جنوب أفريقيا تستعدّ لموجة تفشٍّ مدفوعة بمتحوّر "أوميكرون"

جنوب أفريقيا تستعدّ لموجة تفشٍّ مدفوعة بمتحوّر "أوميكرون"

27 نوفمبر 2021
قد يكون أوميكرون مسؤولاً عن 90% من الإصابات الجديدة (ماركو لونغاري/فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي يعاني فيه العالم من ظهور متحوّر جديد شديد العدوى من فيروس كورونا، يتحرّك العلماء الذين يشعرون بالقلق في جنوب أفريقيا – حيث اكتُشِف متحوّر أوميكرون لأول مرة – بسرعة لمكافحة انتشاره السريع في جميع أنحاء البلاد.
في غضون أسبوعين، حوّل متحوّر أوميكرون الوضع في جنوب أفريقيا من فترة انتقال منخفضة الأعداد إلى زيادة سريعة للإصابات المؤكدة الجديدة.
لا تزال الأرقام في البلاد منخفضة نسبياً، حيث سُجِّل 2828 إصابة مؤكدة جديدة أمس الجمعة، لكن سرعة "أوميكرون" في إصابة الشباب في جنوب أفريقيا أثارت قلق العاملين في مجال الصحة.
قالت رودو ماتيفا، رئيسة وحدة العناية المركّزة في مستشفى باراغوانث في سويتو، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: "نشهد تغييراً ملحوظاً في المعلومات الديموغرافية للمرضى المصابين بكوفيد – 19".
أضافت أنّ "الشباب، الذين تراوح أعمارهم بين العشرينيات وأواخر الثلاثينيات بقليل، يعانون من مرض متوسّط إلى شديد، ويحتاج بعضهم إلى رعاية مركّزة. وحوالى 65 بالمائة منهم لم يُطعَّموا، ومعظم البقية حصلوا على جرعة واحدة فقط".
وقالت: "أشعر بالقلق من أن تصبح مرافق الرعاية الصحية العامة مزدحمة، في ظلّ ارتفاع الأرقام".
وأوضحت أنّ هناك حاجة للاستعداد بشكل عاجل لتمكين المستشفيات العامة من التعامل مع التدفق الكبير المحتمل للمرضى الذين يحتاجون إلى العناية المركّزة.
قالت ماتيفا: "نعلم أنّ لدينا متحوّراً جديداً. وأسوأ سيناريو أن يضربنا مثل متحوّر دلتا... بالتالي نحتاج إلى أسرّة رعاية حرجة جاهزة"، ما بدا كأنه عدوى عنقودية بين بعض طلاب الجامعات في بريتوريا، وصل إلى مئات الحالات الجديدة ثم الآلاف، أولاً في العاصمة، ثم امتدّ إلى جوهانسبورغ القريبة، أكبر مدينة في جنوب أفريقيا.

عند دراسة الزيادة في أعداد الإصابات، حدّد العلماء المتحوّر الجديد الذي تشير الاختبارات التشخيصية إلى أنّ من المحتمل أن يكون مسؤولاً عما يصل إلى 90 بالمائة من الإصابات الجديدة، وفقاً لمسؤولي الصحة في جنوب أفريقيا. 
تشير الدراسات المبكرة إلى أنّ معدل تكاثره يبلغ 2، ما يعني أنّ كل شخص مصاب به من المحتمل أن ينقله إلى شخصين آخرين. 
يحتوي المتحوّر الجديد على عدد كبير من الطفرات التي تجعله أكثر قابلية للعدوى وتساعده على تجنب الاستجابات المناعية.
نظرت منظمة الصحة العالمية في البيانات، أمس الجمعة، وأطلقت على المتحوّر اسم "أوميكرون"، ووصفته بأنه متحوّر شديد العدوى. 
قال البروفيسور ويليم هانيكوم، مدير معهد أفريقيا للأبحاث الصحية، لأسوشييتد برس" "إنه لأمر مقلق جداً. نحن جميعاً قلقون للغاية من هذا الفيروس". 
أضاف أنّ "هذا المتحوّر موجود في الغالب في محافظة غوتنغ، حيث تقع منطقة جوهانسبورغ. لكن لدينا أدلة من الاختبارات التشخيصية تشير إلى أنه موجود بالفعل في جميع أنحاء جنوب أفريقيا". 
وقال إنّ "ردّ الفعل العلمي من داخل جنوب أفريقيا، أننا بحاجة إلى التعلّم بأسرع ما يمكن. نحن نعرف القليل. فعلى سبيل المثال، لا نعرف مدى ضراوة هذا الفيروس، أعني ما مدى خطورة المرض الذي يسببه هذا المتحور؟". 
والعامل الرئيسي هو التطعيم، إذ يبدو أنّ المتحور الجديد ينتشر بسرعة أكبر بين أولئك الذين لم يُطعَّموا. 
حالياً، طُعِّم حوالى 40 بالمائة فقط من البالغين في جنوب أفريقيا، والعدد أقل بكثير بين أولئك الذين تراوح أعمارهم بين 20 إلى 40 عاماً.
لدى جنوب أفريقيا ما يقرب من 20 مليون جرعة من اللقاحات، من إنتاج فايزر وجونسون آند جونسون، لكن عدد الأشخاص الذين يتلقون اللقاحات يبلغ حوالى 120 ألف شخص يومياً، وهو أقل بكثير من هدف الحكومة البالغ 300 ألف شخص يومياً.
بينما يحاول العلماء معرفة المزيد عن متحوّر "أوميكرون"، يمكن شعب جنوب أفريقيا اتخاذ تدابير للحماية منه، حسبما قال هانيكوم. 
أضاف: "هذه فرصة فريدة من نوعها. لا يزال هناك وقت للمواطنين الذين لم يُطعَّموا للذهاب والحصول على اللقاح، وهذا سيوفر بعض الحماية من هذه العدوى، وخاصة الحماية من العدوى الشديدة والمرض الشديد والوفاة. لذلك أود أن أدعو المواطنين إلى التطعيم إذا استطاعوا".

(أسوشييتد برس)

المساهمون