جهاد حماد.. هكذا يحتفل الفلسطينيون بالإفراج عن أسراهم

جهاد حماد.. هكذا يحتفل الفلسطينيون بالإفراج عن أسراهم

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
13 ديسمبر 2021
+ الخط -

تحولت صور تجمع الأسير الفلسطيني المحرر جهاد حماد (41 سنة) بوالدته ألماظة حماد عقب نيل حريته بعد 17 سنة في سجون الاحتلال إلى مصدر فرح لآلاف الفلسطينيين الذين تداولوا الصور العفوية، ومقاطع الفيديو التي تظهر فرحة الأم والعائلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتشرت فرحة عائلة حماد، من بلدة سلواد شمال شرق رام الله، إلى أنحاء فلسطين التاريخية. تروي والدة جهاد لـ"العربي الجديد"، أنه ظل يقابل عائلته خلال الزيارات من خلف حائط زجاجي لا يصل الصوت عبره، ويسمعه زائره عبر سماعة الهاتف، وكثيراً ما يكون الصوت رديئاً. "التقطنا آخر صورة معا قبل خمس أو ست سنوات، وخلال سبعة عشر عاماً ونصف العام لم يتح لنا ذلك سوى مرتين".
وتتابع ألماظة حماد: "حتى اللحظة لا أصدق أنني أمسك بيديه، وأحمد الله أنني أصبحت أنادي داخل منزلي باسم جهاد الذي غاب طويلاً. كان صعبا حين الزيارة ألا أستطيع لمسه. لكن الحمد لله خرج، وها هو معنا".
أما عن انتشار صورها مع جهاد على مواقع التواصل، فتقول: "توقعت أن يحدث أكثر من ذلك. كل أقاربنا ومعارفنا فرحوا معنا، وكلهم انتظروا هذه اللحظة، وتابعوا معنا الإفراج. قمت بالتحضير لاستقباله منذ أكثر من أربعة أشهر. تزوج اثنان من أبنائي، لكن لم أفرح مثل فرحة تحرره، فقد عاش آلاماً كثيرة، ونحن أيضاً تعذبنا على الطرق والحواجز العسكرية والمعابر".

ورغم فرحة حاتم حماد، والد جهاد، الكبيرة، لكنه تذكر المعاناة التي مرت بها العائلة خلال سنوات اعتقال ابنه، وقال لـ"العربي الجديد"، إنه لا يستطيع نسيان اليوم الذي رفضت فيه سلطات الاحتلال إصدار تصريح زيارة لزوجته أم جهاد بحجة أنه لا صلة قرابة بينها وبين ابنها، لتضطر العائلة إلى إجراءات تثبت القرابة.

يتابع حماد: "كنا نخرج في كل مرة للزيارة في الساعة الثالثة فجراً، ونعود قبل منتصف الليل بساعة أو ساعتين، ومعظم أهالي الأسرى مرضى لا يحتملون ذلك، كل هذا من أجل 45 دقيقة نرى خلالها الأسير من خلف زجاج، والكل يتحدث في نفس الوقت، فضلا عن التشويش على جهاز الهاتف الذي نستخدمه لسماع الأسير في الجهة المقابلة".
ويؤكد جهاد لـ"العربي الجديد"، أنه خلال أولى لحظات حريته، كان لا يزال يشعر بالأصفاد على يديه رغم إزالتها. "حين ينظر الأسير في أول لحظات الإفراج عنه إلى الأعلى تظهر السماء بلا شبك، أو سقف، لكن تلك الحواجز تكون قائمة في مخيلته، وتدريجياً تعود الأمور إلى نصابها الصحيح".


تجمع على حاجز الظاهرية جنوب الخليل، قبل أيام، عدد كبير من محبي جهاد لاستقباله، يقول: "عندما خرجت من الحاجز، وبدأ الناس بالمناداة علي، لم أعد أستطيع تمييز كلامهم، لا أتذكر إلا أنني طلبت منهم أن أسلم على والدي أولا، ثم أسلم على الباقين".

وحول حفاوة الاستقبال، يوضح جهاد: "حين ترى خلال استقبالك أشخاصاً من بلدات ومحافظات أخرى، تشعر بأنك فعلت شيئاً يقدره الجميع. صحيح أنك ضحيت بسنوات عمرك، لكن هذه التضحية جعلت هؤلاء يعيشون بكرامة. تشعر كأنك أهديت عمرك لهؤلاء الناس".

واعتقل حماد في 2004، بعد محاصرة منزله، وتفجير أبوابه، وإطلاق النار داخل المنزل، ووجهت إليه مخابرات الاحتلال تهمة الانتماء إلى "كتائب شهداء الأقصى"، والمشاركة في عمليات للمقاومة أدت إلى جرح عدد من جنود الاحتلال.

ذات صلة

الصورة

سياسة

الضرب المبرح وبتر الأطراف نتيجة الأصفاد، والاحتجاز داخل أقفاص، ليست سوى جزء من صور الموت وأشكال التعذيب، في معتقل "سدي تيمان" الإسرائيلي، وما خفي أعظم
الصورة

مجتمع

في عيد الأم أفادت تقارير فلسطينية بأنّ 37 أمّاً يستشهدن يومياً في قطاع غزة، في حين أنّ 28 أسيرة مغيبة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة

سياسة

اتّهم تحقيق غير منشور، أجرته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إسرائيل بإساءة معاملة المئات من سكان قطاع غزة الذين تمّ أسرهم خلال الحرب.
الصورة
صورة الأسير الفلسطيني فاروق الخطيب قبل وبعد الإفراج عنه (نادي الأسير)

مجتمع

حمّل نادي الأسير الفلسطينيّ الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الحالة الصحيّة الخطيرة التي خرج بها المعتقل فاروق أحمد إسماعيل الطيب.

المساهمون