تونس: طفل ناجٍ من هجرة سرية منذ 3 سنوات يعود إلى أسرته في سيراليون

تونس: طفل ناجٍ من هجرة سرية يعود إلى أسرته في سيراليون بعد غياب 3 سنوات

21 ابريل 2021
الصغير برفقة المتخصصة النفسية (العربي الجديد)
+ الخط -

حدث استثنائي هو الذي عاشته قرية الأطفال "إس أو إس" في المحرس بمحافظة صفاقس، جنوب شرقي تونس، بعدما تمكّنت من جمع طفل سيراليوني بعائلته بعد نحو ثلاثة أعوام. ونجح القائمون على هذه القرية المخصصة للأطفال فاقدي السند، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في ترتيب رحلة الطفل البالغ من العمر ستّة أعوام إلى بلده الأم، بمرافقة متخصصة في علم النفس لازمته في رحلته تلك التي انطلقت من مطار تونس قرطاج الدولي إلى مطار سيراليون.

يشير مدير قرية "إس أو إس" في المحرس، أشرف السعيدي، لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الطفل الذي لم يُكشَف عن هويته "أقام في القرية منذ شهر فبراير/ شباط من عام 2019، بعدما نجا من الغرق عندما كان في قارب يقلّ مهاجرين سريين من سواحل صفاقس نحو إيطاليا. فقد تبيّن عند إنقاذه من قبل الحرس البحري أنّه لم يكن مصحوباً بأحد والدَيه أو أحد أقاربه".

ويحكي السعيدي لـ"العربي الجديد" أنّ "البحث عن عائلة الطفل استمر نحو ثلاثة أعوام، وقد جرى ذلك بالتعاون ما بين عدد من المنظمات الدولية وقرية المحرس، لينتهي قبل أشهر بالعثور على عائلة الطفل في سيراليون".

يضيف السعيدي أنّ "جهوداً كثيرة تضافرت، من أجل التعرّف إلى هوية الطفل الذي كان يبلغ من العمر ثلاثة أعوام ونصف العام عندما عُثر عليه في عرض البحر. وقد توصّلنا إلى عائلته من خلال عملية تشبيك كبيرة بدأت من تونس مروراً بإيطاليا وصولاً إلى سيراليون".

ويشرح أنّ "مهاجرين كانوا يستقلون المركب ذاته ونجحوا في الوصول إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، هم الذين كشفوا للمنظمة الدولية للهجرة الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر عن هوية الطفل الذي يُرجّح أن يكون ضحية عملية استغلال في رحلة الهجرة".

وبعد اكتشاف بلده الأصلي، يقول السعيدي إنّ "التنسيق جرى مع السلطات في سيراليون للتعرّف إلى عائلته التي تمّ العثور عليها قبل عام تقريباً. وقد تمكّنت بالتالي من التواصل مع ابنها المقيم في القرية". وبحسب ما يوضحه السعيدي، فإنّ "الصغير يتواصل منذ التعرّف إلى عائلته مع والدَيه عبر تطبيق واتساب، وهو كان مشتاقاً جداً إلى رؤيتهما. وقد تمّ إعداده نفسياً للقائهما قبل موعد الرحلة التي انطلقت أمس". وبخصوص مرافَقته من قبل متخصصة في علم النفس، يشرح السعيدي أنّها "فعلت ذلك من أجل تسهيل اندماجه في محيطه العائلي من جديد".

ويلفت السعيدي كذلك إلى أنّ ثمّة أطفالاً آخرين يقيمون في قرية "إس أو إس" في المحرس، مضيفاً أنّ "التنسيق يجري مع منظمات دولية من أجل العثور على عائلاتهم، ثمّ إعادتهم إلى بلدانهم".

وعند سؤاله عن أسباب إيداع الطفل قرية فاقدي السند، يجيب السعيدي بأنّ "مراكز إيواء اللاجئين والمهاجرين السريين لا تحتوي على وحدات مخصصة لرعاية الأطفال، وهو ما يجعل السلطات الأمنية والقضائية التونسية تقرر إيداعهم قرى الأطفال".

ويؤكد أنّ "قصة الطفل السيراليوني واحدة من إحدى أبرز قصص نجاح التعاون ما بين المنظمات المختلفة من أجل حماية اللاجئين والمهاجرين، لا سيّما الأطفال والقصّر عموماً".

المساهمون