حرائق تلتهم آلاف الدونمات الزراعية في حمص السورية

29 أكتوبر 2024
محاولة لإخماد حريق في غابة بمحافظة اللاذقية، 29 يوليو 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حرائق مستمرة منذ ثلاثة أيام في محافظة حمص، تلتهم مساحات زراعية واسعة رغم جهود فرق الإطفاء والمروحيات، حيث بدأت في قرية بحور وامتدت إلى قرى أخرى بسبب الرياح.
- صعوبة السيطرة على النيران تعود لوعورة التضاريس وغياب الطرق الزراعية، مما يعيق عمل فرق الإطفاء، حيث أتت الحرائق على أكثر من 10 آلاف دونم من الأراضي الزراعية الغنية بالأشجار المثمرة.
- تفاقم الحرائق في شهري سبتمبر وأكتوبر بسبب الرياح الشرقية وارتفاع درجات الحرارة، مع ضعف الإمكانيات وغياب الخطط الوقائية، مما يزيد من خسائر المزارعين.

التهمت حرائق مستمرة منذ ثلاثة أيام مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في محافظة حمص وسط سورية، وذلك رغم مشاركة المروحيات وفرق إطفاء في محاولات السيطرة عليها. وبدأت الحرائق يوم الأحد الماضي في قرية بحور إلى الغرب من حمص، ثم امتدت النيران إلى قرى عين الغارة وبلاط ومزينة بريف حمص الغربي، قبل أن تتوسع بسبب الرياح إلى قرى بوادي النضارة.

ونقلت وكالة أنباء النظام "سانا" عن قائد فوج إطفاء حمص إياد المحمد، اليوم الثلاثاء، قوله إن الحرائق تجددت بسبب اشتداد الرياح في المنطقة، وسط صعوبة إخماد النيران بسبب وعورة التضاريس. وأوضح المحمد أن الحرائق امتدت بشكل واسع باتجاه الحدود الإدارية قرب بلدة البارقية بمحافظة طرطوس، وكذا باتجاه بلدة تنورين بمحافظة حمص، مؤكداً أن فرق الإطفاء والمجتمع المحلي يبذلون جهوداً كبيرة للسيطرة عليها. وأضاف أن طبيعة المنطقة الجبلية والوعرة وعدم وجود طرق زراعية أعاق عمل طواقم الإطفاء، وساهم في سرعة تمدد النار في الأراضي الزراعية والبور التي تنتشر فيها الأعشاب اليابسة.

من جهتها، قالت مصادر إعلام محلية في المنطقة، إن الحرائق أتت على أكثر من 10 آلاف دونم زراعي في أراضي قرى بحور وعين الغارة وبلاط وعين الفوار. وتعرف المنطقة بأنها غنية زراعياً ومعظم أشجارها مثمرة من الزيتون والتفاح والعنب والنباتات الطبية، فضلاً عن الأشجار الحراجية.

وقال المهندس الزراعي السوري خالد حلاق لـ"العربي الجديد"، إن شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/تشرين الأول هما الأكثر خطورة للحرائق في سورية بسبب الرياح الشرقية ودرجات الحرارة. وخلال الأعوام الأخيرة شهدت سورية حرائق مدمرة ساهم ضعف الإمكانيات وغياب الخطط والاستعدادات مثل شق طرائق حراجية في زيادة تأثيرها. وأضاف الحلاق، أن خسائر الحرائق في ريف حمص كبيرة، لأن معظم الأشجار المحروقة زراعية ويحتاج أصحابها لسنوات طويلة لإعادة جني ثمارها.

وتسبب ارتفاع درجات الحرارة في معظم أنحاء سورية، والرياح إضافةً إلى العوامل البشرية المرافقة لتغيّر المناخ، في اندلاع الحرائق في المناطق الزراعية والحرجية. والعام الماضي التهمت الحرائق مساحات واسعة من غابات منطقة مشقيتا والريحانية وجبل نملة بريف اللاذقية، وهذه الغابات من أجمل المواقع الخضراء في سورية، وهي مقصد للرحلات صيفاً.