جريمة تهزّ شرقي سورية: مقتل امرأتين بالرصاص بعد اغتصابهما

جريمة تهزّ شرقي سورية: مقتل امرأتين بالرصاص بعد اغتصابهما

19 ديسمبر 2022
الضحيتان اعتقلتهما، يوم الخميس الفائت، دورية تابعة لـ"قسد"(فرانس برس)
+ الخط -

هزّت محافظة دير الزور شرقي سورية جريمة ذهبت ضحيتها سيدتان تعذيباً وقتلاً واغتصاباً. وفي حين تحوم شبهات حول قيادي في "مجلس دير الزور العسكري" التابع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، نفى أحد أقارب الضحيتين تورط القيادي في الجريمة.

وقالت شبكة "فرات بوست" المحلية إن السيدتين اعتقلتهما، يوم الخميس الفائت، دورية تابعة لـ"قسد" يقودها المدعو أبو حيدر الخبيل (أدهم الخبيل) شقيق قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل، بعدما داهمت الدورية منزل المدعو جهاد منير الأحمد، مرافق "أبو حيدر" بهدف اعتقاله لأسباب مجهولة، وقامت باعتقال السيدتين ازدهار ونجلاء، وهما من أقارب الشخص المستهدف، الذي تمكن من الفرار إلى مناطق سيطرة النظام السوري.

وبحسب الموقع نفسه، فقد عثر على السيدتين مقتولتين بأعيرة نارية على طريق الرويشد الصور بريف دير الزور الشمالي، السبت، علماً أن واحدة منهما حامل في الشهر الثالث، بينما الأخرى تبلغ من العمر 16 عاما.

وذكر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أن السيدتين تعرضتا للتعذيب والاغتصاب، وعند تدخل وجهاء ووساطات عشائرية لإطلاق سراحهما، جرى إعدامهما بالرصاص، ورمي جثتهما في بادية الصور، حيث بدت على جثتيهما علامات التعذيب والتنكيل.

وفي حين لم يصدر أي تعليق من "قسد" على هذه الجريمة، بث ناشطون مقطعا مصورا لشخص عرّف عن نفسه بأنه جهاد منير أحمد، وادعى أنه قريب الضحيتين، وقال إنه تعرض للتعذيب من قبل أدهم الخبيل شقيق قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لـ"قسد"، وقطعت أذنه وهُدد في حال باح بتفاصيل حول الاعتداء على عائلته.

وذكرت مواقع إعلامية مقربة من "قسد"، أن الجثتين اللتين عثر عليهما بريف ديرالزور الشمالي قرب بلدة الصور تعودان للمدعوتين ازدهار نبيل مهنا ونجلاء عبد الحكيم فتيح، من سكان ريف ديرالزور الغربي قرية حوايج البومصعة.

وبثت تلك المواقع شريطا مصورا لمن قالت إنه ضافر نبيل مهنا، العامل ضمن قوات "مجلس ديرالزور العسكري"، أكد أن الجثتين تعودان لزوجته وشقيقته.

وقال مهنا إنه تلقى تهديدات عديدة من جماعات تدعي أنها من تنظيم "داعش" الإرهابي قبل الجريمة، ولم يتهم أي جهة بقتل شقيقته وزوجته، لكنه حذر من بث الفتنة بين العشائر من جانب جهات على صلة بالنظام السوري، وفق قوله.

وفي السياق أيضا، أكد الناشط الحقوقي أبو عمر البوكمالي أن العديد من الأطراف لها مصلحة بهذا النوع من الجرائم بهدف تأجيج المنطقة، وقال لـ"العربي الجديد" إن هذه الجريمة "مدروسة وغايتها تأجيج المنطقة وسوقها لاقتتال عشائري، وعدم استقرار. أظن أن العملية مدروسة وتلك هي غايتها. لدي معلومات أن هذا الرجل، متنفذ ومتسلط، ويمتلك أموالا غير عادية، والنتيجة أن هذا النوع من الجرائم يسبب كارثة".

وأضاف البوكمالي: "المستفيد الأكبر هو إيران والنظام، لكن بأيدٍ مأجورة، قد تكون ضمن دائرة "قسد" أو خارجها. لدي معلومات تؤكد وجود خلية في بلدة ذيبان لها انتشار في كل ريف دير الزور، ويصل عدد أفرادها إلى حوالي 100 شخص، وهي تحت قيادة هاشم السطم مسؤول الانتساب بالحرس الثوري الإيراني، غايتها زعزعة الأمن باسم "داعش"، وافتعال مشاكل لصالح إيران والنظام. وجهّزت الخلية بناء على اجتماع في مدينة الميادين بحي التمو التابع للمربع الأمني الإيراني، وشكّلت قبل حوالي شهرين، وعملت بشكل عشوائي منذ 6 أشهر".

وأوردت شبكات مقربة من النظام السوري، ومنها "شبكة أخبار الرقة"، رواية قالت فيها إن المدعو جهاد منير الأحمد، مرافق القيادي في المجلس العسكري لدير الزور المعروف باسم أبوحيدر، شقيق قائد مجلس ديرالزور العسكري، كان على علاقة مع أخت أحمد الخبيل. وحين اكتشف آل خبيل العلاقة أقدموا على خطف جهاد واقتادوه إلى منزل قائد مجلس دير الزور العسكري وعذّبوه وقطعوا أذنه، ثم تركوه وصادروا هاتفه، وعند بحثهم في الهاتف وجدوا صوراً لأختهم على هاتفه، فدهموا منزل جهاد الأحمد، ولم يجدوه في المنزل لأنه هرب لجهة غير معلومة، وخلال بحثهم عنه في منزل أعمامه اعتقلوا الامرأتين المذكورتين، ثم قاموا بربطهما بالحبال وتعريتهما قبل اغتصابهما وتعذيبهما.

وقالت المصادر التي سربت هذه المعلومات إن وجهاء في المحافظة علموا بالأمر، وتدخلوا لإطلاق سراح النساء، ولكن القيادي أحمد الخبيل أبو خولة، والقيادي أبو حيدر رفضا هذا الطلب، لينقل بعدها القيادي جلال الخبيل النساء الى أطراف منطقة الصور وحطة، شمالي دير الزور، ويطلق النار عليهما، ويترك جثتيهما في العراء، وفق المصدر.
 
 
 

المساهمون