جامعيون مغاربة يطلقون عريضة ضد الجرائم الإسرائيلية

29 مارس 2025
رفض شعبي مغربي للعدوان الإسرائيلي على غزة، 7 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلق أساتذة جامعيون في المغرب عريضة ضد الجرائم الإسرائيلية والسردية الصهيونية، مطالبين بقطع العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية، حيث وقع أكثر من 600 أستاذ وموظف على عريضة لإلغاء اتفاقية الشراكة مع جامعة حيفا.
- يضغط الحراك الطلابي في المغرب لإسقاط التطبيع الأكاديمي مع إسرائيل، حيث وجه 1256 طالبًا رسالة تطالب بقطع العلاقات مع الشركاء الإسرائيليين، بهدف كسر الصمت الأكاديمي وفضح الجرائم الإسرائيلية.
- يعتزم القائمون على العريضة متابعة القضايا القانونية المتعلقة بالإبادة الجماعية، وإطلاق مشروع أكاديمي لتشجيع الدراسات حول القضية الفلسطينية، مع تجاوز عدد الموقعين 400 أستاذ من مختلف الجامعات المغربية.

أطلق مجموعة من أساتذة الجامعات في المغرب عريضة للتعبير عن موقفهم الرافض لجرائم الإبادة الجماعية بغزة وللسردية الصهيونية، في وقت يلقي فيه عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بظلاله على المؤسسات الجامعية في البلاد. وتأتي العريضة التي جاءت تحت عنوان "إعلان أساتذة جامعيين مغاربة ضد الجرائم الإسرائيلية والسردية الصهيونية"، في ظل توالي مبادرات يقودها أساتذة تطالب بفض علاقات جامعاتهم مع جامعات الاحتلال الإسرائيلي، كان من أبرزها توقيع أكثر من 600 أستاذ وموظف يعملون في 12 مؤسسة تابعة لجامعة عبدالمالك السعدي بتطوان (شمال المغرب) في 31 مايو/أيار الماضي، على عريضة تقدموا بها إلى رئاسة الجامعة تطالب بإلغاء اتفاقية الشراكة الموقعة مع جامعة حيفا الإسرائيلية.

وتأتي العريضة في وقت يضغط فيه الحراك الطلابي المساند لفلسطين في المغرب لإسقاط التطبيع الأكاديمي وفض الشراكات والاتفاقيات الموقعة بين عدد من الجامعات المغربية ونظيرتها الإسرائيلية. كان من أهمها توجيه ما يقارب 1256 طالباً وطالبة وخريجاً وخريجة من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (التي توصف بأنها من جامعات النخبة في المغرب) في مايو/أيار الماضي، رسالة إلى الإدارة تطالب بقطع العلاقات مع الشركاء الإسرائيليين.

وتروم العريضة، التي وضعت إلكترونيا لجمع التوقيعات في 21 مارس/آذار الجاري، عبر الرابط التالي (tinyurl.com/4kxnhzr5)، إلى كسر حلقة الصمت الأكاديمي حيال ما يتعرض له الفلسطينيون من مأساة إنسانية، وفضح الجرائم الإسرائيلية ودحض الأطروحات المبررة لها. واعتبر القائمون على المبادرة أن الإعلان "وبقدر ما هو تعبير عن صوتنا الحر ضد جرائم المحتل الإسرائيلي وسياسته للفصل العنصري، وعن إيماننا بحق الشعوب المستعمرة في الحرية والاستقلال، فهو بالقدر ذاته ما يترجم مهامنا بوصفنا أكاديميين، واجبهم البحث عن الحقيقة من أجل الإنسان عبر أدوات المعرفة، حجاجاً واشتباكاً ونقداً، مع كل الأطروحات والتوجهات المبررة لجرائم الحرب والإبادة الجماعية بشكل خاص، وللفكر الاستعماري والسردية الصهيونية بشكل عام، في خضم النقاش والتعاطي مع قضية فلسطين، وحل المسألة اليهودية بأوروبا أواخر القرن 19".

وتبعاً لذلك، أعلن الواقفون وراء العريضة، حرصهم على مواكبة الفعاليات الدولية والحجج القانونية والرؤى الفقهية المتعلقة بمتابعة دعوى الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، وقرارات المحكمة الجنائية الدولية في حق مجرمي الحرب الإسرائيليين. وأيضاً عزمهم على اتخاذ مجموعة من المبادرات العلمية ضمن "مشروع أكاديمي"، يهدف إلى تشجيع الدراسات والأبحاث الرامية للتعريف بالقضية الفلسطينية وتوثيق مختلف محطات كفاح الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل نيل الحرية والاستقلال.

ومن جهة أخرى، أعلن أصحاب المبادرة انخراطهم "النوعي والواعي لإبراز مخاطر التطبيع على مجتمعنا وقضاياه الوطنية، وفي صلبها محاولات استهداف الجامعة المغربية وجعلها جسراً وفضاء للتخريب الصهيوني، المسوق تحت مزايا الانفتاح وقيمة الشراكات العلمية بين الجامعات، دون النظر لاتجاه مجموعة من الجامعات المرموقة في العالم، التي قررت مقاطعاتها لجامعات الكيان المحتل ومراكزه العلمية".

ومن بين المبادرات التي أعلن عنها الموقعون على العريضة، العمل على إطلاق مشروع أكاديمي يهدف إلى تشجيع الدراسات والأبحاث حول القضية الفلسطينية، وتوثيق نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرر والاستقلال. كما شددوا على أهمية التصدي لمحاولات اختراق الجامعة المغربية عبر مشاريع التطبيع الأكاديمي، مشيرين إلى أن جامعات دولية مرموقة قررت مقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية بسبب تورطها في دعم الاحتلال.

يقول الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، أحد المبادرين في صياغة الإعلان، توفيق عبد الصادق، لـ"العربي الجديد"، إن فكرة العريضة "نابعة بالدرجة الأولى من موقعنا الإنساني المدافع عن قيم الحق والعدالة وقول كلمة لا في وجه محتل وغاصب الأرض. ومن ناحية أخرى هي تعبير عن مسؤوليتنا بوصفنا باحثين أكاديميين من واجبهم ووظيفتهم البحث عن الحقيقة والذود عنها عبر المعرفة. فما فائدة العلم إن لم يخدم قضايا الإنسان. فالقضية الفلسطينية من أبرز المواضيع التي تهم الباحثين في العلاقات الدولية والقانون الدولي وغيرها من الحقول المعرفية".

ويؤكد عبد الصادق أن "غايتنا من هذه المبادرة إعطاء بعد رمزي للتضامن مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر واستقلال وتعني جميع الضمائر الحرة عبر العالم، وأيضاً مساهمة منا في كسر حلقة الصمت، والتبرير أحياناً، ضد الجرائم الإسرائيلية، والتي تصنّفها أكثر من جهة أممية على أنها ترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية وبأن قادة الكيان الصهيوني مجرمو حرب".

وأوضح أنه بعد أسبوع من فتح باب التوقيعات على الإعلان تجاوز عدد الأساتذة الموقعين 400 وهم ينتمون إلى مختلف الجامعات والمعاهد المغربية ومن تخصصات وحقول معرفية متعددة. ولفت إلى أنه" بعد الانتهاء من عملية جمع التوقيعات " نتوخى من زخمها الكبير ومشاركة أساتذة جامعيين كقامات علمية ومحترمة، خلق دينامية ذات تأثير على الوسط الجامعي والرأي العام الوطني والدولي. وكل هذا بهدف الدفع تجاه وقف الجرائم الإسرائيلية وكشف زيف السردية الصهيونية للصراع".

المساهمون