تونس: "العلاج بالمياه" لتخليص المتعافين من آثار كورونا النفسية

تونس: "العلاج بالمياه" لتخليص المتعافين من آثار كورونا النفسية

24 سبتمبر 2021
تونس قبلة للعلاج بالمياه (Getty)
+ الخط -

يدرس متخصصون دوليون في المعالجة بالمياه في تونس إمكانيات علاج المتعافين من فيروس كورونا عن طريق مياه البحر والمياه الطبيعية، من أجل الحدّ من تأثيرات المرض على حالتهم النفسية وأجسادهم، وكذا لاستعادة نشاطهم الطبيعي والاقتصادي.

وتستعد تونس لاحتضان منتدى عالمي حول المساعدة الاستشفائية لمن أصيبوا بالفيروس عبر كل أصناف المياه الطبيعية المتاحة، تحت رعاية الجامعة العالمية للمعالجة بالمياه وعلم المناخ، بهدف تبادل الخبرات بين متخصصين في المجال لإيجاد علاجات طبيعية تعوّض العلاجات الكيميائية للأمراض النفسية التي يخلفها كورونا.

ويقول الطبيب المتخصص في العلاج بالمياه محمد التليلي إنّ "العلاج بالمياه له قدرة فائقة على تخليص المتعافين من كورونا، أو من يعانون من أمراض نفسية غير عميقة، من التوتر النفسي والإنهاك الجسدي، نظراً لقدرة مياه البحر والمياه الطبيعية الحارة على تجديد طاقة الجسم النفسية والبدنية في وقت قياسي".

وأفاد التليلي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّ الغاية من المنتدى العالمي، الذي ستحتضنه تونس أوائل شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، "هي تبادل التجارب بين متخصصين في العلاج بالمياه من مختلف دول العالم، لتثمين الإمكانيات المتاحة في كل بلد، واستغلالها في مساعدة من يعانون من مخلفات نفسية وجسدية جراء إصابتهم بفيروس كورونا".

تونس تستعد لاحتضان منتدى عالمي أوائل شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل حول المساعدة الاستشفائية لمن أصيبوا بالفيروس عبر كل أصناف المياه الطبيعية

وأوضح في هذا السياق أنّ "مراكمة الضغوط النفسية يمكن أن تتسبب في مخلفات خطيرة تُضعف مناعة الجسم، ما يجعل الأشخاص أكثر عرضة لخطر الأمراض الفيروسية أو غيرها"، مؤكداً أنّ المياه "علاج طبيعي فعّال لمكافحة الأمراض، والبروتوكولات العلاجية المتخصصة في هذا المجال تعطي نتائج إيجابية تصل إلى حدود 80%".

وشدد التليلي على "ضرورة استغلال الإمكانيات البحرية والمياه الطبيعية المتاحة في البلدان التي تضررت من الجائحة"، مشيراً إلى أنّ "الاسترخاء والتدليك عبر المياه يجددان الطاقة في الجسم ويعيدان التوزان النفسي، ما يساعد الأشخاص على اكتساب قدرة أكبر على الإنتاج والعمل، وهو أمر ضروري لاستعادة النمو الاقتصادي"، كما قال.

وبيّن الطبيب المتخصص في العلاج بالمياه أنّ "الرأسمال البشري تضرر من الجائحة بخسارة الأرواح وفقدان جزء من المتعافين التوازن النفسي والجسدي الذي يؤثر على نشاطهم وقدرتهم على الإنتاج، ما يستدعي الاستعانة بكل الإمكانيات الطبيعية المتاحة للعلاج".

وتصنّف تونس القبلة العالمية الأولى للعلاج بالمياه، مستفيدة من مخزون مياه معدنية موزع على كامل ترابها على شكل عيون وينابيع وحفريات تتجاوز 100 نبع، 30 منها مياهها باردة تبلغ درجة حرارتها أقل من 25 درجة مئوية، و65 نبعاً مياهها ساخنة تصل درجة حرارتها إلى 45 درجة مئوية. وتقع تلك العيون الساخنة في الشمال والوسط والجنوب، خصوصاً في المناطق الجبلية والصحراوية.

ويعود تاريخ العلاج بالمياه في تونس إلى عصر الرومان، وشهدت السياحة العلاجية والاستشفائية، وتحديداً سياحة الاستشفاء بمياه البحر وبالمياه العذبة والساخنة، تطوراً ملحوظاً في تونس، إذ يستقطب هذ النوع من السياحة ما يفوق 200 ألف سائح سنوياً من مختلف الجنسيات.

المساهمون