حرب خبز تشتعل بين النظام وقسد شرق سورية

حرب خبز تشتعل بين النظام وقسد شرق سورية

05 فبراير 2021
مساومات بين "قسد" وقوات النظام السوري على تأمين الطحين لأفران الحسكة والقامشلي (فيسبوك)
+ الخط -

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير صدر عنه الجمعة، أن النظام السوري أوقف إمداد الأفران في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بمادة الطحين، في كل من مدينتي الحسكة والقامشلي شمال شرق سورية، وذلك بعد التوتر الذي شهدته المنطقة مؤخراً، والحصار الذي فرضته الإدارة الذاتية على مناطق سيطرة النظام.

وقال المرصد في تقريره أن "الأحياء والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام في مدينتي الحسكة والقامشلي تشهد حركة طبيعية، بعد التوتر الذي شهدته المنطقة في الآونة الأخيرة، حيثُ تسمح قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، التي تعتبر الذراع الأمنية للإدارة الذاتية، للمدنيين بالتنقل بين الأحياء الخاضعة لسيطرتها والأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في الحسكة والقامشلي، ولا صحة لما تروج له وسائل إعلام النظام حول منع الأسايش إدخال الطحين إلى أحياء النظام".

في المقابل، قالت وكالة سانا، التابعة للنظام السوري، في تقرير صدر عنها أمس الخميس، أن مخبز المساكن في مدينة الحسكة بدأ العمل بطاقته الإنتاجية القصوى لتأمين الخبز، في الوقت الذي وصلت فيه شاحنة محملة بـ 20 طناً من الطحين إلى مخبز البعث في مدينة القامشلي، بعد توقف الفرن عن العمل لأيام جراء التوتر الحاصل بين قوات سورية الديمقراطية "قسد" وقوات النظام.

هناك مساومات بين قوات سورية الديمقراطية "قسد" وقوات النظام السوري على الخبز

وأكد مصدر خاص في القامشلي لـ"العربي الجديد" أن هناك مساومات بين قوات سورية الديمقراطية "قسد" وقوات النظام السوري على الخبز، فالنظام، منذ نحو شهرين، عمل على خفض كميات الطحين التي يوردها للأفران الواقعة في مناطق سيطرة قسد، إضافة لمنع وصول قطع الغيار التي تعيق إجراء صيانة للأفران المعطلة مع منع وصول خميرة الخبز، التي يعتبر النظام المورد الرئيسي لها لهذه الأفران، ولفت المصدر أن الأفران في المربع الأمني بمدينة القامشلي يذهب إنتاجها لقوات النظام بالدرجة الأولى، ومن الصعب على المواطنين الحصول على الخبز من هذه الأفران.

ونوه المصدر أنه لا معلومات دقيقة أو بياناً رسمياً صدر عن قوات سورية الديمقراطية أو الإدارة الذاتية بخصوص منع النظام وصول مادة الطحين للأفران الواقعة في مناطق سيطرتها شمال شرق سورية.

وأشارت مصادر مقربة من الإدارة الذاتية لـ"العربي الجديد" أن قوات الأسايش لم تقم بإزالة حواجزها من المربع الأمني تحسباً لأي خرق من النظام، وإنما سمحت للمدنيين بالدخول والخروج، كما سمحت بإدخال المواد الغذائية للمناطق التي يسيطر عليها النظام، وجاء ذلك بعد التوصل إلى اتفاق برعاية روسية، ينصّ على البدء بخطوات فك الحصار من كلا الجانبين في الحسكة والقامشلي ومدينة حلب وريفها.

وبدأت قوات النظام بحصار حي الشيخ مقصود ومنطقة تل رفعت الخاضعين لسيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد" قبل نحو 26 يوماً، لترد قسد بحصار منطقتي المربع الأمني في كل من مدينتي الحسكة والقامشلي، بعد تعثر المفاوضات بين الطرفين ورفض النظام مطالب قسد، وعملت قسد أمس الخميس على السماح بدخول المواد الغذائية لمناطق سيطرة النظام كبادرة حسن نية، مع إبقاء نقاط الأسايش بمحيط مناطق سيطرة النظام في المدينتين.

المساهمون