جولة في حي الألمانية بحيفا ضمن مشروع جولات ومحاضرات

جولة في حي الألمانية بحيفا ضمن مشروع جولات ومحاضرات

حيفا

ناهد درباس

ناهد درباس
06 اغسطس 2021
+ الخط -

ضمن مشروع جولات ومحاضرات، يستند على كتاب الباحثة روضة غنايم "حيفا في ناعورة الزمان، أحياء، بيوت وناس"، تمّ تنظيم جولة "حي وزقاق"، ظهر اليوم الجمعة، في حيّ الألمانية بمدينة حيفا. وانطلقت الجولة، بمشاركة الجمهور، من الشارع الذي كان يُعرف قبل النكبة بشارع جادة الكرمل، والذي يُطلق عليه اليوم، اسم شارع بن غوريون، بجانب حدائق البهائية، وهو من الأحياء الأشهر للسياحة بحيفا.

وجاءت هذه الجولة في الحيّ الألماني، مع الباحثة روضة غنايم، استكمالاً لعملها الذي بدأته في توثيق قصص أهالي حيفا وأحيائها، التي سوف تصدر قريباً بكتاب.

انشغلت غنايم، منذ عشر سنوات، بإجراء مقابلات مع شخصيات، منهم من رحلوا، لتجميع التاريخ الشفوي والقصص الإنسانية حول أحياء حيفا العريقة.

وتأتي هذه الجولات تحت عنوان "حي وزقاق"، ضمن مشروع جولات ومحاضرات تستند على كتاب الباحثة غنايم "حيفا في ناعورة الزمان، أحياء، بيوت وناس"، الذي يروي حكاية المدينة وقصص أهلها عبر سرديّات شفويّة وربطها بالتاريخ المكتوب العام، ويشمل الكتاب صورا جويّة للأحياء، وخرائط ومستندات وصورا من ألبومات العائلات.

وسلّطت الجولة الضوء على حي الكولونيّة التمبرليّة الألمانيّة، وعلى قصص وصول ما يُعرف بفرسان الهيكل إلى حيفا وبداية تأسيس الحي في العام 1869، والعلاقة التي كانت بين التمبرليين والسكّان العرب المحليين. كما تُعرّج الجولة على العمارة المميزة في الحي، وعلى قصص شخصيّات عربيّة سكنته، بالإضافة إلى حضور البهائيين.

 

ويتصدّر الشارع بقسمه العلوي، حدائق البهائية، وهم من بادروا واشتروا هذا الجبل من الألمان، وبنوا عليه المعبد المسمّى "قبة عباس"، وأصبحت لاحقاً الحدائق المعلقة.

وفي حديث مع روضة غنايم، قالت لـ"العربي الجديد": "مشروع "حيّ وزقاق" يعتمد على كتابي "حيفا في ناعورة الزمان، أحداث، بيوت وناس"، الذي سوف يصدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. انبثق الكتاب من هذه الجولات، وهي تشمل الأحياء الخمسة التي أجريت البحث حولها، وهي: حي الألمانية، حي وادي الصليب، وادي النسناس، حي عباس وحيّ العتيقة بمحطة الكرمل. سوف أقوم بجولات عديدة، وفي الجولات نتحدث عن تاريخ الحيّ، كما نتعرّف عليه من خلال الصور الجوية. اعتمدت في كلّ حيّ على الصور التي جمعتها من سنة 1918 وحتى اليوم، وهي تكشف كيف تمّ تأسيس كلّ حيّ وأيضاً عمليات الهدم والتهجير التي طاولته من سنة 1948 حتى اليوم. مثلاً طرأت على حي وادي الصليب والعتيقة، تغيّرات كثيرة حتى اليوم، بينما لم يشهد حيّ الألمانية أيّ تغيير".

أمّا عن حي الألمانية فقالت غنايم: "حي الألمانية بني سنة 1869، على يد مجموعة مستوطنين ألمان، وكان هدفهم دينيا وروحانيا. هم يؤمنون أنّ هذه أرض الميعاد وأنها لهم، وأنهم يجب أن يبنوا لهم هنا بيتا مقدّسا. بنوا هذا الحيّ بعدما حصلوا على ترخيص من العثمانيين، فصُرّح لهم ببناء مستوطنة ألمانية، وسكنوا وعاشوا فيه لمدة ثمانين سنة حتى طردت إسرائيل آخر نفر منهم، سنة 1950".

صمّم الحيّ والشارع المهندس المعماري الألماني، يعقوب شوماخر. الشارع الرئيسي في الحي هو شارع بن غوريون الذي كان يطلق عليه سابقاً اسم جادة الكرمل. البيوت المتاخمة للشارع، بنيت بشكل منظم ومرتب. في الماضي، كان لكلّ بيت حديقة، لكن في تسعينيات القرن الماضي، حصلت عمليات ترميم وتمّ اقتطاع مساحات من حدائق البيوت، وبُنيت الأرصفة مكانها.

وتضيف: "هدف الجولة ليس الحديث عن الألمان، بل للحديث عن علاقة التمبلريين مع السكان المحليين العرب الذين سكنوا هنا".

وعاش الألمان التمبلريون جنباً إلى جنب، بعلاقة جيدة مع الفلسطينيين، قبل النكبة، فكانوا يعملون معاً. ومن المعروف أنّ التمبلريين طُردوا من البلاد بسبب تأييدهم للحركة النازية، وكانوا قد استوطنوا في عدّة بلدات، منها القدس ويافا وقرية بيت لحم الجليلية.

وتكلّم الباحث، فوزي حنا، عن علاقة التمبلريين وجيرانهم الطيبة، وروى قصة قرأها في كتاب باللغة الإنكليزية وقال: "عندما تهجر الألمان سنة 1948 من قرية بيت لحم الجليلية، كان لهم أراض زراعية في وادي الملك، ووادي الملك هو وادي صفورية، فكانوا جيران العرب بالمياه والأرض. وكان هناك علاقات تجمع بين الفلاحين بصفورية والألمان".

ذات صلة

الصورة
سفينة المساعدات المتجهة إلى غزة (أياكوفوس هاتزيستافرو/ فرانس برس)

اقتصاد

غادرت سفينة تحمل نحو 200 طن من الغذاء إلى غزة من ميناء لارنكا في قبرص في وقت مبكر من الثلاثاء في مشروع تجريبي لفتح طريق بحري لإيصال المساعدات الإنسانية
الصورة

سياسة

شارك المئات من المتظاهرين العرب واليهود، في تظاهرة، ظهر اليوم السبت، في ساحة الحناطير بمدينة حيفا، مطالبين بوقف الحرب، وسفك الدماء وتحرير الأسرى
الصورة

سياسة

مددت المحكمة الإسرائيلية في حيفا، خلال جلسة عُقدت اليوم الخميس، اعتقال الناشط والمحامي أحمد خليفة من أم الفحم، المعتقل على خلفية تنظيم تظاهرة ضد الحرب على غزة.
الصورة
تنظر المحكمة خلال هذه الفترة بإمكانية فرض الحبس المنزلي على المعتقلين (العربي الجديد)

سياسة

مددت محكمة الصلح في حيفا، اليوم، اعتقال الناشطَين البارزَين محمد طاهر جبارين والمحامي أحمد خليفة من مدينة أم الفحم حتى يوم الخميس 4 يناير/ كانون الثاني المقبل.

المساهمون