حكاية الطفل السوري أحمد حسن.. عندما تجعلك الحرب أكبر سنّاً

حكاية الطفل السوري أحمد حسن.. عندما تجعلك الحرب أكبر سنّاً

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
18 ديسمبر 2021
+ الخط -

بلا أب ولا أمّ، يعيش الطفل أحمد حسن (13 عاماً) المُهجّر من قرية الشوحة بريف مدينة سراقب شرقي إدلب، مع شقيقته فرح ذات العشرة أعوام وحيدين في خيمة صغيرة، هي واحدة من مجموعة خيام متناثرة ضمن مخيم عشوائي شمالي إدلب. 

فقد أحمد وفرح والدهما إثر قصف قوات النظام السوري، فيما تركتهما الأم لمواجهة مصيرهما بعد أن قررت الزواج، ليجد الطفل نفسه بمثابة الأب والأم والأخ المعيل لشقيقته. 

رغم صعوبة مهمته، إلا أن أحمد لم يفكر بترك دراسته، كما يعمل لكسب قليل من المال الذي لا يكفي لسد العوز، ويأخذ على عاتقه الإحاطة بلوازم الخيمة ومتطلبات شقيقته. 

يهتم أعمام أحمد وفرح بهما على قدر استطاعتهم، فالفاقة نالت من جميع المُهجّرين والنازحين في المخيمات

يجهّز أحمد ما يستطيع إعداده من الطعام؛ ينظّف الخيمة، يجمع بعض الأغصان لإشعالها، ويدثّر فرح بعطفه وبمعطفه الوحيد

يجهّز أحمد ما يستطيع إعداده من الطعام؛ ينظّف الخيمة، يجمع بعض الأغصان لإشعالها، ويدثّر فرح بعطفه المتدفق وبمعطفه الوحيد، كل ذلك للاهتمام بها وتعويضها عن جزء من الدفء المفقود.  

يقول أحمد في حديثه لـ "العربي الجديد": "أختي هي كل ما في حياتي، وأحاول ألا ينقصها شيء، أحاول ألا تجوع ولا تبرد، أعمل بأي شيء يصادفني كي أكسب بعض المال وأنفقه عليها من لباس وغيره".  

ويضيف: "أكثر ما أكرهه هو البرد لخوفي على أختي من المرض، وعندما يشتد هطول المطر يتسرب الماء إلى داخل خيمتنا، فأبقي فرح في مكان جاف وأغطيها بغطاء، هو الوحيد لدينا". 

ويفتقر الأطفال ومعهم ساكنو المخيمات إلى عدة احتياجات رئيسية، خاصة في فصل الشتاء، ومنها الملابس الشتوية ووسائل التدفئة، ويترقب سكان المخيمات انطلاق مبادرات وحملات خلال فصل الشتاء تحت مسمّى حملات الدفء.

ووفق إحصاء أجراه فريق "منسقو استجابة سورية"، بلغ إجمالي عدد المخيمات في شمال غربي سورية 1489، تضم نحو مليون ونصف مليون نازح، بينها 452 مشيّدة عشوائياً. وتعرضت هذه المخيمات إلى كوارث طبيعية كثيرة، وألحق هطول الأمطار أضراراً بـ 537 مخيماً، ودمر 3187 خيمة، علماً أن عدد الخيم المتضررة جزئياً بلغ 5851.

ذات صلة

الصورة
مظاهرات تحرير الشام

منوعات

تعرّض ناشطون وصحافيون في إدلب، شمال غربيّ سورية، يوم الجمعة لاعتداءات خلال احتجاجات تطالب بإسقاط زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني.
الصورة
صلاة عيد الفطر في المسجد الكبير بمدينة إدلب (العربي الجديد)

مجتمع

أبدى مهجرون من أهالي مدينة حمص إلى إدلب، شمال غربي سورية، سعادتهم بعيد الفطر، وأطلقوا تمنيات بانتصار الثورة السورية وأيضاً أهل غزة على الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
المعروك: أكلة رمضان التراثية في شمال غربي سورية / العربي الجديد

منوعات

يعتبر المعروك وجبة رئيسية في رمضان عند معظم السوريين، سواء بعد الإفطار أو على مائدة السحور، حيث تنتج الأسواق هذه الأكلة الشعبية بأشكال مختلفة.
الصورة
تضررت مخيمات النازحين السوريين في لبنان من الأمطار الغزيرة (فيسبوك/الدفاع المدني)

مجتمع

أغرقت الأمطار التي يشهدها لبنان والتي اشتدت أول من أمس (السبت)، العديد من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لا سيما تلك الواقعة في المناطق المنخفضة.

المساهمون