جامعة هارفارد تتحدى ترامب وتمويلاته وتستنهض خريجيها للتبرع

19 ابريل 2025
تظاهرة في جامعة هارفارد ضد إبادة الفلسطينيين، 22 إبريل 2024 (سكوت إيسن/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رفضت جامعة هارفارد مطالب إدارة ترامب بإصلاح ثقافتها، مما أدى إلى تجميد أكثر من ملياري دولار من المنح والتهديد بإلغاء إعفائها الضريبي.
- حشدت هارفارد دعم الخريجين والأثرياء لمعارضة قرارات ترامب، حيث زادت التبرعات لدعم استقلالية الجامعة، مع تأكيد الخريجين على فخرهم بموقفها.
- تركزت احتجاجات داعمة لفلسطين في الجامعات الأميركية، مما دفع ترامب لاتهام المحتجين بمعاداة السامية وتهديد السياسة الخارجية الأميركية.

أثارت جامعة هارفارد الأميركية حفيظة إدارة الرئيس دونالد ترامب برفضها مطالبه بإصلاح شامل لثقافتها وعملياتها. وأعلنت إدارة ترامب أنها ستجمّد أكثر من ملياري دولار من المنح والعقود متعددة السنوات للجامعة، كما هدّد بإلغاء إعفائها من الضرائب ما لم تغير سياساتها. وبحسب ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركي، الجمعة، فقد بدأت الجامعة حشد الدعم لمعارضة قرار ترامب بين أصحاب الملايين والمليارات الذين يصرّحون بأنّ هارفارد هي جامعتهم الأم.

وضغط بعض المانحين الرئيسيين على جامعة هارفارد لإيجاد أرضية مشتركة مع إدارة ترامب، التي تستهدف تمويل الجامعات بحجة "معاداة السامية". ولكن هارفارد تصرّ حتى الآن على رفض قرارات ترامب الخاصة بفرض سياسته على الجامعات وتوجهاتها. ولجأت الجامعة إلى خريجها للحصول على تمويل يحمي استقلاليتها. ويُعزّز خريجون تبرعاتهم للجامعة أو يتبرعون لأول مرة. ويقولون إنهم فخورون بموقف هارفارد الرافض لإصرار الحكومة على إحداث تغييرات ثقافية جذرية بعدما أبرمت جهات أخرى، مثل جامعة كولومبيا، صفقات مع الإدارة.

وقال إريك هافيان، البالغ من العمر 69 عاماً، وهو محامٍ من سان فرانسيسكو وخريج كلية الحقوق بجامعة هارفارد، بعدما علم بثبات الكلية على موقفها: "كدتُ أصرخ فرحاً". ومع أنه لم يتبرع لجامعته الأم لأكثر من 20 عاماً، إلا أنه سرعان ما تبرع بمبلغ ضخم. كما تبرعت بوبي ألكسندر، زميلة هافيان، لجامعة هارفارد هذا الأسبوع. ولا تتذكر بوبي تقديمها أي تبرعات سابقة. وقالت ألكسندر، البالغة من العمر 42 عاماً لـ"وول ستريت جورنال": "أؤمن بالنموذج التقليدي للجامعة مكاناً للتعلم والتفكير. وآمل أن تظل الجامعات، كما كانت على موقفها عندما يكون أطفالي فيها".

من جانبه، قال تشارلي شيفر، البالغ من العمر 43 عاماً، وهو مؤسس شركة ناشئة في منطقة خليج سان فرانسيسكو وخريج كلية هارفارد عام 2003، إنه فخورٌ بوقوف الجامعة في وجه ما وصفها بـ"اللحظة الوجودية". وأضاف أنه يفكر في تقديم تبرع أكبر هذا العام مما قدمه منذ سنوات. وقال شيفر: "كان المعنى الضمني لمعظم مطالب ترامب هو: 'سنخبركم بالحقيقة التي يجب أن تطمحوا إليها'، وهذه ليست الطريقة التي تتبعها الجامعات الحقيقية في البحث عن الحقيقة".

ورفضت هارفارد، يوم الاثنين، مطالب قالت إنها تتنازل فيها عن السيطرة للحكومة. وقالت إدارة ترامب إثر ذلك إنها جمدت تمويلاً بقيمة 2.3 مليار دولار. وهدد ترامب الجامعات تحديداً بسبب الاحتجاجات في الحرم الجامعي على الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ويصور ترامب المحتجين أنهم يشكلون تهديداً للسياسة الخارجية الأميركية، ويتهمهم بمعاداة السامية وأنهم "يتعاطفون مع حماس". 

وكانت احتجاجات داعمة لفلسطين قد عمّت الجامعات الأميركية ابتداءً من إبريل/ نيسان 2024، فانطلقت من جامعة كولومبيا، وتمدّدت إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد.