Skip to main content
جمعية الثقافة العربية تنظم "جولة عودة" إلى قرية "اجزم"... أرض الينابيع الفلسطينية المهجرة
ناهد درباس ــ حيفا

نظّمت جمعية الثقافة العربية جولة تعليمية إلى قرية "اجزم" المهجرة الواقعة في قضاء حيفا، ضمن مشروعها "هذه بلادي" في الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة، المخصص للطلاب الجامعيين الحاصلين على منحة روضة بشارة عطا الله.
تقع قرية اجزم على مسافة 28 كيلو مترا جنوب مدينة حيفا، على سفوح جبل الكرمل، وأقيم مكانها مستوطنة "كيرم مهرال" التي تبلغ مساحة أراضيها 46 ألف دونم، وكانت قرية يسكنها نسبة عالية من الأغنياء، واشتهرت بكثرة الينابيع، وبأرضها الخصبة.

ما زالت مدرسة القرية القديمة قائمة رغم تحويلها إلى كنيس، فضلا عن عشرات البيوت التي يقطنها حاليا إسرائيليون، فضلا عن بيت المختار الذي تحول فندقاً، أما المقبرة فتمت إزالتها بالكامل، وأقيمت على أنقاضها حديقة عامة.

بدأت المعركة الأولى في قرية اجزم خلال شهر إبريل/نيسان 1948، واحتُلت بعد 6 معارك ضارية مع العصابات الصهيونية، وسقطت في 29 يوليو/تموز من عام النكبة.
وتعتبر "كيرم مهرال" من المستوطنات الغنية، وتمتاز بمنازلها المستقلة التي تضم حدائق، وهو ما كان يميز قرية اجزم قبل النكبة التي تسببت في تهجير غالبية سكانها إلى جنين وحيفا والبلدات العربية في الداخل الفلسطيني، أو إلى خارج البلاد.
انطلقت الجولة من قرية جبع المجاورة إلى اجزم، وقال المرشد عمر نصار: "اجزم، وعين غزال، وجبع، ثلاث قرى احتُلت من قبل عصابات الصهاينة في عام النكبة، وخلال فترة الهدنة، وفي حال مساءلة إسرائيل عن خرقها الهدنة، سيكون جوابها أن الشرطة المدنية من احتل المدينة. لكن في الواقع، من كان يحارب هو الجيش، وتحديدا وحدات ألكسندروني، وجفعاتي، وجولاني. كانوا بحاجة إلى قوات كبيرة لاحتلالها لأنه كانت هناك هدنة معلنة".


وأضاف نصار: "ركزوا كل قوتهم على احتلال المنطقة، واستعملوا الطائرات والقصف البحري، واستمر القصف ثلاثة أيام متواصلة حتى استطاعوا احتلال اجزم. المدرسة كان يدرس بها 200 طالب قبل النكبة، يدرسهم 18 معلما، وأصبحت اليوم كنيسا يهوديا، ومدير المدرسة كان من عائلة ماضي، وهي عائلة كان غالبية أفرادها معلمين".

وقال الطالب المشارك في الجولة، مصطفى ياسين: "الجولة مفيدة، وممتعة. تعرفت على قرية اجزم، وشكل الحياة فيها قبل النكبة، ومصير أهلها بعد النكبة".
وقالت الطالبة ميسلون عرابي: "شعرت بالقهر بعد الجولة، فقد حُرمنا من العيش في هذه المنطقة الجميلة مع أن هذه البيوت هي بيوت أجدادنا. كيف يمكن أن يأتي شخص غريب ويأخذ البيوت هكذا؟ المنظر على سفوح الكرمل رائع، والقصص التي سمعتها من أجدادي رأيتها اليوم بعينيّ، وشعرت بالحزن والقهر المضاعف".