تونس: تطوّع داخلي ودعم دولي لمجابهة تفشي سلالة "دلتا"

تونس: تطوّع داخلي ودعم دولي لمجابهة تفشي سلالة "دلتا"

10 يوليو 2021
مستشفيات ميدانية متنقلة في الجهات بحسب تطوّر مؤشرات الحالة الوبائية (وسيم جديدي/Getty)
+ الخط -

تتصاعد الأزمة الصحية في تونس في ظلّ تفشٍ غير مسبوق لسلالة "دلتا" التي أصبحت  المهيمنة في أغلب محافظات البلاد، مخلّفة أكثر من 4 آلاف وفاة خلال الشهرين الماضيين بمعدل أكثر من مائة وفاة يومياً.

وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الصحة عن رقم قياسي جديد في عدد الوفيات بلغ 189 حالة، إلى جانب الكشف عن أكثر من 8500 إصابة جديدة، تزامناً مع دعوة الرئيس قيس سعيد الجيش إلى إجراء مسح شامل للوقوف على حقيقة الحالة الوبائية في البلاد، وبدء نشر المستشفيات الميدانية لقبول المصابين وإنقاذ الأرواح.

كذلك، قالت وزارة الصحة في بلاغ توجّهت به إلى الرأي العام إنّ المنظومة الصحية لا تزال صامدة ولم تنهر، وأنّ القطاع الصحي الحكومي يواصل القيام بواجبه تجاه المصابين بالإمكانيات المتاحة، مع العمل على الدعم المستمرّ لمراكز الصحة بالتجهيزات والموارد البشرية اللازمة.

المصادقة على قانون الطوارئ الصحي

وأحالت الحكومة إلى البرلمان مشروع قانون للطوارئ الصحية، الذي يعطيها صلاحيات كبرى في إطار ضبط الوضع الصحي واتخاذ الاجراءات الاستثنائية بهدف التصدي لانتشار الوباء وحماية صحّة الأشخاص وسلامتهم.

ويسمح مشروع قانون الطوارئ الصحية للحكومة بإقرار الحجر الصحي الجزئي أو الشامل، وتحديد ومراقبة إقامة الأشخاص المصابين والمشتبه بإصابتهم والحدّ من تنقلاتهم، بما في ذلك العزل بمحل سكنهم، ووضع قيود على حرية تنقل الأشخاص والعربات ووسائل النقل، وإغلاق الفضاءات والمحلات المفتوحة للعموم ومنع تنظيم التجمعات والأنشطة والتظاهرات كافة.

كما يعطي القانون الحكومة صلاحية إقرار إجراءات استثنائية ذات طابع اقتصادي أو مالي أو اجتماعي، لمعالجة التداعيات المرتبطة بتطبيق الإجراءات الاستثنائية المتخذة خلال الطوارئ الصحية. إضافة إلى أنه يعطيها صلاحيات فرض عقوبات عند مخالفة التدابير الصحية الوقائية، وتتراوح العقوبات بين الغرامات المالية إلى الإكراه البدني، بحسب مجلة الإجراءات الجزائية.

تكليف الجيش بتلقيح المواطنين

بالتوازي مع حملة التطعيم الوطنية التي بلغت يومها الـ119، كلّف الرئيس قيس سعيد القوات المسلّحة بالتنسيق مع الكادر الطبي وشبه الطبي المدني، لإجراء مسح على كامل تراب الجمهورية لتلقيح المواطنين، فضلاً عن تركيز مستشفيات ميدانية متنقلة في الجهات بحسب تطوّر مؤشرات الحالة الوبائية.

وبدأ الجيش حملة التطعيم في محافظة تطاوين، جنوب غربي تونس، داخل المراكز المخصصة للتلقيح، وعن طريق الفرق المتنقلة التي توغّلت داخل الصحراء.

مليون و270 ألف جرعة لقاح منتظرة خلال شهر يوليو/تموز

أعلنت وزارة الصحة أنّ مجموع كميات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، التي تأكّد وصولها إلى تونس على امتداد شهر يوليو/تموز الحالي، تقدر بمليون و270 ألفاً و750 جرعة، تتوزّع بين استيرادها مباشرة أو الحصول عليها من خلال منظومة كوفاكس.

