حرائق اللاذقية تسبّب أضراراً كبيرة وتعرقل عودة النازحين

25 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 15:33 (توقيت القدس)
من حرائق اللاذقية الأخيرة في شمال غرب سورية، 24 سبتمبر 2025 (حاتم الخضر/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على أكثر من 80% من حرائق الغابات في ريف اللاذقية بعد أربعة أيام من اندلاعها، وبدأت عمليات التبريد في أكثر من 10 مواقع، مما أدى إلى أضرار كبيرة في المساحات الحرجية والأراضي الزراعية.

- تسببت الحرائق في خسائر كبيرة للمزارعين، حيث أتت على مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالتفاح والإجاص، مما يتطلب سنوات لتعويضها، وأدت إلى نزوح السكان من قراهم.

- دعا المواطنون إلى خطط عاجلة لإعادة التشجير وإيجاد حلول لتجنب تكرار الحرائق، حيث تمثل غابات اللاذقية جزءاً مهماً من البيئة المحلية.

أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري، اليوم الخميس، وقف تمدّد نيران حرائق الغابات في ريف اللاذقية شمال غربي سورية، وذلك بعد أربعة أيام من اندلاعها، موضحةً أنّ فرق الإطفاء سيطرت على أكثر من 80% من البؤر وبدأت بعمليات التبريد في أكثر من 10 مواقع. وخلّفت حرائق الغابات في محافظة اللاذقية الأخيرة أضراراً كبيرة في المساحات الحرجية والأراضي الزراعية، ولا سيّما في قرى القصب والزويك وغمام ودير حنا والشميسات بجبل التركمان شمالي المحافظة.

وقال المواطن السوري أحمد شيخاني، من سكان قرية غمام، إنّ الحرائق أتت على مساحات واسعة وأدّت إلى تضرّر أراضي مزارعين من بينها أرضه، مشيراً إلى أنّ سكان قرى المنطقة غادروها بمعظمهم، منذ اندلاع النيران. أضاف شيخاني لـ"العربي الجديد" أنّ "حرائق هذا العام أتت مكلفة جداً، وسبّبت خسارة مساحات واسعة من الغطاء النباتي والأراضي المزروعة بالتفاح والإجاص وأشجار مثمرة أخرى"، وتابع أنّ "هذه الخسائر في حاجة إلى سنوات طويلة لتعويضها".

من جهته، رأى المواطن عبد الرحمن خليلو، من سكان جبل الأكراد بريف اللاذقية، ضرورة الإسراع في إيجاد حلول لتجدّد الحرائق. وقال خليلو لـ"العربي الجديد" إنّ "حرائق هذا العام منعت آلاف النازحين من العودة إلى قراهم وأدّت إلى خسارة نازحين منازلهم التي كانوا قد رمّموها أخيراً، بعد إسقاط النظام السابق. وأكد أنّ آلاف النازحين في المخيمات ما زالوا في انتظار الظروف المناسبة وتحسين البنية التحتية للعودة، لكنّ الحرائق مثّلت ضربة موجعة لهذه العودة.

في سياق متصل، شارك المواطن إسماعيل حاج علي، من مخيم اليمضية، في جهود فرق الإطفاء والدفاع. وقال لـ"العربي الجديد" إنّ "تحوّل غابات اللاذقية إلى رماد أمر محزن للجميع، فقد عشنا مع هذه الغابات طوال حياتنا، وهي تمثّل جزءاً منّا، ومن الصعب التأقلم من دونها". وأكد حاج علي أنّ "خسارة جزء كبير من هذه الغابات في هذا العام لا تُعوَّض بأيّ ثمن"، ودعا إلى "خطط عاجلة لإعادة التشجير وإطلاق حملة وطنية لإعادة إحياء جبال اللاذقية بعد أن فقدت خضرتها".

يُذكر أنّ العنصر في فوج الإطفاء علي سلهب، الذي كان يشارك في عمليات إطفاء الحرائق في ريف اللاذقية أخيراً، قد توفي اليوم الخميس متأثّراً بإصابته في خلال عمليات الإطفاء. وكانت منظمة الدفاع المدني السوري قد أعلنت، أمس الأربعاء، وفاة المتطوّع علاء جناورو الذي أُصيب في أثناء عمله في إخماد حرائق ريف اللاذقية.

وتُعَدّ غابات اللاذقية رئة لسورية، تتضمّن محميات طبيعية وأشجاراً نادرة، يقصدها السياح وأهالي المحافظات الأخرى للتمتّع بجمالها ومناخها المعتدل طوال العام. ووفقاً لوزير إدارة الطوارئ والكوارث رائد الصالح، فقد وصل حجم الأضرار التي خلّفتها الحرائق هذا العام في سورية نحو 27 ألف هكتار، وقد سبق أن شهدت غابات اللاذقية حرائق واسعة النطاق استمرّت لأيام في شهر يونيو/ حزيران الماضي.

المساهمون