن الوباء.

المساهمون