استمع إلى الملخص
- تبنت الجامعة تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية، مما أثار جدلاً حول خلطه بين معاداة السامية وانتقاد إسرائيل، وزاد الضغوط على المركز لتعديل برامجه.
- علقت هارفارد شراكتها مع جامعة بيرزيت، ورضخت جامعة كولومبيا لقيود إدارة ترامب، مما أثر على قسم دراسات الشرق الأوسط.
في سياق تغييرات تعمد إليها جامعات النخبة في الولايات المتحدة الأميركية استجابة لضغوط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتهديداتها بوقف التمويل الفيدرالي وكذلك لضغوط مؤسسات داعمة لإسرائيل، أجبرت كلية العلوم الاجتماعية في جامعة هارفارد اثنَين من قيادات مركز دراسات الشرق الأوسط على ترك منصبَيهما فيه على أن يستمرّا في عملَيهما التدريسي؛ المدير البروفسور جمال كفادار أستاذ الدراسات التركية والمديرة المساعدة البروفسورة روزي بشير أستاذة التاريخ.
ويواجه مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد انتقادات حادة بسبب مناهجه الخاصة بقضية فلسطين وتاريخ المنطقة، وذلك وسط رغبة إدارة ترامب في إجراء تعديلات شاملة على مناهج الدراسة المتعلقة بفلسطين وإسرائيل في الجامعات الأميركية.
وكان تقرير أصدره تحالف خريجي جامعة هارفارد المؤيّدين لإسرائيل، في شهر مايو/ أيار 2024، قد اتّهم مركز دراسات الشرق الأوسط في الجامعة بـ"تشويه صورة إسرائيل"، والتركيز غير المتناسق على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني مقارنةً بمناطق وقضايا أخرى، كذلك تضمّن التقرير انتقادات وُجّهت إلى مدير المركز لتعبيره عن آراء للطلاب عدّها التحالفُ مؤيّدةً لفلسطين.
Harvard’s CMES, where Harvard task force head Derek Penslar has remained a faculty affiliate, hosted a panel on “Israel’s war on Lebanon” that very likely was antisemitic, according to the IHRA definition the University recently adopted under legal duress.
— Lawrence H. Summers (@LHSummers) March 4, 2025
وفي وقت سابق من شهر مارس/ آذار، كتب رئيس جامعة هارفارد السابق لورانس سامرز، في تدوينة على موقع "إكس"، أنّ حلقة النقاش التي عُقدت في فبراير/ شباط الماضي في مركز دراسات الشرق الأوسط عن "حرب إسرائيل على لبنان" كانت "على الأرجح معادية للسامية، بموجب تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" لمعاداة السامية الذي اعتمدته جامعة هارفارد أخيراً. يُذكَر أنّ هذا التعريف الذي اعتمدته كذلك إدارتا ترامب وجو بايدن (2021-2025) يلاقي انتقادات حادة من منظمات دولية ومنظمات حقوق الإنسان لأنّه يخلط ما بين معاداة السامية وانتقاد إسرائيل.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "ذا هارفارد كريمسون"، الصادرة عن الجامعة، أنّ البروفسور سلمان كيشافجي أستاذ الصحة العالمية سوف يضطلع بمهام المدير المؤقّت لمركز دراسات الشرق الأوسط "في أثناء إجازة المدير"، إلى حين اختيار بديل، أضافت أنّ المركز يواجه انتقادات علنية متكرّرة من جهات تابعة لجامعة هارفارد تزعم أنّ عدداً من برامجه "معادٍ للسامية" ولا يعكس وجهة النظر الإسرائيلية، مشيرةً إلى إغلاق برامج وتعديل أخرى في المركز.
من جهتها، رضخت جامعة كولومبيا الأميركية، في وقت سابق من شهر مارس، للقيود التي فرضتها إدارة ترامب شرطاً لإعادة التفاوض على التمويل الفدرالي. فوضعت قسم دراسات الشرق الأوسط تحت الوصاية، ووافقت على حظر وضع الأقنعة، وعلى منح 36 ضابط شرطة في الحرم الجامعي صلاحيات جديدة لاعتقال الطلاب.
وحدّدت إدارة ترامب للجامعات الأميركية شروطاً مسبقة لبدء المفاوضات حول إعادة التمويل الفيدرالي، بزعم تقاعس الجامعات المستمرّ عن "حماية الطلاب اليهود"، وشدّدت على ضرورة الالتزام بإجراءات محدّدة قبل بدء التفاوض على إعادة التمويل. وتضمّنت الإجراءات المحدّدة، التي اشترطتها إدارة ترامب لإعادة التمويل الفيدرالي فرق عمل فيدرالية لمكافحة معاداة السامية في الجامعات المشكّلة بناءً على أمر تنفيذي أصدره ترامب، ينصّ على "فصل طلاب تظاهروا أو اقتحموا مبانٍ جامعية لمدّة طويلة، وإيقافهم، وحظر وضع الكمامات الذي يهدف إلى إخفاء الهوية أو ترهيب الآخرين، وحمل بطاقة هوية الجامعة، وتحديد قواعد شاملة للسلوك لمنع تعطيل الدراسة والبحوث والحياة الجامعية، ومحاسبة المجموعات الطالبية المعترف بها أو غير المعترف بها والمتورّطة في انتهاكات سياسة الجامعة من خلال تحقيق رسمي وإجراءات تأديبية، والطرد بحسب الحاجة، ومعالجة التمييز ضدّ الصهيونية واليهود، مع وضع تعريف رسمي لمعاداة السامية وإصداره يتضمّن عدم انتقاد إسرائيل".
في سياق منفصل، واستجابة لمطالبات متكرّرة من مؤسسات داعمة لإسرائيل، أعلنت جامعة هارفارد، أخيراً، تعليق شراكتها البحثية مع جامعة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة، وأوضحت كلية الصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد أنّ القرار جاء بعد انتهاء مذكّرة تفاهم مع مركز "فرانسو كزافيه بانيود" وخضوعه لمراجعة داخلية.