تهجير الحيوانات

23 ابريل 2025
تمثال الفيل العملاق "جامبو" في جامعة فليتشر الأميركية، 23 سبتمبر 1997 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الهجرة الطبيعية للحيوانات والطيور: تعد حركة منتظمة ترتبط بتغير الظروف البيئية وتوافر الموارد، وتلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي وتحديد أنماط التكاثر والسلوكيات.

- التدخل البشري السلبي: الإنسان يساهم في تهجير الحيوانات لأغراض مادية أو سياسية، كما في "ديبلوماسية الزرافة" وتهجير الفيل "جامبو"، مما يؤثر سلباً على المنظومات البيئية.

- استمرار تهريب الحيوانات: رغم القوانين البيئية، تستمر عمليات تهريب الحيوانات البرية، بما في ذلك الأنواع النادرة، مما يثير تساؤلات حول مصيرها وتأثيرها على البيئة.

هجرة الحيوانات والطيور أمر طبيعي، أما أن يهجّرها الإنسان فذلك يشكل تعدياً على المنظومات البيئية. هجرة الطيور والحيوانات حركة منتظمة للأنواع من منطقة إلى أخرى ترتبط عادة بتغيّر الظروف البيئية، أو توافر الموارد. وتلعب هذه الظاهرة، كما يؤكد خبراء، دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي، خصوصاً على صعيد تحديد أنماط التكاثر والسلوكيات المرتبطة بهذه العملية في العديد من أنواع الحيوانات. 
يلعب الإنسان دوراً سلبياً في تهجير ونقل الحيوانات والطيور من بيئاتها سعياً وراء مكاسب مادية أو اجتماعية أو سياسية، إذ كان هناك ما يعرف بـ "ديبلوماسية الزرافة"، كما ذكرت الخبيرة هيزر شاركي من جامعة بنسلفانيا حول حكاية إهداء والي مصر والسودان محمد علي باشا زرافة سودانية إلى ملك فرنسا شارل العاشر، وأيضاً زرافتين أخريين لملكين آخرين في أوروبا عام 1827.
وفي عام 1860 أسر فيل سوداني بعدما قتلت أمه، وجرى ترحيله ليُباع إلى حديقة حيوانات شهيرة في باريس، ثم نُقل بعدها إلى لندن حيث عُرض في سيرك وأماكن ترفيه أخرى حيث تعلق الناس به، وصارت شعبيته كبيرة بين الأمراء الصغار حتى أن البرلمان حاول التدخل ضد بيعه لمالك سيرك أميركي، لكن القضاء حكم بقانونية البيع، ورُحّل "جامبو"، وهو أول من حمل هذا الاسم إلى نيويورك، حيث أثار الإعجاب عند عرضه في حدائق بروكلين، وأصبح فيلاً عملاقاً تحوّل اسمه إلى رمز لكل ما هو ضخم. وبمرور الأيام صار اسم "جامبو" كلمة أصيلة في اللغة الإنكليزية نفسها، ووُصفت قصة موته بأنها "نبيلة" إذ مات دهساً حين حاول إنقاذ فيل صغير في قطيع مالك السيرك. ونجا الصغير ومات "جامبو"، وجرى تحنيط جثته وأهديت إلى جامعة تافتس عام 1885، ثم أمضى 86 عاماً منتصباً على قوائمه الأربع في قاعة بارنوم (صاحب السيرك) بالجامعة التي كان أحد داعميها، وتبرك به الطلاب قبل الامتحانات كنوع من الفأل الحسن، وتأملته عيون الزوار بانبهار وتعجّب.

موقف
التحديثات الحية

عام 1975 نتيجة ماس كهربائي احترقت قاعة بارنوم بالكامل، ولم يبقَ من "جامبو" غير سيرته واسمه وبعض الرماد القابع في جرة زبدة فول سوداني بمكتب مدير قسم ألعاب القوى بالجامعة حتى هذه اللحظة.
ورغم القوانين البيئية الصارمة، لا تزال عمليات تهريب الحيوانات قائمة. وأفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية بأن الأشهر الأخيرة شهدت عمليات تهريب متزايدة للحيوانات البرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من بينها لأنواع نادرة مثل أسود وقرود، بيعت في أسواق غير قانونية أو حدائق حيوانات خاصة. هل ستكون بينها حيوانات أفريقية؟ وماذا سيكون مصيرها؟

(متخصص في شؤون البيئة)

المساهمون