استمع إلى الملخص
- ارتفع عدد القتلى في ولاية كنر إلى 1411، والجرحى إلى أكثر من ثلاثة آلاف، مع إنشاء مراكز إيواء وتنسيق عمليات الإغاثة رغم الهزات الارتدادية.
- تلقت أفغانستان مساعدات من دول ومنظمات دولية، وسط تساؤلات حول غياب دعم بعض الدول الإسلامية وإغلاق الحدود الباكستانية، مع إشادة السكان بدور الجيش والمتطوعين.
أكدت الحكومة الأفغانية أن عمليات الإسعاف والإنقاذ لا تزال متواصلة في المناطق المنكوبة بالزلزال الذي ضرب ولايات شرقي البلاد، مساء الأحد الماضي، وأنه لا يزال هناك ضحايا تحت الركام، مكررة مناشدة المجتمع الدولي دعم أفغانستان. وقال نائب الناطق باسم الحكومة، حمد الله فطرت، في بيان، إن قوات من الجيش تمكنت، أمس الثلاثاء، من الوصول إلى المناطق التي عجزت فرق الإنقاذ عن الوصول إليها في اليومين الأول والثاني بعد وقوع الزلزال.
وذكر البيان أن أفراداً من الجيش يواصلون إخراج العالقين تحت الركام، سواء كانوا جرحى أو قتلى، ونقلهم إلى أماكن يمكن للمروحيات الهبوط فيها كي يتم نقلهم إلى مواقع الدفن إن كانوا أمواتاً، أو إلى المستشفيات إن كانوا على قيد الحياة، كما يتم إنزال الاحتياجات الأولية إلى المناطق التي لا يمكن لفرق الإسعاف الوصول إليها براً.
وارتفع عدد قتلى الزلزال في ولاية كنر المنكوبة، بحلول مساء الثلاثاء، إلى 1411 قتيلاً، بينما يتجاوز عدد الجرحى ثلاثة آلاف جريح، وقامت الحكومة الأفغانية بإنشاء مركز إيواء في مدينة أسعد أباد مركز الولاية، ينقل إليه سكان المناطق المتضررة عبر السيارات الحكومية والحافلات التابعة لوزارة الدفاع، وبمشاركة متطوعين مدنيين ومؤسسات خيرية محلية.
وكشفت إدارة مواجهة الكوارث الطبيعية في كنر لـ"العربي الجديد"، أن هذا المركز نصبت فيه عشرات الخيام، ويتم إمداد المقيمين فيه بالطعام والشراب والدواء، كما أن هناك فرقاً طبية موجودة داخله، وقامت الحكومة بإنشاء مركزين كبيرين قرب المناطق المنكوبة لتنسيق الإسعاف وعمليات الإغاثة، ونقل المصابين إلى المستشفيات، والمتضررين إلى مركز الإيواء، وهما يعملان تحت إشراف الحكومة المحلية.
وتتوقع إدارة مواجهة الكوارث ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى مع استمرار انتشال العالقين، خصوصاً وأن الهزات الارتدادية لا تزال متواصلة، وبعضها قوي، وتؤدي إلى انهيار بعض المباني المتضررة، مشيرة إلى أن بعض المناطق الجبلية تظل أعمال الإسعاف فيها بطيئة بسبب التضاريس الصعبة وإغلاق الطرق، وعدم إمكانية هبوط المروحيات، لكن فرق الإسعاف وصلت إلى جميع المناطق في اليوم الثاني لوقوع الزلزال، وتواصل العمل هناك، كما أن مروحيات الجيش تواصل نقل الجرحى من المناطق المنكوبة إلى مدينة جلال أباد، ونقل المستلزمات الطبية والأدوية والاحتياجات الأساسية إلى المناطق المنكوبة.
ويقول الطيار نصرت الله لـ"العربي الجديد": "نواصل من الصباح حتى المساء نقل الجرحى من المناطق المنكوبة إلى مدينة جلال أباد، ومنها يتم نقلهم إلى مختلف المستشفيات. قمت اليوم (الثلاثاء) بأكثر من 20 طلعة جوية إلى المناطق المنكوبة، وشاركت أيضاً في نقل الاحتياجات الطبية، والملابس، والبطانيات، والأغذية بالتنسيق مع عناصر الإسعاف. العملية صعبة لأن المنطقة جبلية، ويصعب جمع الجرحى في مكان واحد، والمتطوعون ورجال الأمن يعملون على مدار الساعة في جمع الجرحى، وتوزيع الاحتياجات على المتضررين".
ويضيف: "يمكن من السماء رؤية المشهد بوضوح، وما خلفه الزلزال مروع. قرى كاملة أصبحت أثراً بعد عين، ورغم أن القلب لا يتحمل تلك المشاهد، لكن هذه وظيفتي، وما أقوم به مهم لإنقاذ الناس. نرى أطفالاً ونساء في حالة ألم أو إغماء، وننقل جرحى لقي كل أفراد عائلاتهم حتفهم. إنها كارثة".
وأكد الناطق باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد أن عدد المنازل المنهارة التي تم إحصاؤها بلغ 5412 منزلاً، لكن هذا العدد ليس نهائياً، ويتوقع أن يتزايد، مشيراً إلى أن العديد من الدول تعهدت بإرسال مساعدات، وبعض الدول أرسلت مساعدات بالفعل.
ومن بين الدول التي أرسلت مساعدات الهند، والتي أرسلت ألف خيمة و21 طناً من الغذاء والأدوية، وتعهدت بإرسال المزيد من المساعدات، كما أرسلت إيران كميات من الطحين ومساعدات أخرى، ووصلت مساعدات من منظمات دولية وإقليمية مثل "يونيسف" والصليب الأحمر، والمفوضية الأوروبية.
وحول الأوضاع في المناطق المنكوبة، يقول الزعيم القبلي تاج الدين خان لـ"العربي الجديد": "رأيت مشاهد لا يمكن وصفها بالكلمات، ودخلنا منازل متضررة لم يكن فيها أي إنسان حي، ورأينا أطفالاً ونساء ورجالاً تحت التراب. في قرية غازي أباد بمديرية نورغول، تهدمت كل المنازل على رؤوس ساكنيها، وعملنا لساعات كي نخرج الناس من تحت الركام، وكل من يعمل كانت الدموع تنهمر على وجهه".
ويشيد خان بدور قوات الجيش والمسؤولين المحليين، وبدور قبائل المنطقة التي تجندت للإنقاذ والمساعدة، والمتطوعين من طلاب الجامعات والمدارس، ويقول: "رأينا وزراء وحكام ولايات ومسؤولين في مختلف الإدارات يجلسون في الحقول أو على قارعة الطرق مع عامة الناس لخدمة أبناء الوطن، وطيارو المروحيات لم يكتفوا بنقل الجرحى، بل شاركوا في نقل الاحتياجات إلى الناس، وهذا التعامل يعطينا الكثير من الراحة والطمأنينة. لكن في المقابل، نسأل أين الدول الإسلامية؟ لماذا لا تزال الحدود الباكستانية مغلقة في وجه الجرحى بينما تواصل الحافلات إعادة اللاجئين المرحّلين؟ كان من المفترض أن تتوقف عملية الترحيل، على الأقل خلال هذه الفترة العصيبة".