استمع إلى الملخص
- تشهد تونس سنوياً أكثر من 150 ألف عملية تجميل، مع إقبال كبير من الأجانب، خاصة الأوروبيين، بفضل التكلفة المنخفضة، مما يعزز السياحة التجميلية.
- أدرجت وزارة الصحة التونسية طب التجميل ضمن الاختصاصات الجامعية منذ 2024، لتنظيم الممارسة الشرعية ومكافحة الفوضى، مع وجود 300 طبيب يمارسون دون شهادة اختصاص.
يسعى أطباء التجميل في تونس إلى تحويل بلادهم قطباً عالمياً لجراحة التجميل ومكافحة الشيخوخة، بعدما كانت قد احتلّت مركزاً متقدّماً عربياً وأفريقياً في هذا المجال. وبعد غدٍ الخميس، تستقبل تونس 500 طبيب متخصص في جراحة التجميل من مختلف دول العالم، في إطار المؤتمر الدولي السابع لطب التجميل ومقاومة الشيخوخة، الذي يمتدّ لثلاثة أيام، من 13 فبراير/ شباط الجاري حتى 15 منه.
وتراهن الجمعية التونسية لطب التجميل ومقاومة الشيخوخة على هذا المؤتمر الدولي لاكتساب أحدث المهارات والتقنيات العالمية في هذا المجال، ولتبادل الخبرات مع الأطباء الوافدين من الخارج للمشاركة فيه. وكانت عمليات التجميل قد بدأت تزدهر في البلاد مع بدايات العقد الماضي، وراحت تتطوّر حتى صارت تونس تحتلّ المركز الثاني على مستوى القارة الأفريقية، لجهة الإقبال على العمليات التجميلية فيها، علماً أنّ جنوب أفريقيا تحتلّ المرتبة الأولى. وتستقطب تونس أعداداً كبيرة من الأوروبيين الذين يقصدونها في إطار ما يُسمّى بـ"السياحة التجميلية".
وتُسجَّل في تونس سنوياً أكثر من 150 ألف عملية تجميل، من بينها عمليات شفط الدهون وتقويم الأنف، مع العلم أنّ علميات أخرى انتشرت في السنوات الأخيرة من بينها عمليات شدّ الصدر والبطن والرقبة والوجنتَين والجفون، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن الجمعية التونسية لطبّ التجميل ومقاومة الشيخوخة. ويرى رمزي بنور أنّ "المؤتمرات الدولية مناسبة مهمّة لتبادل الخبرات بين أهل الاختصاص من دول مختلفة والتعرّف إلى أحدث التقنيات في طب التجميل وجراحته ومجالات مكافحة الشيخوخة"، مشيراً إلى أنّ "هذا التخصّص الطبي يعرف ازدهاراً كبيراً".
ويبيّن بنور، لـ"العربي الجديد"، أنّ "تونس تملك كلّ المقوّمات لتتحوّل إلى قطب عالمي لطبّ التجميل"، لافتاً إلى "تصاعد عدد السياح الأجانب الذين يقصدونها من أجل الخضوع لتدخّلات جراحية تجميلية أو ترميمية". وشدّد على "أهمية البناء مستقبلاً على المكتسبات التي حقّقتها تونس، والاستفادة من كلّ الفرص المتاحة لنقل التكنولوجيات الحديثة في مجالات مكافحة الشيخوخة وعلامات التقدّم في السنّ".
وفي إحصائية حديثة بحسب الجمعية، تأكد أنّ الإقبال على عمليات التجميل في تونس لا يقتصر على أهل البلاد فحسب، إذ تجاوز عدد الأجانب الذين خضعوا لتلك العمليات فيها 60 ألفاً، معظمهم من أوروبا، خصوصاً من فرنسا وإيطاليا وألمانيا بالإضافة إلى كندا. ويفضّل هؤلاء إجراء تلك العمليات في تونس، نظراً إلى كلفتها المنخفضة مقارنة بدول أوروبا، فالفارق يتراوح ما بين 30 و50%، وقد يصل إلى 70% في بعض الأحيان.
ومنذ عام 2024 المنصرم، أدرجت وزارة الصحة التونسية طبّ التجميل من ضمن الاختصاصات الطبية الجامعية في إطار المساعي لتحسين الإطار التشريعي لممارسة هذه المهنة وكبح الفوضى التي تهدّد القطاع. وعلى مدى سنوات، تسبّب النقص في التشريعات المتعلقة بطبّ التجميل في انتشار الممارسة غير الشرعية لهذا الاختصاص، على الرغم من جهود الهيئة الوطنية للاختصاصات الطبية التي سعت إلى تنظيم طبّ التجميل وحمايته من الدخلاء الذين يعلنون عن خدماتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من قبيل تطبيقي إنستغرام وفيسبوك، مستغلّين ميل الناس إلى تحسين مظهرهم بأقلّ كلفة ممكنة.
وكان التنظيم التشريعي لاختصاص طبّ التجميل مطلباً مهنياً بامتياز، إذ طالبت الهيئات المهنية بضرورة الاعتراف بطبّ التجميل من أجل الحفاظ على مكاسب المهنة وضمان حقوق أطباء التجميل بالتصدي للممارسة غير القانونية للمهنة في المؤسسات غير الطبية. وفي الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد الأطباء المتخصصين في طبّ التجميل المئة في تونس، فإنّ عدد الذين يمارسون هذه المهنة يبلغ 300 طبيب من غير الحاصلين على شهادة اختصاص، وفقاً لبيانات نقابة أطباء التجميل.