وأعلنت الحكومة، الأسبوع الحالي، عن عقد صفقة لاقتناء 3,5 ملايين جرعة من لقاح جونسون أند جونسون الأميركي، لم يحدّد تاريخ تسلّمها بعد.

وبلغ العدد الإجمالي للملقحين الحاصلين على جرعتي اللقاح 614710 منذ بدء الحملة، كما حصل مليون تونسي على جرعة واحدة من اللقاح.

دعوة أطباء القطاع الخاص والمتقاعدين للعمل

وأعلنت نقابة أطباء القطاع الخاص بدء تنظيم حصص استمرار للأطباء من أجل التطوّع للعمل في المستشفيات الميدانية بالجهات التي تشهد انتشاراً حاداً للفيروس.

وقال نقيب الأطباء سمير شطورو، في تصريح صحافي، إنّ أطباء القطاع الخاص سيساندون زملاءهم في القطاع العام وفق جدول المداومة الذي ستحدده السلطات الصحة في كل جهة.

نسبة خطر مرتفعة في 16 محافظة

تبيّن خريطة الوضع الوبائي للمحافظات التونسية أنّ 16 محافظة من مجموع 24 تسجّل أكثر من 400 إصابة بفيروس كورونا لكلّ 100 ألف ساكن، وقد سجّلت محافظة منوبة بإقليم تونس الكبرى أعلى نسبة إصابات، 995 إصابة عن كل 100 ألف ساكن، في المقابل، تبلغ النسبة العامة للتحاليل الموجبة 34.7 بالمائة.

دول عدّة تعد بتقديم الدعم

عقب تلقي تونس مساعدات قطرية أمس الجمعة، عبّرت العديد من الدول عن استعدادها لمساعدة تونس لمجابهة الوضع الوبائي الصعب بتوفير المستلزمات الصحية واللقاحات.

وأعلنت الرئاسة التونسية عن تلقي الرئيس قيس سعيد مكالمات هاتفية من كلّ من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أعرب عن استعداد المملكة العربية السعودية لدعم تونس بكلّ ما تحتاجه من لقاحات وتجهيزات طبية وغيرها من المعدات الضرورية لمواجهة جائحة كوفيد 19 في أسرع وقت ممكن.

كذلك تلقّى الرئيس قيس سعيد اتصالاً هاتفياً من رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي أكد استعداد بلاده لمدّ تونس بكلّ ما تحتاجه من معدات طبية لمواجهة جائحة كورونا.

بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتية مساهمتها في توفير الاحتياجات الصحية والطبية لتونس لمجابهة تفشي فيروس كورونا، وذلك إثر تسجيل أرقام إصابات قياسية.

وأكّد رئيس مجلس إدارة الجمعية هلال الساير، لوكالة الأنباء الكويتية، تضامن الكويت مع الشعب التونسي في مختلف الأزمات والمحن وفي هذا الظرف العصيب، لافتاً إلى أنّ الهلال الأحمر الكويتي لن يتوانى عن دعم الشعب التونسي.

كما أكّد وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد استعداد الجزائر لتقديم يد العون إلى الشعب التونسي في مواجهة فيروس كورونا.

تواصل تقييد الحركة بين المحافظات

يتواصل في تونس تطبيق منع التنقل بين أغلب محافظات البلاد، عدا الحالات الخاصة التي تستوجب الترخيص المسبق، حتى غاية 31 يوليو/تموز الجاري، مع فرض عقوبات مالية وغرامات على المخالفين.

قرّرت الهيئة الوطنية لمجابهة انتشار فيروس كورونا، الخميس، منع التنقل بين المحافظات حتى نهاية الشهر الجاري، باستثناء بعض الحالات المحدودة كأنشطة التزود بالمواد الحيوية، مع مراعاة الحالات الاستثنائيّة، وتواصل اجتياز الاختبارات من قبل الطلبة الذين يقدمون امتحاناتهم خلال هذه الفترة.

كما تمّ فرض الحظر الشامل في محافظات تونس الكبرى خلال يومي السبت والأحد، تزامناً مع عطلة نهاية الأسبوع، ومنع تحرّك العربات عدا النقل العام.

المساهمون