حظر تجوّل سوريين في لبنان إثر المواجهات الدامية في السويداء

16 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 14:00 (توقيت القدس)
لاجئون سوريون في لبنان (سامي بوردة/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فرضت بعض البلديات اللبنانية حظر تجول ليلي على الأجانب، بما في ذلك السوريين، كإجراء أمني بعد توترات في السويداء، مع إحصاء عددهم وأماكن سكنهم، بينما تريثت بلديات أخرى.
- بررت بلدية بشامون القرار كجزء من تدابير أمنية مستمرة، بينما اعتبر رئيس بلدية صوفر أن الحظر خطوة نحو ترحيل السوريين بسبب تجاوز عددهم للسكان المحليين.
- انتقد وديع الأسمر هذه الإجراءات واصفًا إياها بالتمييزية، داعيًا لفرض حظر تجول يشمل الجميع مع استثناءات محددة.

انسحبت تداعيات الاشتباكات والمجازر الدامية في مدينة السويداء جنوبي سورية على المشهد اللبناني، وتداعى عدد من البلديات إلى عقد اجتماعات طارئة وإصدار تعاميم وقرارات حظر تجول للسوريين تحت مسمّى "أجانب". كما باشرت تلك البلديات إحصاء عدد السوريين وأماكن سكنهم وأرقام هواتفهم، بشكل عاجل، ولا سيما البلدات التي قد تشهد تصادماً بين الأهالي والسوريين، في حين فضّلت بلديات أخرى التريث وعدم اللجوء إلى إجراءات "لا حاجة لها".

وكانت بلديات، مثل بشامون وصوفر ومجدليا في محافظة جبل لبنان، قد أعلنت أمس الثلاثاء فرض حظر تجوّل على الأجانب المقيمين أو الموجودين ضمن نطاق البلدة، اعتباراً من الساعة الثامنة مساء وإلى السادسة صباحاً من كل يوم، حتى إن بعض البلديات فرضت الحظر على السوريين بدءاً من السابعة مساء، ولو سيراً على الأقدام، تحت طائلة المسؤولية. بينما دعت بلدية بيصور (جبل لبنان) إلى "التعامل مع الظروف الراهنة بالحكمة والعقل، منعاً للانجرار إلى الفتنة"، وفرضت إقفال مداخل الطرقات الفرعية بعد الثامنة مساء.

وفي اتصال لـ"العربي الجديد"، يرفض نائب رئيس بلدية بشامون جورج عازار ربط قرار الحظر بالأحداث في السويداء، مبرراً ذلك بالقول: "كنا بصدد إصداره قبل ذلك، لكنه صدر أمس الثلاثاء، ولم نحدد السوريين بل كل العمال الأجانب من سوريين ومصريين وبنغلادشيين، وهو تدبير وقائي لحفظ الأمن والأمان، تفادياً لأي خلافات أو إزعاج ناتج عن الدراجات النارية. وهذه القرارات ليست جديدة، إنما نتخذها منذ عشرة أعوام". ويوضح أن "الحظر سيبقى في الوقت الراهن، وأنهم بدؤوا إحصاء عدد الأجانب في البلدة، ومن ضمنهم السوريين"، مؤكداً أنه "لم يتم التعرض لأحد ولم تُقفل طرقات البلدة، إنما تم تعزيز آليات الرقابة وتثبيت أربعة مراكز للمراقبة عند مداخل البلدة".

ويكشف رئيس بلدية صوفر وجيه شيّا أنهم بصدد حظر التجول، كما أنهم بدؤوا إحصاء عدد السوريين وأماكن سكنهم وأصولهم وأرقام هواتفهم، كون وجود السوريين يشكل تهديداً في البلدة بعدما تخطى عددهم عدد سكان صوفر، كما يقول لـ"العربي الجديد". وإذ يؤكد أن الإحصاء هو إجراء احترازي فحسب، يرى في حظر التجول "خطوة نحو ترحيل السوريين من البلدة"، وفي مراقبتهم "وسيلة لتفادي المشاكل والاحتقان بين اللبنانيين والسوريين". ويضيف شيّا: "تم قطع الطريق أمس الثلاثاء، لكننا قمنا بفتحها بعد لحظات، إذ لا نسمح بقطعها، ولم يحصل أي تعدٍّ على السوريين".

أما رئيس بلدية حاصبيا ورئيس اتحاد بلديات الحاصباني (جنوب البلاد) لبيب الحمرا، فيشير إلى أنهم لم يصدروا أي تعميم مماثل على صعيد بلديات الاتحاد. ويقول لـ"العربي الجديد": "لا حاجة لهذه التدابير، فالوضع الأمني في المنطقة مستتب. وإننا إذ ندعو إلى حل عاجل في السويداء اليوم قبل الغد، نؤكد أنه لا يمكننا محاسبة الآخرين المقيمين أو الموجودين في مناطقنا على جريمة تُرتكب في السويداء".

ويأسف رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان وديع الأسمر كون الحل الوحيد لدى البلديات اللبنانية عند وقوع أي أزمة هو التضييق على اللاجئين السوريين واعتبارهم مجموعة مثيرة للشغب ستؤدي إلى الاضطرابات. ويؤكد لـ"العربي الجديد" أن وزارة الداخلية والبلديات في لبنان مقصّرة بهذا الشأن، إذ يجب عليها التدخل المباشر والجدّي عند صدور بلاغات مماثلة، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق رئيس البلدية، لأن هذه القرارات "تمييزية". ويضيف: "يحق للبلدية في حال لمست خطراً ما، أن تفرض حظر التجول لفترة معينة، بشرط أن يشمل جميع المقيمين والموجودين ضمن نطاق البلدية. لكن أن تلمّح للسوريين بتسميتهم أجانب، فهو نوع من التحايل، وكأنه في حال وجود شخص سويدي أشقر، ستمنعه البلدية من التجول".

ويلفت الأسمر إلى أن "بعض البلديات متخوفة من إشكاليات قد تحصل بين الأهالي والسوريين نتيجة مجازر السويداء، خصوصاً تلك التي تضم مواطنين لديهم أقارب في السويداء، لكن الأجدى أن تناشد القوى الأمنية لمساعدتها عبر تسيير دوريات في البلدة أو أن تفرض حظر التجول على الجميع، مع بعض الاستثناءات".

المساهمون