توقف دعم مشفى باب الهوى شريان حياة شمال غربي سورية

09 فبراير 2025
مشفى باب الهوى شمال غربي سورية، 2 يناير 2014 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توقفت إدارة مشفى باب الهوى عن تقديم الدعم، مما أدى إلى إيقاف الخدمات الطبية التخصصية باستثناء الحالات الطارئة، حيث كان المشفى يقدم شهريًا أكثر من 1200 عملية جراحية و31 ألف خدمة طبية.
- يعتمد المشفى حاليًا على الجهود التطوعية، مع محاولات لحشد الدعم لمنع إيقافه، وسط تحذيرات من كارثة طبية في المنطقة، محملين المنظمات الإنسانية والحكومة مسؤولية إيجاد الحلول.
- يعبر السكان عن قلقهم من توقف خدمات المشفى الذي يعتبر ملاذًا حيويًا، حيث قدم خدمات لأكثر من 1.7 مليون شخص منذ تأسيسه قبل 11 عامًا.

أعلنت إدارة مشفى باب الهوى في سورية توقف الدعم المقدم للمشفى، الأمر الذي سبّب إيقاف كل الخدمات الطبية التخصصية فيه مساء أمس السبت، حيث يُعتبر المشفى واحدًا من المشافي الرئيسية التي تخدم سكان شمال غربي سورية والنازحين ضمن مخيمات المنطقة.

وفي إحاطته حول واقع المشفى، أوضح الدكتور ياسين علوش، مدير المشفى، لـ"العربي الجديد" أن العمل حاليًّا في المشفى تطوعي فقط من قِبَل الكادر الطبي، بينما يجري العمل على المناصرة لحشد الدعم لمنع إيقاف المشفى عن العمل.

والمشفى، الذي يُعتبر واحدًا من المشافي الكبرى في الشمال السوري، كان مدعومًا من قِبَل الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز)، حيث تُجرى فيه شهريًّا أكثر من 1200 عملية جراحية، ويقدم أكثر من 31 ألف خدمة طبية لما يزيد على 17 ألف مراجع، بينما يقصد عياداته الخارجية أكثر من 7 آلاف مراجع. كما يضم أقسامًا لعلاج الأورام وغسل الكلى والعناية المشددة، وفق بيان صدر عن إدارة المشفى. موضحًا أن توقف الدعم سيؤدي إلى وقف جميع الخدمات الحيوية، الأمر الذي يشكل تهديدًا صحيًّا كبيرًا للأهالي في المنطقة، حيث سيواصل المشفى استقبال الحالات الإسعافية الطارئة فقط.

من جهته، قال الطبيب محمد عيد الحسين، وهو طبيب مقيم في المشفى، عبر صفحته على فيسبوك: "بصفتي طبيبًا مقيمًا في مشفى باب الهوى، الذي تم إبلاغ إدارته بتوقف الدعم بشكل كامل، أعلم كمّ العمل والخدمات التي يقدمها المشفى للمنطقة وحجم الكارثة الطبية التي ستلحق بها بعد توقف الخدمات فيه. لذلك نحمّل المنظمات الإنسانية والحكومة في دمشق تبعات هذا الأمر وندعو إلى إيجاد الحلول".

ويرى النازحون في المنطقة أن توقف الخدمات في المشفى سيكون بحد ذاته كارثة، ولا سيما أن المشفى مقصد لذوي الأمراض المزمنة، ومنهم فؤاد العواد، النازح من ريف حماة الشرقي، الذي أوضح لـ"العربي الجديد" أنه كان يسهل عليه الذهاب بالدراجة النارية إلى المشفى في أي وقت، فهو قريب من المخيم الذي يقيم فيه. وقال: "المشفى كان يوفر لي كل الخدمات، وكانت معاملة الأطباء إنسانية لأبعد الحدود. اعتدت خلال السنوات الماضية مراجعة المشفى حتى إني ألفت الكثير من الوجوه فيه، أما الآن فسيكون من الصعب عليّ التوجه إلى مشفى آخر لتلقي العلاج، ولا سيما أن عمري تجاوز 63 عامًا".

بدورها، قالت سلوى الفايز، التي تقيم في مخيم قرب بلدة بابسقا القريبة أيضًا من المشفى، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، إن توقف دعم المشفى سيكون مشكلة لها وللكثير من النساء، خاصة في ما يتعلق بعلاج الأطفال والعيادات النسائية وغيرها. وأضافت: "كل أماكن العلاج تصبح بعيدة بعد توقف المشفى، وهذا قد يعيق تلقي العلاج. نرجو أن يتم حل المشكلة".

وتأسس المشفى قبل نحو 11 عامًا، وتحول إلى نقطة للخدمات الطبية المتقدمة في المنطقة، وقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية والطوارئ والجراحات المتخصصة والعلاجات الخاصة بالأورام، بما في ذلك لضحايا العمليات العسكرية وحوادث وإصابات أخرى، ما جعله ركيزة أساسية في النظام الصحي بالمنطقة، حيث يخدم أكثر من 1.7 مليون شخص بين سكان ونازحين في المخيمات.

ويضم المشفى عيادات وتخصصات عدة، منها العينية والكلية والوعائية، إضافة إلى عيادات القلبية والهضمية والجراحة الصدرية والبولية والجراحة العصبية والعامة. كما يوفر خدمة الحجز في العيادات عبر أرقام مخصصة للمراجعين عبر تطبيق "واتساب".

المساهمون