استمع إلى الملخص
- استهدفت الحملة أحياء مثل الشعار والصاخور ومساكن هنانو، مع التركيز على الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، وتأمين دعم مالي بنحو مليوني دولار وتبرعات نقدية بلغت 55 ألف دولار لتنفيذ المشاريع.
- تعكس الحملة روح التضامن الشعبي والمسؤولية الجماعية بمشاركة متطوعين من مختلف الفئات، وتسعى لتحسين ظروف المعيشة في المناطق المتضررة.
تُواصل حملة "الوفاء لحلب" تنفيذ سلسلة من النشاطات المجتمعية والخدمية الواسعة، بمشاركة فرق تطوعية والدفاع المدني ومنظمات محلية، منها "البيئة النظيفة" وغيرها من الفاعلين المحليين. وتأتي هذه الجهود في إطار مبادرة شعبية تهدف إلى إعادة الحياة إلى الأحياء الشرقية المتضررة في مدينة حلب عبر تنظيفها ورفع الأنقاض والركام وتزيين شوارعها، بعد سنوات من الإهمال والدمار الذي خلفته الحرب.
وتشمل النشاطات حملات نظافة شاملة، ورفع الركام والأنقاض، وفتح الطرقات المغلقة، وغسل الشوارع التي تراكمت فيها النفايات بشكل كبير، ما تسبب في انبعاث روائح كريهة. كما تنفذ الحملة عمليات طلاء للأرصفة والجدران، وتجميل للشوارع، إضافة إلى أنشطة توعية مجتمعية تهدف إلى تعزيز الشعور بالمسؤولية لدى الأهالي وتحفيزهم على المشاركة في إعادة بناء مجتمعهم.
واستهدفت الحملة عدداً من الأحياء الشعبية المتضررة في القسم الشرقي من مدينة حلب، وهي: الشعار، الصاخور، مساكن هنانو، طريق الباب، المشهد، كرم الطراب، سيف الدولة، صلاح الدين، والفردوس. وتُعدّ هذه المناطق من أكثر الأحياء تضرراً خلال سنوات الحرب، وهي من المناطق التي دخلتها فصائل الثورة السورية، وتعرضت لقصف كثيف، على عكس الأحياء الغربية من المدينة التي بقيت خارج نطاق المواجهات.
وأوضح عبد العزيز مغربي، مدير الحملة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن معايير اختيار المناطق المستهدفة ترتكز على حجم الحاجة، ومدى الدمار والركام الموجود، ووجود السكان، حيث تُمنح الأولوية للأحياء ذات الكثافة السكانية العالية. وأضاف أن الحملة نظّمت مؤتمراً للمانحين، وتمكنت من تأمين دعم مالي قُدّر بنحو مليوني دولار، معظمها على شكل مشاريع تنموية وخدمية مقدمة من منظمات محلية ودولية، تحت إشراف الحملة. أما التبرعات النقدية المباشرة التي وصلت للحملة فقد بلغت نحو 55 ألف دولار، وتشرف على إدارتها لجنة مالية خاصة، تتولى صرفها في تنفيذ مشاريع تنظيف وطلاء وفتح طرقات، ضمن إطار شفاف وخاضع للرقابة.
شهادات
زينة جبيلي، وهي إحدى المتطوعات في الحملة، عبّرت عن اعتزازها بالمشاركة، قائلة: "مدينة حلب ربتنا وكبرتنا، وهذه المبادرة جزء من وفائنا لها. علينا مساعدتها لكي تعود مثل الأول وأحسن. الكل صار يحس بالمسؤولية"، وأشارت إلى أن الحملة بدأت منذ أيام، واستهدفت حتى الآن ثلاث مناطق، على أن تستكمل عملها يوميا في أحياء جديدة، بمشاركة فرق تطوعية تعمل أيضاً في القرى والمدن القريبة تحت اسم "الوفاء لحلب".
أما نهال طحان، فقد أكدت أنها تعرفت إلى الحملة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وشعرت بالحافز للمشاركة، مضيفة: "بعد التحرير حسينا البلد إلنا، ولازم نعمل شي حتى لو بسيط، متل تنظيف الشوارع، لأنه هاد واجبنا". من جهته، قال شاهر الموسى، وهو من ذوي الهمم: "حتى لو كنت كفيفا، هذه ليست إعاقة. الإعاقة الحقيقية هي عتمة القلب والبصيرة. وجودي اليوم في الحملة يجعلني أشعر بالفخر".
كما عبّر محمد الكردي، وهو أحد سكان حي المشهد، عن تقديره للحملة قائلاً: "أهم شي إنو ما بقى نشوف الوسخ والركام، لأنو هاد بيمنع الأمراض، خصوصا عن الأطفال. نشكر القائمين على الحملة وإن شاء الله حلب ترجع أحسن من قبل بهمة شبابها".
وتحمل حملة "الوفاء لحلب" روحاً من التضامن الشعبي والمسؤولية الجماعية، إذ تسعى من خلال الجهود الذاتية والتنسيق مع الجهات الرسمية والمانحين إلى إعادة الأمل وتحسين ظروف المعيشة في مناطق أنهكها القصف والإهمال. وتبقى هذه المبادرة شاهدا حيّاً على أن إرادة الناس في البناء لا تقل عن إرادتهم في الصمود.