حكومة غزة تحذّر من ارتفاع معدلات الجوع والعطش وسط استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية

23 مارس 2025
خلال عملية توزيع طعام في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، 22 مارس 2025 (محمود عيسى/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من كارثة إنسانية وشيكة بسبب سياسة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، حيث يعاني أكثر من 2.4 مليون فلسطيني من الجوع وسوء التغذية، خاصة الأطفال وكبار السن، نتيجة إغلاق المعابر ومنع المساعدات.
- تدمير إسرائيل لأكثر من 85% من مرافق المياه والصرف الصحي أدى إلى أزمة مياه خانقة، مما يهدد حياة السكان بسبب نقص المياه الصالحة للشرب وتفشي الأمراض.
- استمرار منع إدخال الوقود وغاز الطهي أدى إلى شلل في قطاع المواصلات وتوقف المخابز، مما زاد من معاناة المرضى والجرحى.

حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من ارتفاع معدّلات الجوع وسوء التغذية ومن مخاطر استمرار سياسة التعطيش التي تنتهجها إسرائيل في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها في القطاع المحاصر، وبيّن أنّ "قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية وسط استمرار الإبادة الجماعية والصمت الدولي".

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان صادر اليوم الأحد، أنّ "أكثر من 2.4 مليون فلسطيني (يواجهون) كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية والقتل اليومي بحقّ المدنيين العزّل، من دون أيّ رادع من المجتمع الدولي"، وأنذر من ارتفاع معدّلات الجوع وسوء التغذية، خصوصاً بين أكثر من مليون طفل وكبار السنّ في القطاع، من جرّاء مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس/ آذار الجاري.

ورأى أنّ سياسة الاحتلال "تُعمّق من الأزمة المتفاقمة، في وقت يعاني فيه شعبنا الفلسطيني من سياسة تجويع ممنهجة"، فيما حذّر من مخاطر سياسة التعطيش التي تنتهجها إسرائيل في قطاع غزة عبر تدمير آبار المياه وعرقلة حصول المدنيين على هذه المادة الحيوية، وأكّد المكتب الإعلامي الحكومي أنّ القطاع يعاني من أزمة مياه خانقة "تهدّد حياة الشعب الفلسطيني في ظلّ انعدام مصادر المياه الصالحة للشرب وتفشّي الأمراض بسبب التلوّث وانعدام الخدمات الصحية".

وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قد نقل أمس السبت، عن بيان مشترك أصدرته سلطة المياه والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أنّ إسرائيل دمّرت ما يزيد على 85% من مرافق خدمات المياه والصرف الصحي كلياً أو جزئياً، وأخرجتها عن الخدمة، وأفاد المركز الحقوقي، نقلاً عن تقييم أصدرته منظمة "أوكسفام"، أنّ المرافق المتضرّرة شملت 1.675 كيلومتراً من شبكات المياه والصرف الصحي و85 محطة لتحلية المياه و246 بئراً بالإضافة إلى تدمير 40 خزاناً كبيراً للمياه.

في سياق متصل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بأنّ إسرائيل تعمل على "قتل الحياة المدنية" في قطاع غزة إذ تواصل "منع إدخال غاز الطهي والوقود"، الأمر الذي "تسبّب في توقّف عمل المخابز والمرافق الحيوية"، ولفت إلى أنّ منع الوقود تسبّب كذلك في "شلّ قطاع المواصلات، الأمر الذي جعل التنقّل داخل القطاع شبه مستحيل، وزاد من معاناة المرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى الوصول إلى المستشفيات والمراكز الطبية".

ودان المكتب حالة الصمت الدولي وكذلك العربي أمام تصاعد مخاطر الكارثة الإنسانية المركّبة في قطاع غزة والناجمة عن الحصار الإسرائيلي الخانق، وطالب المجتمع الدولي بـ"تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتحرّك الفوري لوقف الجرائم الإسرائيلية والفتح العاجل للمعابر لإدخال المساعدات الإنسانية وإنقاذ أرواح الأبرياء الذين يواجهون الموت البطيء في قطاع غزة".

صحة غزة: أكثر من 50 ألف شهيد وسط حرب الإبادة الإسرائيلية

من جهة أخرى، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بأنّ حصيلة الحرب على القطاع، التي استأنفتها إسرائيل قبل أقلّ من أسبوع، تخطّت 50 ألف شهيد. وأوضحت الوزارة، في بيان صادر اليوم الأحد، أنّ عدد الشهداء وصل إلى 50 ألفاً و21 شهيداً، في حين بلغ عدد الجرحى 113 ألفاً و274 جريحاً، وذلك منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، علماً أنّ وقفاً لإطلاق النار كان قد دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025 قبل أنّ تجدّد قوات الاحتلال عدوانها على الفلسطينيين المحاصرين في القطاع فجر 18 مارس/ آذار الجاري.

وأكد الدفاع المدني في قطاع غزة لوكالة فرانس برس أنّ حصيلة الشهداء "تجاوزت 50 ألف شهيد"، فيما لفت إلى أنّ "المجازر (...) ما زالت مستمرة". وكانت مجلة "ذا لانست" الطبية قد بيّنت في تقرير، نشرته في يناير/ كانون الثاني الماضي، أنّ تقديراتها تشير إلى أنّ أعداد الشهداء في قطاع غزة أكثر بنحو 40% مقارنة بالأعداد التي كانت قد أعلنتها وزارة الصحة في غزة، وذلك في خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023.

ومنذ 18 مارس الجاري، عمدت إسرائيل، التي لم توقف خروقاتها منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، إلى تكثيف اعتداءاتها على الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال شنّ غارات عنيفة على نطاق واسع، مستأنفةً حرب الإبادة. ولفتت وزارة الصحة في غزة، في بياناتها اليوم الأحد، بأنّ 39 شخصاً استشهدوا في الساعات الـ24 الأخيرة فيما انتُشلت جثّتا شهيدَين آخرَين من تحت الأنقاض، الأمر الذي يرفع حصيلة الشهداء منذ استئناف إسرائيل حربها إلى 673 شهيداً بعد نحو شهرَين من "هدنة هشّة". كذلك وصل عدد الجرحى منذ فجر الثلاثاء الماضي إلى 1.233 جريحاً، من بينهم 61 جريحاً في الساعات الـ24 الأخيرة.

في سياق متصل، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى إضافة 233 اسم شهيد إلى حصيلة الشهداء التراكمية، شارحةً أنّ هذه الأسماء كانت مشمولة في ملفّ التبليغات والمفقودين وقد اعتمدتها اللجنة القضائية بعد اكتمال بيانات أصحابها. أضافت أنّ "عدداً من الضحايا ما زال تحت الركام وفي الطرقات"، في حين أنّ طواقم الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة على الوصول إليهم، وذلك بسبب القصف الإسرائيلي.

(الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون