حريق يلتهم 30 خيمة للنازحين السوريين في ريف إدلب

حريق يلتهم 30 خيمة للنازحين السوريين في ريف إدلب

20 اغسطس 2021
النار أتت على كلّ ما يملكه المهجرون (العربي الجديد)
+ الخط -

اندلع حريق في مخيم "صامدون" المشيّد بالقرب من مدينة سلقين في ريف محافظة إدلب، شمال غربي سورية، أمس الخميس، فأسفر عن تدمير 30 خيمة تؤوي نازحين سوريين، متسبّباً في أزمة لقاطنيه الذين يتجاوز عددهم ألفَي نسمة. ومعظم هؤلاء هُجِّروا من قرى سهل الغاب في ريف حماة الشمالي إلى جانب آخرين من ريف إدلب الجنوبي، بحسب ما يوضحه الصحافي مصعب الياسين.

ويخبر الياسين "العربي الجديد" أنّ "ما حدث يوم أمس هو أنّ أحد الأشخاص كان يعمل على تعبئة الغاز المنزلي، وخلال تلك العملية اندلعت النيران، من دون أن يُعرَف مصدر الشرارة، هل أتت نتيجة حرارة الشمس الحارقة التي تضرب الخيمة أم غير ذلك؟". ويؤكد أنّ "النار أتت على كلّ ما يملكه النازحون من أثاث ومؤن وممتلكات مختلفة".

من جهته، يوضح مدير المخيم عبد القادر الإبراهيم، لـ"العربي الجديد"، أنّ "عدد العوائل المتضررة بلغ 30 عائلة، فيما سُجِّلت إصابتان خفيفتان في صفوف النازحين. أمّا الخيم فاحترقت، بما فيها من أغذية وألبسة وأدوات كهربائية غيرها، فلم يتبقَّ شيء". ويلفت إلى أنّ "تلك الخيم ممنوحة من الهلال الأحمر التركي ومن جهات أخرى".

من جهته، أوضح الدفاع المدني السوري، في بيان، أنّ سبب الحريق في المخيم ناجم عن تسرّب غاز من إحدى الخيم، وقد سارعت فرق الإطفاء للسيطرة على النيران ومنعت امتدادها إلى مزيد من الخيم. وأشار البيان إلى أنّ الأضرار المادية كانت كبيرة جداً على أناس سبق أن فقدوا منازلهم وبلداتهم عند تهجيرهم، فاضطروا إلى السكن في المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقوّمات العيش.

الصورة
حريق في مخيم صامدون للنازحين السوريين في ريف إدلب 2 (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وثمّة عوامل كثيرة تساعد في إشعال الخيم وتجعل من الصعب السيطرة على أيّ حريق فيها، من بينها نوعية المواد التي تُصنع منها الخيم، لا سيّما مع اعتماد الأهالي على الأقمشة والشوادر البلاستيكية التي تتأثّر سريعاً بالحرارة والاشتعال. ومن عوامل صعوبة السيطرة على الحرائق في المخيمات بُعدها عن مراكز الدفاع المدني، بالإضافة إلى عوائق أمام وصول سيارات الإطفاء إليها، لا سيّما المخيمات العشوائية التي تقع في مناطق جبلية وعرة غير مزوّدة بطرقات.

ولا يملك قسم كبير من سكان المخيمات في شمال غربي سورية، والبالغ عددهم وفقاً لإحصاءات فريق "منسقو استجابة سورية" 1489 مخيماً، أدوات للوقاية من الحرائق، إلى جانب ضعف الوعي بهذا الخصوص، علماً أنّ أكثر من مليون ونصف مليون نازح يقطنون هذه المخيمات.

تجدر الإشارة إلى أنّه في آخر إحصائية صدرت عنه، أفاد الدفاع المدني بأنّ فرقه أخمدت منذ مطلع عام 2021 حتى نهاية يوليو/ تموز منه 1475 حريقاً في مناطق شمال غربي سورية، منها 110 حرائق في مخيمات النازحين، و450 حريقاً في الحقول الزراعية، بالإضافة إلى 75 حريقاً في الأحراش والغابات. كذلك تسبّبت الحرائق في وفاة 16 شخصاً وإصابة 161 آخرين.