تهديدات المليشيات وغياب الخدمات أبرز أسباب عدم عودة نازحي العراق

تهديدات المليشيات وغياب الخدمات أبرز أسباب عدم عودة النازحين العراقيين إلى ديارهم

07 ابريل 2022
مازالت أكثر من 37 ألف عائلة عراقية نازحة خارج مناطقها الأصلية (الأناضول)
+ الخط -

تراجعت آلاف العوائل العراقية النازحة في إحدى بلدات محافظة ديالى (شمال شرق العاصمة بغداد)، عن طلبات سابقة قدّمتها للعودة إلى مناطقها الأصلية داخل وخارج المحافظة، فيما أكدت وزارة الهجرة والمُهجّرين، أنّ المخاوف الأمنية وعدم وجود الخدمات بهذه المناطق حالت دون عودتها.

وما زالت أكثر من 37 ألف عائلة عراقية نازحة خارج مناطقها الأصلية حتى اليوم، بحسب إحصائيات وزارة الهجرة، والتي لا تحتسب من يقيمون خارج المخيمات، بينما يُقدّر إجمالي النازحين خارجها بأكثر من 750 ألفا، يقيمون في مجمعات سكنية على نفقتهم الخاصة، في بلدات عدة بأربيل والسليمانية، فضلا عن بغداد والأنبار وغيرها من المحافظات الأخرى.

ووفقاً لمدير دائرة الهجرة والمهجرين في بلدة خانقين بمحافظة ديالى، علي غازي آغا، فإنّ "أكثر من 10 آلاف عائلة نازحة تم تسجيلها ضمن بيانات النازحين في البلدة، 85 بالمائة منها نازحة من بلدات السعدية وجلولاء وأطراف المقدادية في المحافظة، ونحو 15 بالمائة منها نزحت من محافظتي الأنبار وصلاح الدين"، مبينا في تصريح صحافي أمس، أن "الكثير من هذه العوائل سجلت طلبات للعودة إلى مناطقها، إلا أنها تراجعت عنها".

وأوضح، أن "أسبابا عدة تقف وراء تراجعها عن الطلبات، منها افتقار الخدمات والدمار الذي لحق بمناطقها الأصلية، كما في بلدتي السعدية وجلولاء، كذلك الثارات العشائرية في أطراف المقدادية، فيما لا تزال المخاوف الأمنية تمنع نازحي قرية نهر الإمام (قرية في ديالى تسيطر عليها المليشيات) من العودة".

مشيرا إلى أن "الوزارة شملت هذه العوائل بمنحة مالية تبلغ مليونا ونصف المليون دينار (نحو 1050 دولارا)، إلى جانب المساعدات الأخرى من الوزارة والمنظمات الإنسانية الأخرى".

مسؤول أمني في المحافظة أكد، أن ما يحول دون عودة تلك العوائل، المخاوف من الفصائل المسلحة التي تسيطر على مناطقها.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "الفصائل في محافظة ديالى تمنع عودة النازحين إلى بلدتي الإمام والسعدية، وتبعث لهم رسائل تهديد مستمرة، ما حال من دون تسجيل عودتهم".

وأوضح،: "هناك مساع تبذلها الحكومة المحلية لإعادة تلك العوائل، لكنها غير مضمونة، لاسيما مع تمسك الفصائل بموقفها، وعدم سماحها بالعودة"، مشيرا إلى أن "عودة العوائل تحتاج إلى قرار حكومي حازم، ترافقه خطوات عملية بإبعاد الفصائل عن مناطق النازحين الأصلية، لأجل إمكانية إعادتهم".

وكانت وزارة الهجرة قد أعلنت نهاية العام الماضي، إغلاق جميع مخيمات النازحين في المحافظات باستثناء المخيمات التي أقيمت في إقليم كردستان، إلا أن أزمة النزوح لم تنته.

وعلى الرغم من مرور نحو خمس سنوات على انتهاء المعارك في العراق وطرد تنظيم "داعش" من آخر معاقله في مدينة الموصل شمالي البلاد، إلا أنه ما زال هناك أكثر من مليون نازح منذ منتصف عام 2014 لأسباب مختلفة.

المساهمون