جدل حول هروب مطران سوري إلى اليونان واتهامه بالاستيلاء على مليارات

جدل حول هروب مطران سوري إلى اليونان واتهامه بالاستيلاء على مليارات

23 يناير 2022
يشتبه في استيلاء طعمة على مليارات من الليرات السورية حصل عليها كمساعدات دولية (فيسبوك)
+ الخط -

تنشغل الأوساط الموالية للنظام السوري حاليا بقضية هروب مطران وادي النصارى (وسط) إيليا طعمة إلى اليونان، في ظل الاشتباه باستيلائه على أموال تقدر بالمليارات، سبق أن حصل عليها كمساعدات دولية لتنمية المنطقة. 

ونقلت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، عن مصادر كنسية، قولها إن قضية مطران وادي النصارى إيليا طعمة تعود إلى أشهر مضت، وإنه تم تشكيل لجنة تحقيق في الاتهامات الموجهة إليه في 20 سبتمبر/أيلول 2021.

 وقالت مصادر لموقع "سناك سوري" إن اللجنة كانت برئاسة المطران سابا إسبر وعضوية مطراني زحلة وحماة، وكانت مهمتها التحقيق في أسباب خلاف بين إحدى الراهبات العاملات في المطرانية والمطران إيليا، وإن القضية التي بدأت خلافاً شخصياً تطورت إلى اتهامات "أخلاقية"، ورد عليها المطران بتقديم شكوى ضد الراهبة ومحاولة توقيفها، لكنها تمكنت من الفرار إلى اليونان، وتركت خلفها وثائق ومعلومات متعلقة بالخلاف مع المطران.

وحسب الموقع، فإنه استنادا إلى الأدلة والوثائق التي تركتها الراهبة، تم تشكيل لجنة تحقيق في الاتهامات الموجّهة ضد المطران، ولم يتم بعد الكشف عن نتائج تحقيق اللجنة، ثم غادر المطران سورية، الأربعاء الماضي، متوجهاً إلى اليونان التي يحمل جنسيتها.

وذكر ناشطون عبر موقع "فيسبوك" أنه عقب فرار المطران طعمة إلى اليونان، تم اتهامه بشكل غير رسمي باختلاس مليارات قبل سفره، فيما صدر بيان عن الكنيسة ألغيت بموجبه جميع التوكيلات المسنَدة إليه، وكذلك الوكالات الصادرة من قبل "متروبوليت عكار" وتوابعها.

وأكدت وسائل إعلام محلية أن الاتهام بالسرقة لا يلقى قبولاً ضمن الأوساط الكنسية في وادي النصارى، وتحدثت مصادر كنسية عن أن تهمة الاستيلاء على مليارات مبالغ فيها، وهي لا تؤكد أو تنفي وجود اختلاسات، لكنها تؤكد استحالة وجود هذه الأموال الضخمة في الكنيسة، لكن البعض لا يستبعد أيضا أن يكون الموضوع خارج إطار المطرانية.

وقال الصحافي السوري فراس حلوم، لـ"العربي الجديد"، إن المطران المذكور معروف بدعمه نظام الأسد، وظهر في مناسبات عدة يدعم فيها قوات النظام، مشيرا إلى أن النظام يغض الطرف عادة عن تجاوزات الموالين له. 

وأضاف حلوم أنه "من غير المعلوم حجم التجاوزات التي قام بها المطران، سواء أكانت مالية أم أخلاقية، ومن غير المرجح أن تسفر التحقيقات، التي يقال أن الجهات الكنسية تجريها، عن نتائج شفافة، لأن مثل هذه التحقيقات غالبا ما تكون منضبطة عبر إيقاعات أمنية".

من جهته، ذكر "المركز الأنطاكي للإعلام" أنه في "ضوء ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص الأسقف إيليا طعمة، نود إعلامكم بأن الجهات الكنسيّة المعنية تتابع كل ما يخص هذا الموضوع وفق الأصول الكنسية المعمول بها، ونرجو الثقة بأن السلطات الكنسية تعالج الموضوع بكل أمانة ومسؤولية".

كما نشر ناشطون ما قالوا إنه تعليق من المطران طعمة، نفى فيه صحة الاتهامات، وقال إنه "في إجازة روحية في اليونان"، وإنه سيعود قريبا.

ويقول ناشطون آخرون إن علاقات المطران طعمة الخارجية مكنته من الحصول على تمويل مباشر لكنيسته، لا يمر عن طريق البطريركية أو الإدارة الكنسية في دمشق، لتنفيذ مشاريع وأعمال تنموية عامة في منطقة وادي النصارى. 

والمطران طعمة حاصل على شهادة الهندسة من جامعة تشرين باللاذقية، كما درس اللاهوت في معهد القديس يوحنا الدمشقي، ثم حصل على ماجستير في الدراسات الإسلامية من المعهد البابوي بروما، ودبلوم في الدراسات الدينية من الجامعة اليسوعية، إضافة إلى دكتوراه في مجال الدراسات الدينية والإسلامية من جامعة سالونيك في اليونان. 

وعمل طعمة في أبرشية حلب مدة عامين، ثم عيّنه المطران باسيليوس منصور، متروبوليت عكار، وكيلاً له في أسقفية الحصن عام 2008.

المساهمون