استمع إلى الملخص
- أكد حسام زملط على أهمية الدعم العربي والعالمي للقضية الفلسطينية، بينما أشار صباح المختار إلى تحديات الجالية العربية في بريطانيا، مثل تصاعد الإسلاموفوبيا وفقدان الهوية الثقافية.
- أعلنت منصة "عرب لندن" عن "المؤتمر العام الأول للجالية العربية" في يونيو 2025، لتعزيز التواصل بين الجالية، وتأسست المنصة في 2018 كأول منبر إعلامي للجالية العربية في بريطانيا.
كرّمت الجالية العربية في بريطانيا مجموعة من الشخصيات التي تدعم فلسطين والقضايا العربية، تقديراً لنشاطها وجهودها في تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في الأشهر الأخيرة، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك في أمسية رمضانية شاركت فيها نخبة من ممثلي الجالية ونظّمتها منصة "عرب لندن" في العاصمة البريطانية، أمس الأحد.
ومن الشخصيات المكرّمة لدعمها القضية الفلسطينية على الساحة البريطانية، الطبيب البريطاني جيمس سميث الذي تطوّع للعمل في قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه، وقدّم خدمات طبية حيوية لمن يحتاجها في القطاع المستهدف والمحاصر. كذلك كُرّم المستشار في البرلمان البريطاني جيمس جيلز، بناءً على دوره الفاعل في دعم القضية الفلسطينية داخل أروقة البرلمان، إلى جانب كريس دويل مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني "كابو" الذي يعمل لتعزيز التفاهم بين الثقافات. وشمل التكريم أيضاً مجموعة "أطباء لأجل فلسطين" التي بذلت جهوداً إنسانية كبيرة في دعم القطاع الصحي بغزة.
وشملت الجالية العربية في تكريمها إعلاميَّين فلسطينيَّين هما أحمد الناعوق مؤسّس موقع "لسنا أرقاماً" الذي يعمل لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، ويوسف الحلو الذي أنتج فيلماً وثائقياً عن غزة استعرض فيه جرائم الاحتلال الإسرائيلي. بدوره، حظي الناشط اليمني نبيل الصوفي بتكريم، هو الذي أدّى دوراً بارزاً في دعم القضايا العربية في بريطانيا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد تسلّم هؤلاء دروعهم التكريمية، بحضور سفير دولة فلسطين لدى لندن حسام زملط، ورئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا صباح المختار، ورئيس تحرير منصة "عرب لندن" محمد أمين، علماً أنّ الناشطة الفلسطينية زينب كمال هي التي أدارت الفعالية.
وخلال الأمسية، قال زملط إنّ العالم العربي يمثّل ركيزة أساسية في دعم القضية الفلسطينية، مضيفاً أنّ هذا العالم "هو رئتنا وهو ظهيرنا". وأشاد زملط بالتحوّل الكبير في التضامن العالمي مع فلسطين في الأشهر الـ16 الماضية، لافتاً إلى أنّ التظاهرات الحاشدة في لندن وغيرها من المدن العالمية أظهرت دعماً غير مسبوق للشعب الفلسطيني. وأعرب عن أمله بأن تؤدّي التظاهرات، التي وصفها بأنّها "ليست فقط الأكبر حجماً بل الأطول استمرارية"، إلى تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني. أضاف أنّ الفلسطينيين يثبتون يوماً بعد يوم صمودهم وبطولتهم، من خلال عودتهم إلى منازلهم المدمّرة أو ما تبقى منها في غزة بعد القصف الإسرائيلي، في مشهد يجسّد تمسّكهم بحقّهم في الحياة والأرض رغم الدمار والمعاناة.
من جهته، لفت المختار، وهو من مؤسّسي "مؤتمر الجالية العربية"، إلى الدور الحيوي الذي تؤدّيه الجالية في المجتمع البريطاني، مشدّداً على ضرورة الاعتراف بها مكوّناً أساسياً في النسيج الاجتماعي للبلاد، رغم التحديات التي تواجهها. وأوضح أنّ التحديات تشمل تصاعد الإسلاموفوبيا، ومخاطر فقدان الهوية الثقافية، وتراجع استخدام اللغة العربية بين الأجيال الجديدة، إلى جانب مشكلات أخرى تستدعي تكاتف الجهود لإيجاد حلول فعالة. وتحدّث المختار كذلك عن دور الشباب المحوري في حمل راية القضية الفلسطينية ودعم القضايا العربية، داعياً إلى إشراكهم أكثر في الأنشطة والمبادرات التي تخدم هذه القضايا، وتعزيز وعيهم بمسؤوليتهم تجاه هويتهم وثقافتهم.
وفي كلمته عن الأمسية الرمضانية التي نظمّتها منصته "عرب لندن"، قال أمين إنّها أتت هذا العام حاملةً بعداً خاصاً، إذ كُرّمت خلالها شخصيات بارزة بذلت جهوداً كبيرة في الأشهر الماضية لدعم القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. أضاف أنّ هذه الأمسية التكريمية جاءت تقديراً لمواقف هؤلاء الفاعلين الذين ساهموا، كلّ في مجاله، في تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني ونقل معاناته إلى الرأي العام العالمي، في ظلّ "حرب الإبادة" التي استهدفت القطاع.
تجدر الإشارة إلى أنّ "مؤتمر الجالية العربية" كان قد أُسّس في يونيو/حزيران من عام 2023، بمبادرة من منصة "عرب لندن" وبهدف تعزيز صوت الجالية العربية في بريطانيا وتوحيد جهودها في القضايا المصيرية. وفي خلال الحرب الإسرائيلية التي استهدفت الفلسطينيين في قطاع غزة على مدى أكثر من 15 شهراً، عمدت الهيئة الاستشارية والتحضيرية الدائمة للمؤتمر إلى توجيه رسائل عدّة إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك والحالي كير ستارمر، مطالبةً إياهما باتّخاذ موقف واضح إزاء الحرب على غزة والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في القطاع.
وفي الأمسية الرمضانية، أمس الأحد، أعلن المشاركون في الفعالية التي نظّمتها منصة "عرب لندن" عن موعد انعقاد "المؤتمر العام الأول للجالية العربية" في بريطانيا في يونيو/حزيران 2025، وذلك بهدف توحيد الجهود وتعزيز التواصل بين مختلف أطياف الجالية. يُذكر أنّ منصّة "عرب لندن"، التي أُسّست في عام 2018، تُعَدّ أوّل وأكبر منبر إعلامي يخاطب الجالية العربية في بريطانيا، وهي تؤدّي دوراً بارزاً في تسليط الضوء على قضايا العرب فيها، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات دورية تستقطب أبناء الجالية لتعزيز حضورهم وتأثيرهم في المشهدَين الإعلامي والاجتماعي.