تونس تبحث أزمة الأكسجين وسط انتقادات واسعة للحكومة

تونس تبحث أزمة الأكسجين وسط انتقادات واسعة للحكومة

18 يوليو 2021
تصاعد الطلب على الأكسيجن تزامناً مع وصول العدوى إلى ذروتها (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

تواترت، ليل أمس السبت، نداءات الاستغاثة من مستشفيات تونس، بعد إعلان أطباء ومشرفين على هياكل صحية، قرب نفاد مخزون الأكسجين لديهم، ما يهدّد حياة مئات المرضى في أقسام علاج كوفيد-19، الذين يتلقون العلاج تحت أجهزة التنفس الاصطناعي.
وسبّبت نداءات الاستغاثة الصادرة من المستشفيات، حالة إرباك وخوف في صفوف التونسيين وعائلات المرضى، خوفاً من كارثة صحية في البلاد، ما استدعى عقد الحكومة لاجتماع طارئ في ساعة متأخرة من ليلة أمس السبت، أشرف عليه رئيس الحكومة هشام المشيشي، في مقر وزارة الصحة.
وأعلنت لجنة الطوارئ، عقب الاجتماع، تدابير جديدة لإدارة مخزون الأكسجين في البلاد، ورفع الطاقة التخزينية استعداداً لتصاعد الطلب على هذه المادة الحيوية، تزامناً مع وصول العدوى إلى ذروتها وزيادة أعداد المصابين الذين يتلقون العلاج في القطاعين الحكومي والخاص. 

وقالت رئاسة الحكومة في بلاغ لها، إنّ خلية الأزمة قرّرت وضع كل المؤسسات الصحية، العامة والخاصة، على ذمة الدولة، في مجابهة جائحة كوفيد-19 إلى حين العودة إلى نسق التزوّد الطبيعي بمادة الأكسجين. 
وتقرّر أيضاً الشروع في نقل المرضى من المستشفيات التي تعرف نقصاً حاداً في مادة الأكسجين إلى المصحّات الخاصة التي يتوافر فيها مخزون كافٍ منه، بذات الجهة أو الجهات المجاورة، إلى جانب وضع كلّ المخزون المتوافر لدى مصنّعي الأكسجين، على ذمة المؤسسات الصحية كافة، حسب الحاجة، دون التقيّد بالمزود المتعاقد معه. 
وذكر البلاغ الصادر أنّ خلية الأزمة اتخذت أيضاً قراراً بإرساء الآليات الضرورية لعدم تكرار هذه الأزمة، من خلال تأمين التزوّد والإسراع بتشغيل مولّدات الأكسجين التي وصلت منذ أيام، وتركيزها في المستشفيات التي اتُّفِق عليها. 
ولتحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الأكسجين، أعطى رئيس الحكومة تعليماته بالشروع فوراً بإعداد دراسة لإنجاز مشروع إنتاج مادة الأكسجين، معتبراً أنّ هذا المشروع يدخل ضمن الأمن الصحي الوطني. 

وبالتوازي مع قرارات خلية الأزمة، بدأ ليل السبت، الجيش التونسي بالتدخل الميداني لإيصال عبوات الأكسجين إلى المستشفيات، بالاعتماد على شاحناته الخاصة لمعاضدة جهود الشركات المكلّفة تعبئة خزانات المستشفيات.
وتولى الجيش أيضاً تأمين نقل المساعدات الطبية من عبوات الأكسجين والمكثفات التي حصلت عليها تونس في شكل هبات ومساعدات من الدول الأجنبية إلى المستشفيات التي أطلقت نداءات الاستغاثة.
في المقابل، انتقدت منظّمات مدنية سوء حوكمة أزمة الأكسجين وعدم الاستباق في اتخاذ القرارات المناسبة لتأمين الاحتياطي اللازم للمستشفيات.
وقالت منظمة "أنا يقظ"، إنّ الحكومة لا تهتم بالوضع الصحي، وبينما يعاني التونسيون من نقص الأكسحين وتصاعد العدوى في البلاد وفرض إجراءات الحجر على الشعب،  يقضي رئيس الحكومة هشام المشيشي، وأعضاء من حكومته عطل نهاية الأسبوع في منتجع سياحي بمدينة الحمامات. 


ونشرت المنظمة على موقعها منشوراً قالت فيه إنّ أعضاء الحكومة يستمتعون بالإجازة والبحر في مدينة الحمامات (شمال شرقيّ تونس)، وينشرون صور السلفي في المسابح، فيما يُمنَع الشعب من التنقل بين المحافظات، ويُمنَع المواطنون من استعمال مركباتهم في إقليم تونس الكبرى خلال نهاية الأسبوع.

المساهمون