ثلث أطباء وممرّضي أوروبا يعانون الاكتئاب والقلق

10 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 21:15 (توقيت القدس)
في أحد المستشفيات الأوروبية، 24 سبتمبر 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أظهر استطلاع منظمة الصحة العالمية أن ثلث الأطباء والممرضين في أوروبا يعانون من الاكتئاب أو القلق بسبب ساعات العمل الطويلة والعنف في مكان العمل، مع تعرض النساء للاكتئاب والرجال لإدمان الكحول.
- شمل الاستطلاع 90 ألف متخصص من 27 دولة، وكشف عن تعرض ثلثهم للتنمر أو التهديدات العنيفة، و10% لعنف جسدي أو تحرش جنسي، مع عمل ربعهم لأكثر من 50 ساعة أسبوعياً.
- أوصى مدير المنظمة باتخاذ خطوات لمعالجة هذه القضايا، مثل مكافحة العنف والتحرش، وإصلاح نظام العمل، وسط توقعات بنقص مليون متخصص بحلول 2030.

كشف استطلاع حول الصحة النفسية شمل أطباء وممرّضين في أوروبا "حقيقة مقلقة"، بحسب توصيف منظمة الصحة العالمية، إذ أفاد واحد من بين كلّ ثلاثة من هؤلاء بأنّه يعاني أعراض الاكتئاب أو اضطرابات القلق. وأشارت الوكالة الصحية التابعة للأمم المتحدة إلى أنّ ذلك يبيّن إنهاك المهنيين الصحيين، على خلفية ساعات عمل طويلة وعنف في مكان العمل وانعدام للأمان الوظيفي، ووجدت في معاناة هؤلاء من مشكلات في الصحة النفسية "تحذيراً" لمستقبل المنظومات الصحية.

ويأتي استعراض نتائج الاستطلاع الذي أعدّه الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية متزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية الموافق العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول، مع العلم أنّ موضوع عام 2025 يصوّب على الصحة النفسية في حالات الطوارئ الإنسانية.

وأكد مدير منظمة الصحة العالمية الإقليمي في أوروبا هانس كلوغه، بحسب ما نقل عنه بيان اليوم، أنّ "طبيباً أو ممرّضاً واحداً من بين كلّ ثلاثة (أطباء أو ممرّضين) أبلغ عن إصابته بأعراض الاكتئاب أو القلق"، وهو رقم أعلى بخمس مرّات من المسجّل بين عموم سكان أوروبا وفقاً للمنظمة. وأضاف كلوغه أنّ "أكثر من (طبيب أو ممرّض) واحد من بين كلّ عشرة (أطباء أو ممرّضين) فكّر في الانتحار أو إيذاء نفسه".

ولاحظ التقرير المرتبط بنتائج الاستطلاع أنّ النساء الممرّضات والطبيبات كنّ عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب والقلق أكثر من الرجال العاملين في هذا الوسط، في حين كان الأخيرون أكثر عرضة لإدمان الكحول.

وكان المتخصّصون في مجال الرعاية الصحية في كلّ من لاتفيا وبولندا قد أبلغوا عن أعلى معدّلات إصابة بأعراض الاكتئاب والقلق، مع نحو نصف المستطلعة آراؤهم في الدولتَين. في المقابل، سُجّل أدنى معدّل انتشار للاكتئاب والقلق في كلّ من الدنمارك وأيسلندا مع نحو 15%.

وأظهر الاستطلاع الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية، الذي استند إلى مشاركة 90 ألفاً من المتخصّصين في مجال الرعاية الصحية من 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى أيسلندا والنرويج، أنّ ثلث الأطباء والممرّضين تعرّضوا للتنمّر أو التهديدات العنيفة في مكان العمل، مع تسجيل العدد الأكبر من هذه الحالات في قبرص واليونان وإسبانيا. إلى جانب ذلك، تعرّض 10% من الأطباء والممرّضين المشمولين في الاستطلاع لعنف جسدي و/أو تحرّش جنسي في خلال العام المنصرم.

في سياق متصل، بيّن استطلاع الصحة النفسية بين الأطباء في أوروبا أنّ واحداً من بين كلّ أربعة في كلّ البلدان المشمولة يعمل أكثر من 50 ساعة أسبوعياً. كذلك لدى 32% من الأطباء و25% من الممرّضين عقود عمل مؤقتة، الأمر الذي يفاقم قلقهم إزاء الأمان الوظيفي.

وقد أوصى مدير منظمة الصحة العالمية الإقليمي في أوروبا بمجموعة خطوات لمعالجة هذا الواقع، من بينها التشدّد حيال العنف والتحرّش في المستشفيات، وإصلاح نظام ساعات العمل الإضافية، وضمان سرية المرضى في مجال الصحة النفسية من بين أخرى. وتكتسب هذه التدابير أهمية مضاعفة نظراً إلى أنّ أوروبا مهدّدة بنقص في عدد المتخصّصين في مجال الرعاية الصحية، من المتوقّع أن يبلغ نحو مليون بحلول عام 2030.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون