دراسة: جسيمات البلاستيك الدقيقة تغيّر أعداد بكتيريا الأمعاء النافعة

10 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 11:51 (توقيت القدس)
جسيمات بلاستيك دقيقة في أحد مراكز الأبحاث باليونان، 15 يوليو 2025 (ميلوس بيكانسكي/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أظهرت دراسة حديثة أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تؤثر سلباً على ميكروبيوم الأمعاء البشرية، مما قد يسبب تغييرات مرتبطة بالاكتئاب وسرطان القولون.
- استخدمت الدراسة عينات براز من متطوعين أصحاء، وكشفت عن انخفاض مستويات الحموضة وتغيرات في تركيب البكتيريا، مما يؤثر على الهضم والمزاج ووظائف الدماغ.
- رغم عدم تحديد التأثير بدقة، يؤكد الباحثون على أهمية تقليل التعرض لهذه الجسيمات كإجراء احترازي، وتُعَدّ الدراسة من أولى الدراسات في هذا المجال.

أظهرت دراسة بحثية استندت إلى تجارب مخبرية أنّ قطع البلاستيك متناهية الصغر، التي تجد طريقها إلى أمعاء الإنسان بطريقة أو بأخرى، قادرة على التأثير سلباً على البكتيريا النافعة والميكروبات الأخرى التي تعيش فيها طبيعياً، والمعروفة باسم "ميكروبيوم الأمعاء". والمقصود هنا هو الجزيئات البلاستيكية التي يقلّ حجمها عن خمسة مليمترات، والموجودة عادةً في البيئة.

وأفاد باحثون، في خلال أسبوع الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي المنعقد في برلين، بأنّ بعض التغيّرات التي تُسبّبها الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في ميكروبات الأمعاء والتي سُجّلت في داخل أنابيب الاختبار أتت مشابهة للتغيّرات التي تُلاحَظ في حالات الاكتئاب وسرطان القولون والمستقيم وأمراض أخرى. يُذكر أنّ دراسات سابقة كانت قد كشفت عن وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في عيّنات البراز وخزعات القولون لدى نسبة كبيرة من المتطوّعين.

واستخدمت الدراسة الجديدة عيّنات براز من خمسة متطوّعين أصحاء، ثمّ زرع الباحثون البكتيريا المعوية في المختبر وعرّضوها لخمسة أنواع شائعة من جزيئات البلاستيك الدقيقة، بتركيزات تحاكي ما قد يتعرّض له الإنسان في حياته اليومية. في الغالب، لم يتغيّر إجمالي تعداد البكتيريا. ومع ذلك، أظهرت مزارع البكتيريا التي جرى تعريضها لجسيمات البلاستيك الدقيقة انخفاضاً كبيراً في مستويات الحموضة، الأمر الذي يشير إلى تغيّر في نشاط العمليات الحيوية التي تؤدّيها البكتيريا في داخل الأمعاء لتحويل المواد الغذائية إلى طاقة أو مركّبات مفيدة، وفقاً لما توصّل إليه الباحثون.

إلى جانب ذلك، لاحظ الباحثون تحوّلات في تركيب البكتيريا مرتبطة بجسيمات البلاستيك الدقيقة، إذ إنّ مجموعات معيّنة من البكتيريا زادت أو انخفضت وفقاً لكلّ نوع من البلاستيك على حدة. وقد صاحبت هذه التحوّلات في تركيب البكتيريا تغيّرات في إنتاجها للمواد الكيميائية التي تغذّي خلايا الأمعاء، والتي تساعد في هضم الطعام وامتصاص الأدوية، وتؤثّر على المزاج ووظائف الدماغ.

في المقابل، لم يتمكّن الباحثون بعد من تحديد كيفية إحداث جسيمات البلاستيك الدقيقة هذه التأثيرات. ولم تتناول دراستهم الآثار طويلة الأمد للتعرّض لتلك الجسيمات على بكتيريا الأمعاء، كذلك لم تأخذ في عين الاعتبار آثار عوامل إضافية مثل النظام الغذائي والاستجابة المناعية.

في سياق متصل، قال الباحث كريستيان باشر-دويتش، قائد فريق الدراسة من جامعة "غراتس" للطبّ في النمسا: "الخلاصة هي أنّ لجسيمات البلاستيك الدقيقة تأثيراً على ميكروبات الأمعاء". أضاف في بيان: "في حين أنّ من السابق لأوانه إصدار أحكام صحية نهائية، فإنّ الميكروبيوم يؤدّي دوراً محورياً في عدد من الوظائف الحيوية للجسم، من الهضم إلى الصحة النفسية"، مشدّداً على أنّه "من هنا، يُعَدّ تقليل التعرّض لجسيمات البلاستيك الدقيقة، قدر الإمكان، إجراءً احترازياً أساسياً".

تجدر الإشارة إلى أنّ الدراسة، التي أُجريت في إطار مشروع "ميكو وان" الرائد من ضمن برنامج "كوميت مودول" بقيادة مركز أبحاث "سي بي ميد" وبالتعاون مع شركاء دوليين، تُعَدّ من بين أولى الدراسات التي تبحث بطريقة مباشرة في كيفية تفاعل أنواع مختلفة من البلاستيك الدقيق مع ميكروبيوم الأمعاء البشرية.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون