استمع إلى الملخص
- عبد الهادي المصري يوضح أن 90% من سكان دمشق يعيشون في فقر، مع اعتماد العائلات على عمل مؤقت لتأمين احتياجاتهم الأساسية، مما يجعل الحياة الكريمة بعيدة المنال.
- رغم بعض التحسن، يؤكد نضال العبدو استمرار الأزمة مع نقص المواد الأساسية وانقطاع الكهرباء، حيث تشير الأمم المتحدة إلى أن 13 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
فتحت حادثة التدافع التي شهدتها ساحة الجامع الأموي في دمشق، أمس الجمعة، وأسفرت عن 4 وفيات وعدد من الإصابات، باب التساؤل حول الواقع المعيشي الصعب الذي يعانيه المواطنون السوريون، مع تفاقم أزمة الجوع والفقر التي طاولت شرائح كثيرة من المجتمع. ورغم أن الحادثة التي وقعت على خلفية إقامة وليمة من دون تنسيق مسبق مع الجهات الأمنية، قد لا تكون مرتبطة بشكل مباشر بالجوع، إلا أنها سلطت الضوء على الظروف المعيشية المتردية في المدينة.
يقول الموظف الحكومي عبد الهادي المصري إن الجوع والفقر أصبحا ملازمين لمعظم سكان دمشق، مثلهم مثل باقي المدن السورية. مضيفاً لـ"العربي الجديد": "الطبقة المسحوقة التي تعيش ليس على خط الفقر بل أسفله بدرجات كبيرة، تشكل نحو 90 % من السكان وفق معرفتي، بعد أن قارب عمري الستين سنة، أما الطبقة التي تتمتع بمقومات الحياة الكريمة فلا تتجاوز 5 %، يعيشون في واقع مختلف تماماً عن واقعنا، بينما تشكل الطبقة المتوسطة الـ5 بالمائة المتبقية".
وأضاف المصري: "معظم العائلات تعتمد على مدخول يومي بسيط أو عمل مؤقت لتلبية احتياجاتها الأساسية، أصبحت العائلة بحاجة إلى شخصين أو ثلاثة أو حتى أربعة أفراد لتغطية نفقاتها، في وقت تراجعت فيه فرص العمل وانخفضت المداخيل بشكل كبير، وهنا أتحدث عن عوائل عمل أفرادها فقط لتأمين الطعام بالدرجة الأولى وليس التفكير في الرفاهية".
من جهته، أشار وسام الحلبي إلى أن تأخر الرواتب وعدم توفر السيولة المالية لدى العائلات زاد من معاناتهم، قائلاً لـ"العربي الجديد": "الرواتب تأخرت، وليس هناك سيولة كافية لدى العائلات لتلبية احتياجاتها الأساسية. ومع ذلك، فإن الوضع اليوم يبدو أفضل قليلاً مما كان عليه قبل شهر ونصف، عندما كانت المدينة تعيش أجواء كئيبة". مضيفاً: "لا يمكن القول إننا انتهينا من أزمة الفقر والجوع، أو إن هناك انفراجة حقيقية، ونرجو أن تخفف المساعدات الإنسانية من هذه الأزمة. معظم العوائل لا تعرف اللحوم الحمراء، والحصول على لحوم الدجاج ليس بالأمر السهل. لذلك، الواقع لا يزال قاسياً وبالغ الصعوبة".
ورغم إشارة بعض المواطنين إلى تحسن الأوضاع المعيشية قليلاً، يؤكد نضال العبدو أن الأزمة لم تنتهِ، قائلاً لـ"العربي الجديد": "كثير من الأشياء التي حرم منها السكان في السابق أصبحت متوفرة الآن، لكن الشهر الماضي كان صعباً للغاية بسبب تأخر الرواتب وزيادة الطلب خلال عيد رأس السنة" مشيراً إلى أنه رغم توفر المواد الغذائية وغيرها، يذهب المواطن إلى السوق ويتأمل فيها ويعود أدراجه.
وأضاف العبدو: "وضعنا لا يزال صعباً، لم يحدث شيء حقيقي يدعو للقول إن الفقر لم يعد موجوداً، لا نزال عاجزين عن توفير حاجتنا من الخبز والمواد الغذائية الأساسية، وكذلك باقي متطلبات الحياة، من زار مؤخراً دمشق، وشهد انقطاع الكهرباء ووضع البلد السيئ، غادر". تابع "بعض الأقارب قالوا لي: كيف تتحملون هذه الحياة؟ وكأن الأمر بمحض إرادتنا".
وأضاف: "اعتاد الناس على النظر إلى سكان دمشق على أن أحوالهم ميسورة، ولا يعانون الفقر المدقع، لكن واقع الحال يقول إن أحوالهم مستورة، وليست ميسورة، لأن السنوات العجاف الماضية استنزفت موارد معظم السكان، ووصل كثير منهم إلى عتبة الفقر، بل تجاوزوها في كثير من الأحيان".
واقترب عدد من يعانون انعدام الأمن الغذائي في سورية، وفق الأمم المتحدة، من 13 مليون شخص، في الوقت الذي تشير التقديرات الأممية إلى وجود نحو 17 مليون شخص في حاجة إلى المساعدات الغذائية. وهذه الأرقام تدل على عمق المأساة التي يعيشها الشعب السوري في الوقت الحالي.