حرائق لوس أنجليس تتمدد بعد تسوية أحياء بالأرض

12 يناير 2025
عناصر إطفاء في لوس أنجليس، 11 يناير 2025 (تايفون كوسكون/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت لوس أنجليس حرائق مدمرة أودت بحياة 16 شخصًا وفقدان 13 آخرين، مع تدمير 12 ألف مبنى و15 ألف هكتار من الأراضي، وسط جهود مكثفة لمكافحة النيران وتحذيرات من رياح قوية.
- أصدرت السلطات أوامر إخلاء لـ153 ألف شخص، وأعلن الرئيس بايدن الحرائق "كارثة كبرى"، مما يتيح تقديم مساعدات اتحادية، بينما قدمت سبع ولايات مجاورة وكندا والمكسيك دعمًا إضافيًا.
- تسببت الحرائق في تلوث هواء خطير وخسائر اقتصادية تتراوح بين 135 و150 مليار دولار، مع انتقادات للسلطات بشأن استجابتها وفرض حظر تجوال صارم.

تمدد نطاق الحرائق المستعرة في مدينة لوس أنجليس الأميركية منذ الثلاثاء الماضي، والتي خلفت 16 قتيلاً على الأقل، وتشير تقديرات إلى أن 13 على الأقل في عداد المفقودين. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بمجرد أن يصبح الوضع آمناً بما يسمح لرجال الإطفاء إجراء عمليات تفتيش من منزل إلى آخر.
وطاولت الحرائق يومي السبت والأحد مناطق كانت بمنأى من النيران خلال الأيام الماضية، وذلك بعد أن سوت أحياء كاملة بالأرض في ثاني كبرى المدن الأميركية، مدمّرة أكثر من 12 ألف مبنى و15 ألف هكتار من الأراضي. وألقت طائرات مياهاً وموادَّ لإخماد الحرائق على تلال شديدة الانحدار لوقف انتشار حرائق الغابات في باليساديس شرقاً، مع تكثيف جهود مكافحة النيران على الأرض، وسط تحذيرات من رياح تصل سرعتها إلى 70 ميلاً في الساعة، ما قد يزيد الأمور سوءاً.
وحذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من تفاقم قوة رياح "سانتا آنا"، وهي رياح شرقية حارة وجافة، وتوقعت أن تشتد قوة الرياح في مقاطعتي لوس أنجليس وفينتورا لتصل سرعتها إلى 30 ميلاً في الساعة، مع هبات بسرعة 70 ميلاً في الساعة.
وقالت خبيرة الأرصاد الجوية، روز شونفيلد: "نحن في فترة متواصلة من طقس الحرائق الخطير حتى الأربعاء المقبل. من المتوقع أن تهدأ الأحوال الجوية بحلول يوم الخميس".


وقال قائد شرطة لوس أنجليس، روبرت لونا، إن أوامر إخلاء صدرت لنحو 153 ألف شخص، ما يعني وجود 57 ألف مبنى في دائرة الخطر، وأضاف أن 166 ألفاً آخرين تلقوا تنبيهات بأنهم قد يضطرون إلى إخلاء منازلهم.
وتحدث الرئيس جو بايدن هاتفياً مع بعضهم للاطلاع على الجهود المبذولة للتصدي للكارثة، كما أطلعه كبار المستشارين على الموارد الاتحادية التي ترسل إلى المنطقة.
ويفتح إعلان بايدن الحرائق "كارثة كبرى" الباب أمام تقديم مساعدة اتحادية للمتضررين من حرائق الغابات، وتقديم مسؤولين من الوكالة الاتحادية للتعامل مع الطوارئ الدعم لهم. ويمكن للدعم أن يكون على شكل تمويل لإصلاح المنازل وتعويض الخسائر، وأشار المتحدث باسم وكالة الطوارئ، مايكل هارت، إلى أن المساعدات من هذا النوع قد تقدم خلال أيام.

مروحية إطفاء في لوس أنجليس، 11 يناير 2025 (جون بوتمان/الأناضول)
مروحية إطفاء في لوس أنجليس، 11 يناير 2025 (جون بوتمان/الأناضول)

وأتى الحريقان الكبيران على 36 ألف فدان، وسارعت سبع ولايات مجاورة، والحكومة الاتحادية وكندا والمكسيك إلى إرسال مساعدات وفرق إطفاء إلى كاليفورنيا، إذ زادت الفرق الجوية التي تسقط المياه ومواد إخماد الحرائق على التلال المشتعلة، مع تواصل جهود الطواقم على الأرض لإخماد الحرائق بالأدوات اليدوية والخراطيم.
إلى ذلك، أعلن مسؤولون محليون حالة طوارئ صحية عامة بسبب الدخان الكثيف المنتشر في المنطقة. وفقد آلاف منازلهم، كما ظل عشرات الآلاف من دون كهرباء، بينما يشكل تلوث الهواء خطراً على الملايين.
وقال أنيش ماهاجان، من إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجليس في مؤتمر صحافي: "نعلم أن جودة الهواء رديئة، ويتوجب على الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة البقاء داخل المنازل قدر الإمكان واستخدام نظام لتنقية الهواء، أما الشباب وكبار السن والمرضى فيجب عليهم توخي الحذر".
وقدرت شركة "أكيو ويذر" الخاصة المعنية بالتنبؤ بالأحوال الجوية، الأضرار والخسائر الاقتصادية بما يراوح بين 135 و150 مليار دولار.
ووُجّهت انتقادات إلى السلطات على خلفية مدى جهوزيتها وطريقة استجابتها، وقالت مسؤولة فرق الإطفاء، كريستين كراولي، لمحطة "كاي تي تي في"، إن "ثمة نقصاً في الطواقم والموارد والأموال".
وفي ظل عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجوال صارماً بين السادسة مساء والسادسة صباحاً في منطقتي باسيفيك باليسايدس وألتادينا الأكثر تضرراً.

وإزاء حجم الأضرار، طلب حاكم كاليفورنيا غافين نيسوم "مراجعة مستقلة شاملة" لأجهزة توزيع المياه في المدينة، ووصف نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء بأنه "مقلق جداً"، وأنه سبّب اتساع رقعة الحرائق.
ودعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه لأن ثلاثة خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت.
واعتبر الرئيس بايدن أن "ديماغوجيين كثيرين" يحاولون استغلال المعلومات المغلوطة حول الكارثة. ولم يُسمّ بايدن أشخاصاً محدّدين، غير أنّ خلفه الجمهوري دونالد ترامب نشر كمّاً كبيراً من المعلومات الخاطئة على شبكته "تروث سوشيال"، إذ قال إن كاليفورنيا تفتقر إلى المياه بسبب السياسات البيئية للديمقراطيين التي كانت تستخدم مياه الأمطار لحماية "سمك لا فائدة منه".
(رويترز، فرانس برس)

المساهمون