تونس: حوادث السير إلى ارتفاع في رمضان

تونس: حوادث السير إلى ارتفاع في رمضان

28 ابريل 2022
السرعة من أسباب حوادث السير في تونس (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

عادة ما ترتفع نسبة حوادث السير في تونس خلال العطلة الصيفية أو في المناسبات، بالإضافة إلى شهر رمضان. وتنشر شرطة المرور والمرصد الوطني لسلامة المرور بصفة يومية عدد حوادث الطرقات والضحايا، بالإضافة إلى الأضرار التي تكون قد خلفتها تلك الحوادث في الطرقات. كما يتداول الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً التقطوها صدفة لحوادث اصطدام غالبيتها حصلت خلال الساعات الأولى من الصباح أو خلال الدقائق الأخيرة قبل موعد الإفطار، منتقدين ارتفاع عدد حوادث الطرقات من جراء الاستهتار وقلّة التركيز بسبب الصيام. 

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويقول المسؤول الإعلامي في المرصد الوطني لسلامة المرور مراد الجويني لـ "العربي الجديد": "منذ بدء شهر رمضان، سجل أكثر من 76 حادثا مروريا خلفت 17 قتيلاً و144 جريحاً، في مقابل 111 حادثاً نتج عنها مقتل 26 شخصا ونحو 177 جريحاً العام الماضي". ويشير إلى تسجيل تلك الحوادث في أوقات مختلفة لا سيما خلال ساعات متأخرة من الليل وساعات الصباح والدقائق التي تسبق موعد الإفطار، إذ يسهر كثيرون حتى ساعات متأخرة من الليل، فيقودون بسرعة للوصول إلى البيت قبل موعد السحور. وتسجل بعض حوادث الطرقات في ساعات الصباح الأولى بسبب عدم الانتباه وعدم التركيز نتيجة السهر ليلاً".
ويؤكد الجويني أنّ "السهو والإفراط في السرعة وعدم احترام أولوية المرور من الأسباب الرئيسية لحوادث الطرقات في تونس بصفة عامة والعطل والمناسبات بصفة خاصة. وتحصد حوادث الطرقات أرواح مئات الضحايا من قتلى وجرحى سنوياً. وبحسب آخر إحصائيات صادرة عن المرصد الوطني لسلامة المرور التابع لوزارة الداخلية، فقد سجّل وقوع 4835 حادث سير خلال العام الماضي، تسببت في 980 وفاة و6565 جريحاً، وذلك ما بين يناير/ كانون الثاني وديسمبر/ كانون الأول. وبين في تقريره السنوي أنّ السرعة تعد المسبّب الرئيسي لحالات الوفيات بنسبة 31 في المائة، ثم السهو وعدم الانتباه بنسبة 22.1 في المائة، ثم عدم ملازمة اليمين بنسبة 9.8 بالمائة. وتتصدر العاصمة قائمة ولايات الجمهورية لناحية عدد حوادث السير سنوياً. 

الصورة
تؤدي الفيضانات أحياناً إلى وقوع حوادث سير(فتحي بلعيد/فرانس برس)
تؤدي الفيضانات أحياناً إلى وقوع حوادث سير(فتحي بلعيد/فرانس برس)

كما يؤكد المرصد أنّ غالبية الحوادث تسجل في العطلة الصيفية أو الأعياد والمناسبات على غرار شهر رمضان. ولا تستثنى أي وسيلة نقل سواء كانت سيارات خاصة أو دراجات أو وسائل نقل عمومي. 
في هذا السياق، تقول فاطمة الرحالي (42 عاماً) إنّها "فقدت ابنها الذي توفي خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان من جراء حادث مروري أدى إلى وفاته هو ورفيقه وجرح أربعة آخرين قبل ساعتين من موعد الإفطار". تضيف أن "تقرير المعاينة بيّن أنّ القيادة بسرعة كبيرة كانت السبب الرئيسي للحادث الذي نتج عنه تصادم ثلاث سيارات على طريق العودة إلى العاصمة".  
بدوره، يقول أحد أعوان شرطة المرور موسى حافظي لـ "العربي الجديد" إنّ "البعض يعمل حتى وقت متأخر من الليل ويعود قبل ساعتين تقريباً من حلول موعد الإفطار، فنلاحظ أن عدداً من هؤلاء قد يقودون بسرعة الأمر الذي يؤدي إلى تسجيل حوادث عدة وكانت خسائر بعضها مادية فقط، فيما أدت أخرى إلى سقوط قتلى وجرحى". 
من جهتها، تصدر الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات تقارير تنشر فيها إحصائيات عن عدد الحوادث التي تشهدها البلاد بصفة يومية وعدد ضحاياها. كما تنشر صوراً لبعض تلك الحوادث التي تعاينها عبر مكاتبها في بعض الجهات، بالإضافة إلى نصائح للوقاية من حوادث الطرقات. وتطلق العديد من حملات التوعية وخصوصاً للشباب في العديد من الجهات، لتقديم جملة من النصائح وتجنب وقوع تلك الحوادث. 

قضايا وناس
التحديثات الحية

كما تطلق جمعية سفراء السلامة المرورية حملات توعية عدة للوقاية من حوادث الطرقات. وعلى الرغم من العمل في مجال الوقاية من خطر حوادث الطرقات، تعتبر تونس من بين أكثر الدول التي تسجل حوادث على الطرقات سنوياً. وتشير رئيسة الجمعية عفاف بن غنية في حديث لـ "العربي الجديد" إلى أنّ " تونس تسجل أحياناً معدّل وفاتين كل يوم من جراء حوادث الطرقات، بالإضافة إلى عشرات الإصابات يومياً بسبب تلك الحوادث، وغالبيتها من جراء عدم الانتباه والقيادة بسرعة وعدم احترام أولوية المرور"، مشيراً إلى أن غالبية تلك الحوادث تسجل في عطلة الصيف والإجازات والأعياد وشهر رمضان، إذ يفقد البعض التركيز. كما أنّ النسبة الكبرى من ضحايا تلك الحوادث هم من الرجال، لأنّ المرأة تقود السيارة بانتباه ورصانة أكثر، بحسب المرصد الوطني لسلامة المرور الذي ينشر عدد القتلى والجرحى والفئة العمرية والجنس والمناطق، لتحل العاصمة دائما في المرتبة الأولى في نسبة الحوادث. 

المساهمون