حكاية اللونين الزهري والأزرق

حكاية اللونين الزهري والأزرق

27 سبتمبر 2020
هل عرفت جنس المولود؟ (سيرغي سوبينسكي/ فرانس برس)
+ الخط -

لم يكن للونين الزهري والأزرق أية دلالة على جنس المولود في الولايات المتحدة الأميركية إلا بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الأولى، يقول الخبير في النوع الاجتماعي والكاتب ريكي ويلشانز، بحسب موقع "ريدرز دايجست". في القرون السابقة، كان جميع الأطفال يرتدون اللون الأبيض حتى سن السادسة أو السابعة، ما سمح للعائلات بالاستفادة من الملابس نفسها مع ولادة أطفال جدد، بغض النظر عن جنس المولود. لاحقاً، استعين بالألوان للتفريق بين الجنسين.
في يونيو/ حزيران عام 1918، نشرت مجلة "لايديز هوم جورنال" (Ladies Home Journal) مقالاً جاء فيه أن القاعدة المقبولة عموماً هي اعتماد اللون الزهري للمواليد الذكور والأزرق للإناث. في ذلك الوقت، اعتبر أن اللون الزهري مرتبط باللون الأحمر الذي عدّ قاسياً بالنسبة للإناث. لذلك، اختير لهن الأزرق، لون السماء. 
ولأهداف تسويقية، بدأت وسائل الإعلام الترويج لفكرة ارتباط اللون بالجنس، بعدما أدرك صانعو الملابس والتجار أنه يمكن لهذا الأمر مضاعفة المبيعات. وفي عام 1927، نشرت مجلة "تايم" الأميركية قائمة بالألوان المناسبة لكل جنس، بحسب المتاجر الأميركية الرائدة. في ولاية بوسطن، طلب أحد المتاجر من الأهل اعتماد اللون الزهري للصبيان، ولحقت به متاجر أخرى في كل من ولاية نيويورك وكليفلاند وشيكاغو. اليوم، قد يبدو الأمر غريباً ومستهجناً، لكنه حقيقة تاريخية، وإن لا يبدو كذلك.

صحة
التحديثات الحية

بقي الأمر على ما هو عليه حتى أربعينيات القرن الماضي، حين قرّر صانعو الملابس السير في الاتجاه المعاكس، واعتماد اللون الزهري للإناث والأزرق للذكور. لكن بعد جيل واحد، أطلقت حركة تحرير المرأة ملابس ذات ألوان موحدة للجنسين، ظلت رائجة حتى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حين أتاح الطب معرفة جنس المولود.  
في هذا الإطار، تقول طبيبة الأمراض النسائية باتريسيا شاي: "هذه الأيام، ترغب الغالبية العظمى من النساء الحوامل في معرفة جنس المولود، وقد أصبح الأمر مربحاً للغاية بالنسبة لصانعي ملابس ومنتجات الأطفال.
من هنا، يقول ويلشانز إن "الجنس بناء ثقافي، وستجد معظم الثقافات طريقة أو أخرى للتمييز بين الذكور والإناث. ما يختلف بين الثقافات هو كيف؟". على سبيل المثال، يشير إلى ظاهرة تسمين الفتيات في موريتانيا، علماً أن الأمثلة كثيرة. ويرى أن "الأمور تتغير تدريجياً. ربما سيكون هناك نظام ألوان آخر مختلف أو لا شيء على الإطلاق. المهم هو أن الناس أدركوا أخيراً أن الألوان التي كانت معتمدة غير صارمة". فيما تلاحظ شاي أن بعض العائلات ترغب في "الخروج من الصندوق"، لناحية اختيار الألوان.
 

المساهمون